بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
يقال: إنه من الممكن أن تشتري بحر مالك ساعة لا زمنا, وأن تشتري به منصباً لا احتراما, وأن تشتري به سريراً لا نوما, وأن تشتري به دواءًً لا عافية, وزاد بعضهم : وأن تشتري به وداً لا ضميرا, إلا أن هذه الزيادة في صحتها نظر, فالضمير الآدمي اليوم يباع ويشترى في سوق وبأبخس الأثمان!!
ما أرخصها اليوم, ولئن كان بيع الضمائر مستتراً, فبيعها اليوم أضحى ظاهراً في محل رفع ونصب وجر, ويقبح البيع والشراء حين يكون على حساب الدين أو الوطن, وتزيد هذه المعاوضة قبحاً حين تغيب الصفقة ويظهر أثرها باسم الوطنية أو الحرية أو الإنسانية...الخ , وتزداد خطراً حين يغيب هذا كله عن عين الراعي والرعية.
وللأسف, فقد قل الشرف, وانحسر الإباء, فرخص الضمير, نتيجة لكثرة العرض وقلة الطلب, فظهر من يوظف قلمه ليهدم شعائر دينه, ويقوض أركان وطنه, ليبني على أنقاضه دولة غربية, بلباس عربي, وظهر من يوظف لسانه ليستبيح به الدين وأهله, وأغرب من هذا وذاك من باع ضميره وهو لا يدري, وباع معه نفسه ومهجته, ففخخ وجهز ودبر وفكر وقدر لينسف البنيان, ويقتل الإنسان, ألا ساء ما يزرون.