بالفيديو.. عن حياة زوجات وأبناء أسامة بن لادن تفاصيل مثيرة !






تكشف المقاطع المصورة، والصور المختلفة التي تضمنتها وثائق أبوت آباد، بوضوح، أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن، فرض حياة البؤس والخوف، على زوجاته وأبنائه، وذلك على مدى أكثر من عقدين.
سليل بيوتات المال وأطفال مطاريد
ويلمس المُشاهد، لهذه الصور والمقاطع، كيف حكم ابن وسليل أسرة من أحد بيوتات المال والأعمال الشهيرة بالسعودية، على أبنائه وأحفاده، بالتحول إلى مطاريد في الصحاري وبين الجبال والكهوف، بملابس رثة، ودون لغة، أو هوية. فلم يكن الجيل الثاني من أسرة بن لادن، محظوظاً بالقدر الكافي ليجيد الحديث باللغة العربية، كما يجيدون اللغات الباكستانية، والأفغانية المتنوعة، كالبيشتو، والأردو، لتنسجم هذه اللغات، أيضا مع الملابس الأفغانية التقليدية، التي يرتديها الأطفال ذكورا، وإناثا، وبالمقابل استبدلت زوجات “بن لادن”، العباءة الخليجية السوداء التقليدية، بشراء التشادري والبرقع الأفغاني. كان اللافت أيضا فيما برز من المقاطع والصور، حيرة أشباه أحفاده، التي كما بدى أنها لم تنتم لموقع جغرافي محدد، ما بين الشعور الشقراء والعيون الزرقاء، وآخرين استطاعوا أن يحملوا شيئا من الملامح الخليجية.
مصاهرة قيادات الجماعات المصرية المتطرفة
ولا غرابة في ذلك، فلم يكن ليجد أسامة بن لادن، سبيلا في الحفاظ على أواصر تنظيمه “العالمي”، سوى بمصاهرة رفاقه من قيادات الجماعات المصرية المتطرفة، ومن بينهم ابنة أبو حفص المصري أو “محمد عاطف”، التي زوجها أسامة من ابنه “محمد”.. أما سعد، فاختار الزواج من السودان، بابنة أحد رفاق والده، فيما تزوج حمزة، من ابنة أبو محمد المصري “محمد الزيات”، واتخذ عثمان “صفية”، ابنة سيف العدل، زوجا ثانية له.
بنات بن لادن والزواج من خليجيين
أما بنات ابن لادن، فيبدو أن زعيم القاعدة، لم يكن ليبتعد كثيرا عن نسق العادات والأعراف المتبعة في منطقة الخليج، بعدم تزويج الفتاة لمن هم من غير الجنسية السعودية، أو الخليجية، فزوج خلال إقامته بقندهار، ابنته فاطمة عام 1999م، من سليمان بوغيث الكويتي، وعمرها حينها لا يتجاوز 12 عاما، وبنفس الوقت زوج كذلك ابنته الأخرى “خديجة” (تظهر بالفيديو المرفق للتقرير في الثواني الأخيرة بحجابها الأسود) من عبد الله الحلبي من المدينة المنورة، وعمرها 11 عاما، ولم يتبين من الوثائق زواج كل من مريم، وسمية، وإيمان التي كانت ممن أقاموا من أفراد أسرة بن لادن، في إيران قبل فرارها إلى السفارة السعودية.
صور الفتيات والنساء الكبيرات
ويبدو من الوثائق، أن الحظ لم يسعف ابنه “خالد”، في الزواج الذي كان ساعيا إليه، ومتشوقا له وذلك بعد أحداث 11 سبتمبر.. وبحسب تكليف أسامة بن لادن، لابنته الكبرى خديجة المقيمة في وزيرستان (توفيت عام 2009)، بالبحث عن عروس مناسبة له، فما كان منها إلا أن ترسل له صورا لعدد من الفتيات، لاختيار واحدة منهن، ووفقا للمواصفات التي شرحها خالد، في رسالة له، فهو يرغب في أن تكون “جميلة وذات خلق وبكر”، حتى استقر الاختيار عام 2009، على ابنة قيادي مقرب من “ابن لادن”، ويُعرف بـ”أبي عبد الرحمن”، أو كما يشار إليها عائلة “البي أم”، إلا أنه وبسبب الظروف الأمنية عجز خالد، الذي كان يقيم مع والده في أبوت آباد، عن إتمام زواجه، قبل أن يلقى حتفه في 2011. وهذا ما يفسر وجود صور عدد مختلف من الفتيات، ضمن وثائق بن لادن، إضافة إلى مقاطع أخرى تظهر فيها نساء كبيرات بالسن يرجح أن يكن زوجات لمرافقي بن لادن.
بؤس النساء وملاريا مراجيح متهالكة
وفي المقاطع تتجلى حقيقة البؤس الذي تكابده نسوة مقاتلي القاعدة، بمعاناة شظف العيش والحرمان من أبسط متطلبات الحياة، لاعبةً مع ذلك دورا مهما في توفير احتياجات أمراء القاعدة، فإلى جانب الإنجاب لمزيد من الورثة، كان عليهن توفير المأكل والمشرب دون وجود كهرباء، أو ثلاجات أو حتى ماء، في منزل متهالك تكتظ غرفه بالأطفال.
