بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
هكذا نجد الصديقة الزهراء، عليها السلام، لا تطالب الناس بالتضامن معها لاستعادة حقها المسلوب من أهل السلطة والحكم، وإنما كانت مذكرة ومبلغة ومنذرة، بما أوتيت من البلاغة والفصاحة والمنطق السديد، وكيف لا تكون كذلك؛ وهي ربيبة خاتم الأنبياء، وقد قال بحقّها النبي الأكرم: «يرضى الله لرضى فاطمة .......».
وهذا يفتح الباب واسعاً أمام بنات حواء على مر الأجيال لأن يستفدن من هذه الموهبة الإلهية (اللسان) في التعبير عن رأيها والمطالبة بحقوقها، والأهم من ذلك ممارسة دورها الحضاري العظيم، المتمثل بتربية النشء الصالح بأحسن الألفاظ وأحكم العبارات والكلمات التي تكون كمثل اللبنات القوية والأصيلة في البناء الضخم، فاذا كانت المواد الإنشائية للبناء غير مطابقة للمواصفات الجيدة، فإنها ستكون مصدر خطر داهم على مستقبل البناء، سواءً كانت برجاً شاهقاً أو حتى بيتاً صغيراً.
وقد أشار علماء الاجتماع الى عامل الأسرة والأبوين في تربية الطفل، الى جانب عوامل الوراثة والمدرسة وغيرها، مما يضع المرأة، وتحديداً الأم أمام مسؤولية خطيرة في البحث عن أفضل الطرق لإيصال الكلمة الصحيحة الى الطفل بما تزرع فيه بذور الخير والفضيلة والاستقامة.
وطالما وجدنا عوائل في محيطات متدينة ومحافظة، بيد ان الملاحظ من النتاج التربوي؛ أطفال وشباب تتناقض سلوكهم وتصرفاتهم وحتى أفكارهم مع القيم الدينية والأخلاقية، وعندما نغوص في الأسباب، نجد أن الطرح في منهج التربية غير سليم ولم يعتمد المنطق والدليل، ويراعي الجوانب الإنسانية والمشاعر الكامنة لدى الطفل، بينما نلاحظ هذه المواصفات متوفرة في مصادر تربوية أخرى، مثل بعض القنوات الفضائية ومواقع الأنترنت وبعض المؤلفات الأدبية والثقافية التي تلتزم بالمنهج العلمي وتراعي الحالات النفسية للانسان، مما يجعل الطفل والشاب يعد هذه المصادر الملجأ الوحيد لنشأته الفكرية ومصدراً للمعرفة والثقافة.
إن غياب الخطاب التربوي في شخصية المرأة، و حضوره القوي جداً في المحافل السياسية والمهنية ، جعل من المرأة مجرد صوت عالٍ ضمن الأصوات العالية في الساحة، وربما يتخذها البعض وسيلة للتنافس السياسي والصراع على النفوذ والمصالح، حتى وصل الأمر الى أن يُغرر بالبعض من النسوة ممن بلغن مستوى من الكفاءة العلمية من خلال الدراسة الأكاديمية، بخوض غمار السياسة بشكل مقرف وممجوج وغير متوازن على أنها صاحبة حق في هذا الجانب، وعليها أن تكون جنباً الى جنب مع الرجل في المحافل السياسية ولا تتخلف عنهم في المقاعد الأمامية وعلى منصات الخطابات والظهور الإعلامي، كأن تكون نائبة في البرلمان او مديرة مؤسسة حكومية او وزارة او غير ذلك، مع إن هذه المناصب ليست مقتصرة على الرجل بأي حال من الأحوال، لكن؛ أن تكون المرأة واجهة لهذه الجماعة او ذلك الحزب مستخدمة أداة النطق والكلام الذي وهبها إياها رب العزّة والجلالة لما فيه خيرها وخير المجتمع والأمة، فهذا عين التضليل والتغرير وتزييف الحقائق المتعلقة بشخصية المرأة ودورها الطبيعي الذي رسمته لها رسالة السماء.