أنا و التاجر
كان هناك شاب حسن الخلق فقير الحال يعمل في أحدى المزارع ليعيل نفسه ووالدته, ففي إحدى الليالي الشتائية الممطرة عند عودته من العمل وهو في الطريق يفكر في عمله ونفسه ومستقبله المجهول صادف وجود كرة في الأرض فركلها بقوة وإذ بالكرة تكسر نافذة احد المنازل المقابلة له خاف الشاب وركض مسرعا محاولا أن لا يلاحظه أحد و اختبأ خلف الجدار خرج صاحب المنزل غضبان يصرخ بأعلى صوته:- ((من الذي رمى الكرة على بيتي من أنت اخرج أمامي ألان )).. لكن الشاب لم يخرج خوفا منه ..
وفي صباح اليوم التالي ذهب الشاب إلى عمله المعتاد في المزرعة سمع بعض الأقاويل تتداول بين الناس وهم يتكلمون عن تاجر مشهور وأغنى شخص في المدينة يبحث عن شخص حطم زجاج بيته فزع الشاب في نفسه وقررت أن يترك العمل فور ويذهب إلى البيت ولم يكمل عمله .
وفي اليوم التالي عند خروجه من منزله وجد بعض الناس مجتمعون أمام جدار ما ويتهامسون فيما بينهم أقرب منهم فرأى ورقة مكتوب عليها ((هناك مكافئة ثمينة لمن يجد لي الشخص الذي حطم زجاج بيتي ...التاجر))
أرتبك الشاب وقال في نفسه (ماذا فعلت..ماذا فعلت ,,ياترى انه مجرد زجاج,,,؟) وذهب على عمله وانطلق الناس يبحثون عن الشخص المطلوب لكن دون جدوى ,,
واستمر التاجر بالبحث ومرت أيام ولم يعثر احد على الشخص المنشود..
وفي احد الصباحات وجدوا ورقة أخرى مكتوب فيها (أن الشخص الذي كسر زجاج نافذة بيتي له مكافئة مالية ثمينة ليأتي لمقابلتي ..التاجر),,تعجب سكان المدينة وبعد أن سمع الشاب هذا الخبر قال في نفسه :(ياترى لماذا يعطي التاجر قيمة ثمينة لمن حطم زجاج بيته,هل هي مكيدة أم ماذا )وذهب إلى العمل وبينما هو يعمل يفكر بما فعل , والزجاج ,والتاجر, والمكافئة وأهمل في علمه وطرد منه وعاد إلى المنزل فسألته أمه
ألام:- لماذا عدت باكراً ياعزيزي ؟؟
الشاب :- لاشيء أنا متعب فقط .
ومرت أيام ولم يعثر التاجر على الشخص وازداد الكلام والتساؤلات في المدينة وكان الشاب كل يوم يخرج لبحث عن عمل بديل ليعيل نفسه وأمه المكينة فرأى إعلان آخر مكتوب فيه
(أني أنا التاجر أعلن عن إعطاء نصف ثروتي للشخص الذي حطم زجاج منزلي )
تعجب كل من في المدينة والشاب أيضا لهذا لإعلان
ويقولون:((ماذا حدث لما كل هذا المال))
وقال الشاب: كل هذا مال وأنا لازلت ابحث عن لقمة العيش ليومي وأمي وهذا الشخص يبذر أمواله هكذا ؟!
عاد إلى البيت وهو يكلم نفسه (هل اذهب إلى التاجر وأُخبره أني أنا من فعلها أم لا؟؟هل هو صادق في كلامه أم مجرد كمين للإيقاع بي ؟؟ يا الهي انه شخص مرموق ومعروف وما أنا إلا بعامل بسيط ,, ماذا افعل ) وحين وصل على البيت قرر أن يذهب إلى التاجر ويخبره بما حدث
وقال لأمه :- أمي الحبيبة أني سأذهب غدا ولا اعلم أن كنت سأعود أو لا أن حصل لي شيء فلا تجزعي وادعي لي بالتوفيق.
وفي الصباح ذهب إلى التاجر وفي طريقه رأى الكثير من الشباب والرجال وحتى النساء والأطفال ذاهبون وعائدون إلى بيت التاجر ليقولوا له أنهم من رموا الكرة بغية الحصول على الثروة فأستغرب الشاب لما لم يصدق احد منهم وعندما وصل إليه الدور في الدخول على التاجر ..
قال :- مرحبا (وبداخلة أحساس الخوف) ,
التاجر:- وأنت أيضا جئت لتحصل على المال (كان وجهه غضبان من كثرة الناس الذين جاءوا) ؟
الشاب :- أنا من رميت الكرة في ذلك اليوم ولكني أريد أن اخذ منك شيئا قبل أن تفعل بي ما تريد .