وتتنوع مشاهد الأطفال من أبناء وأحفاد ابن لادن، سواء أكان لمن حالفهم الحظ، وبقوا معه في مخبئه، ومن تشتتوا ما بين وزيرستان، وإيران، ومنهم من تيتم في سن مبكرة، وغيرهم لم تكن لديه القدرة أو الرغبة الكافية للبقاء على قيد الحياة، في ظل الظروف المعيشية السيئة والإصابة بالملاريا والتيفوئيد. ومع ذلك كانت هناك لمحات لشيء من براءة الأطفال الذين لم يدركوا، أن من حولهم هم من أبرز المطلوبين على قوائم الإرهاب الدولية، بالرقص تارة على مقاطع موسيقية، والاتخاذ من الأعواد والحجر لعبة مسلية تارة أخرى، أما في الأعياد فتكون الجائزة باصطحابهم للعب بالمراجيح في إحدى الحدائق المتهاكلة.

أفلام كرتون ومشاهد كوميدية وأناشيد
إلى جانب ما احتوته الوثائق من مقاطع لأفلام كرتون مختلفة ككابتن ماجد ومشاهد أخرى كوميدية، وأناشيد غنائية، حاول الأطفال من خلالها قطع الوقت الطويل، والذي حتما يمر ببطء في المخبأ الذي فرض عليهم، وحرمهم حتى من ارتياد المدرسة، التي كانت محرمة بالأصل على بنات بن لادن. تفاصيل كثيرة سبق وأن تحدث عنها كل من “نجوى غانم”، الزوجة الأولى لأسامة بن لادن، وابنها “عمر”، في كتاب جمعهما معا بعنوان “إنه بن لادن”، الصادر في عام 2011، وكان نص المذكرات أشبه بتجسيد وتفسير لبعض المقاطع المصادرة من مخبأ زعيم القاعدة، مما جعل المشاهد على مقربة من تصور الحياة التي فرضها أسامة بن لادن على زوجاته وأبنائه وصولا إلى الجيل الثاني من أحفاده.
عمر والمكاشفة والخرطوم وتورا بورا
ولمن يقرأ الكتاب سيجد فيه مكاشفة ومصارحة أكثر من كونه مذكرات، سعى فيها عمر، إلى إيصال ما لم يتمكن من قوله بوجه والده زعيم وأمير القاعدة طوال سنوات إقامته معه، والذي كان واثقا أنه سيطلع عليه ويقرأه. ومنذ العام 1990م، أبلغ أسامة بن لادن، أسرته الكبيرة والمكونة من أربع زوجات و14 ابنا، بأن عليهم ترك كل ما يتعلق بهم في السعودية إلى الأبد، والانتقال إلى العاصمة السودانية “الخرطوم”، والتي لم تكن سوى المحطة الأولى لهم قبل الوصول إلى جبال تورا بورا، وأخيرا إلى مضافات طهران.
الزوجات والأبناء يغادرون من مطار جدة
18 فرداً صعدوا الطائرة المركونة في مطار جدة شملت “نجوى غانم”، ومعها أبناؤها الثمانية، وهم عبد الله (15 سنة)، وعبد الرحمن (13 سنة)، وسعد (11 سنة)، الملقب بـ”الجوكر”، وعمر (10 سنوات)، وعثمان (8 سنوات)، ومحمد (6 سنوات)، وفاطمة (4 سنوات)، وإيمان (سنة واحدة)، إضافة إلى الزوجة الثانية خديجة الشريف، برفقة أبنائها الثلاثة، وهم، علي (7 سنوات)، وعامر( سنتين)، وعائشة، وكذلك زوجة ابن لادن الثالثة، “خيرية صابر”، برفقة ابنها الوحيد حمزة (3 سنوات)، وريث تنظيم القاعدة، كما شاء لرعاته أن يقرروا. وإلى جانبهم كانت زوجة بن لادن الرابعة “سهام صابر”، مع أبنائها الثلاثة خديجة (4 سنوات)، وخالد (3 سنوات)، ومريم سنة واحدة.
المحطة الفارقة وقرار خديجة
وبعد الإقامة لمدة خمس سنوات بالسودان في حي الرياض، بمنزل مكون من ثلاثة طوابق، ويحوي 22 غرفة، أنجب خلالها “ابن لادن”، المزيد من الأطفال كان منهم ثلاثة أطفال، فأنجبت سهام صابر، ابنها الرابع عامر، وابنتها سمية، وأنجبت خديجة، ابنتها الأولى عائشة.. أما نجوى فأنجبت ابنها لادن، الذي غير أسمه إلى “بكر”. تلقى بن لادن من الحكومة السودانية طلب ترحيله إلى أي وجهة يحددها، فجاء اختياره، بالانتقال إلى جلال آباد، ومنها إلى جبال تورا بورا، حيث أهداه الملا نور الله أحد جبالها للإقامة فيه مع أسرته ومقاتليه. إلا أن محطة السودان، كانت فارقة في حياة أسرة بن لادن حيث بدأ الانشقاق يدب وسط أفراد أسرته، بعد قرار زوجته “خديجة الشريف”، بالعودة إلى السعودية مصطحبة أبناءها الثلاثة علي، وعامر، وعائشة، وما أن مضت فترة قصيرة حتى لحقها كل من عبد الله (15 سنة)، الابن البكر لأسامة بن لادن.