التاجر :- ما هو ؟
الشاب :- أوصيك بأمي فليس لها أحد غيري ؟
التاجر :- لا تقلق أنها سوف تكون بخير ,لكن كيف اعلم انك أنت من رميت الكره فالكثير قبلك قالوا الشيء نفسه؟
الشاب:- اقسم لك أني أنا من رميت الكره,أن كنت تريد قتلي أقتلني لم يعد يهمني شيء أني اربد أن أزيح هذا الحمل عن كاهلي وأرتاح لأنه اتعب تفكيري .
التاجر :- سأطرح عليك سؤال أن كان جوابك صحيح ستكون آنت هو المطلوب .
الشاب :- اسأل .
التاجر :- ما كان لون الكره؟؟
الشاب:- لا اعرف!!!!؟؟
التاجر :- لماذا لا تعرف ,إذن كيف تقول انك هو الشخص؟
الشاب :- لأنها يا سيدي كانت ممتلئة بالطين بسبب الأمطار في تلك الليلة.
ابتسم التاجر وقال :- حقا انك هو تعال معي.
ودخل الشاب قصر التاجر وهو يكلمه عن رأيه في قصره وهل أعجب الشاب وكان الشاب مستمتع بالمناظر
قال التاجر : أن قصري هذا يحتوي على ا لكثير من الغرف وأنت لم تصب إلا اغلي غرفة تعال معي لنذهب إلى الحديقة لنكمل الحديث .
فذهبوا إلى الحديقة وكانت جميلة جدا جدا
قال التاجر:ما رأيك بالحديقة؟
الشاب :- أجمل ما رأيت.
ضحك التاجر وقال تفضل اجلس
قال الشاب لماذا تريني كل هذا أن كنت تريد قتلي ؟
التاجر :- اهدأ وتفضل بالجلوس ,وقال للخادم نادي زمردة وقال للشاب كنت سأعطيك نصف ثروتي لكني قررت ألان أن أعطيك إياها كلها.
لم يفهم الشاب شيء مما يحدث وتوقف عقله عن التفكير
قال التاجر :- بماذا تفكر يا بني انه يوم سعدك .
الشاب :- ألن تقتلني وتطردني من أرضك أو تزج بي بالسجن أو تجعلي ادفع ثمن المكسور؟
التاجر :- كلا كلا مبتسماً.
الخادم : سيدي زمردة ...
فقال التاجر للشاب :- ما رأيك بزمردة؟
الشاب :- أنها ليست أجمل ما رأيت بل أجمل ما خلق ربي.!!
ابتسمت زمردة وضحك التاجر أما الشاب ففي رأسه ألف وألف علامة استفهام وتعجب..
التاجر:- يا بني هذه ابنتي توفيت والدتها عندما كان عمرها عشرة سنوات وقتها عجزت عن المشي والنطق ولم اترك طبيب أو عالم أو عراف إلا وقصدته لعلاجها فهي كل ما املك لكن دون جدوى لكنك بفعلتك هذه تحسنت حالتها لأنك عندما رميت الكره ودخلت غرفتها تذكرت أن أمها كانت تلاعبها بكره أيضا فركضت على الكره علها تجد أمها وبهذا نطقت ومشت فقررت أن أزوجك إياها وأعطيك ثروتي.
الشاب :- افعلا تقول وأنا الذي كنت أفكر بأشياء أخرى ياالهي الحمد لك والشكر لك.
******************************************
الانا هو كل شخص منها في هذه الحياة ينال ويفعل امور نعلمها ولانعلمها
والتاجر ((هو الذي يهدينا المكاسب ويستمر في الاشارة اليها بين الحين والاخر لكننا لاننتبه والماكتب موجودة بين يدينا ((القران)) وهكذا لاتبقى لنا حجة )),,الله
الكرة هي افعالنا في الدنيا وما يمكن ان تؤدي بنا في نهاية المطاف من نتائج
والقصر وال((زمردة)) هي المكسب الذي نحصل علية نتيجة لتلك الاعمال ((كالجنة مثلا التي وعدنا بها الله))
وان الانسان يفعل اشياء ويكون في صراع دائم بين النفس الانسانية والنفس الخطائة والنفس اللوامة اي بينة وبين ضميره
وهكذا يتحمل ويحمل على كاهله الكثير من الامور متناسيا نداء الخالق وتعاليمه وان استمر بذلك فسوف يخسر دنيته واخرته
النهاية التي يجب ان تكون
في ان يكون الانسان سعيد بما يجده عن الله من جائزة ثمينة في جنة الفردوس الاعلى وهي مكافئة على عمله الصالح في الدنيا
((ماعند الله خير وابقى))
او تكون في النار التي قال بها الله
ولك الخيار اي الطريقين تختار
وبالاخير نقول...
سوى انه يمكن ان يكون حظنا كــ حظ الانا في القصة