ثلاثة كهوف للزوجات و30 ابنا
ووفقا لما ذكره “عمر” في مذكراته، والذي قرر الرحيل عن والده عام 2000، فإنهم تلقوا صدمة كبيرة، شكلها قرار سحب الجنسية السعودية منهم، والاستعاضة عن ذلك بالجنسية السودانية، إضافة الى إزالة شهرة بن لادن، لتنسب أسماؤهم إلى “محمد عوض عبود”. وفي جبال تورا بورا، الذي خصص فيها، ابن لادن لزوجاته الثلاث وأبنائه، ثلاثة كهوف متجاورة، أنجب فيها المزيد من الأبناء، فأكملت نجوى أطفالها، بابنتها “نور”، الرقم 11، قبل أن تلتحق بهن من اليمن الزوجة الرابعة “أمل السادة”، لإنجاب المزيد من الأطفال، الذي تضاعف عددهم بعد إقامته في مخبئه بأبوت آباد. فكما جاء في رسالة لخالد 2010م، وجهها لأحد أشقائه سرد فيها أحدث أبناء بن لادن، وهم: آسيا (7 سنوات ونصف)، وعائشة أكبر منها بأشهر قليلة، وإبراهيم (6 سنوات)، وأسامة أصغر منه بشهر، أختي زينب عمرها 4 سنوات، وشهرين، وسهام أصغر منها ببضعة أشهر، والحسين (سنتانو نصف السنة)، أصغر الأبناء، وصفية، وعبد الله، وبذلك يرجح أن يكون عدد أبناء “ابن لادن” قد قارب الـ 30 ابناً.
نجوى إلى سوريا دون إيمان ولادن
في 2011 سمحَ أخيرا بن لادن لزوجته نجوى، بالرحيل إلى سوريا مصطحبة فقط ابنها الأكبر عبد الرحمن، الذي يعاني مرض التوحد، وابنتيها الصغيرات رقية، ونور، ومنعها ابن لادن من اصطحاب ابنتها إيمان وابنها لادن، رغم معرفته بما سيقع على أسرته، بعد ضربات برجي التجارة العالمي. وكان نصيب إيمان (10 سنوات)، ولادن (6 سنوات)، الإقامة في إيران لمدة تسع سنوات، قبل أن يسمح لهما النظام الإيراني، بالذهاب إلى سوريا، والانضمام إلى والدتهما التي فارقتهما أطفالا.
عودة الزوجات إلى أسرهن
بالمقابل كان نصيب الزوجات الثلاث الأخريات، و11 طفلا، برفقتهن في أبوت آباد، العودة من جديد الى أسرهن بعد أن تسلمتهن السلطات الباكستانية، وإنهاء محكومية السجن لمدة عام لدخول الأراضي الباكستانية بطريقة غير قانونية. وفيما يتعلق ببنات بن لادن، توفيت خديجة زوجة عبد الله الحلبي في 2009، بعد وضعها لابنتها الخامسة “فاطمة”، في وزيرستان، إلا أن شقيقتها فاطمة زوجة سليمان بوغيث كانت أوفر حظاً حيث خرجت من إيران، وعادت إلى أسرتها برفقة أبنائها في 2013، إلى جانب شقيقتيها سمية، ومريم.
الهروب على ظهور الخيول
أما نصيب الأشقاء سعد، وعثمان، وحمزة، ومحمد، فكان الالتحام بالقاعدة بمصاهرة قيادات جماعتي التكفير و الهجرة، والجهاد، قبل أن يُقتل سعد بغارة جوية لطائرة دون طيار بعد خروجه من إيران، ويبقى مصير الآخرين مجهولاً باستثناء حمزة الذي بات أداة طيعة بيد رفاق الأب القدامى، مستكملا بذلك ما كان يطمح إليه الأب زعيم القاعدة، قائلا وفقا لشهادة ابنه عمر: “على أولادي أن يكونوا أصابع يدي اليمنى، وعلى أفكاري أن تسيطر على أعمالكم تماما كما يسيطر عقلي على حركة أطرافي”. في النهاية، قُتل الأب زعيم أخطر تنظيم إرهابي، وارتهن الأبناء بيد القيادات المصرية، بعد أن كان حلمهم في يوم ما، الهروب من سفوح جبال تورار بورا على ظهور الخيول، قبل أن يطبق التنظيم بنفوذه على عدد منهم.