خلال الأيام الماضية، نشرت بعض وسائل الإعلام (ببعض من الإثارة) بأنّ كويكب بالغ الخطورة سيمُر بالقُرب من الأرض في الرابع من شهر فبراير. هل هذه الأخبار صحيحة؟ نعم. ولكن هل علينا أن نفزع؟ بالطبع لا.
الأمر صحيح، فإنّ كويكب 2002 AJ129 بحجم مبنى سيمُر بالقرب من الأرض على مسافة تبلُغ 10 مرات المسافة بين الأرض والقمر (حوالي 2.6 مليون ميل أو 4.2 مليون كيلومتر) وِفقًا لِما صرّحت به وكالة ناسا.
يبلُغ عرض الكويكب من 0.3 إلى 0.75 ميل (أي من 0.5 إلى 1.2 كيلومتر) – بالمقارنة، يصل ارتفاع أطول مبنى في العالم إلى 0.51 ميل (0.82 كيلومتر)، بينما يبلُغ ارتفاع مبنى مركز التجارة العالمي الجديد في نيويورك 0.33 ميل (0.53 كيلومتر).
يقول مسؤولي وكالة ناسا بأنّه لا توجد أي احتمالية لاصطدام الكويكب بالأرض.
يقول بول شوداس (Paul Chodas)، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض في مُختبر الدفع النفّاث لوكالة ناسا: »لقد كُنّا نتعقّب هذا الكويكب لأكثر من 14 عامًا ونعرف مساره بشكل دقيق جدًا.
تُشير حساباتنا أنّ كويكب 2002 AJ129 ليس لديه فرصة، بل هي مُنعدِمة، للاصطدام بالأرض في الرابع من فبراير أو أي وقت خلال المائة عام القادِمة«.
مع ذلك، فإن مرور كويكب 2002 AJ129 بالقرب من الأرض يُعد استثنائيًا. لكن ما أخفقت وسائل الاعلام في ذِكره هو أنّ الصخور بمِثل ذلك الحجم تمُر بجانب الأرض بصورة مُنتظِمة نوعًا ما؛ في الواقع، لقد اقتربت صخرتين فضائيتين من كوكبنا بشكل ملحوظ هذا الأسبوع.
في يوم 18 يناير، اقترب كويكب 2018 BD الذي يبلغ حجمه حجم سيارة (المُكتَشَف هذا العام) لمسافة تبلُغ 0.09 مرة من المسافة بين الأرض والقمر (حوالي 21,500 ميل أو 34,600 كيلومتر)، وِفقًا لموقع ديناميكيات النظام الشمسي ومركز الكواكب الصغيرة التابع لوكالة ناسا.
واقترب كويكب 2018 BX، الباِلغ حجم سيارة أو حافِلة في مساء يوم 19 يناير، من الأرض لمسافة تبلُغ 0.073 مرة من المسافة بين الأرض والقمر (حوالي 174,400 ميل أو 280,670 كيلومتر).
في حين أنّ هذين الكويكبين أصغر من كويكب 2002 AJ129، فقد بلغوا نطاق الارتفاع الذي تدور فيه بعض الأقمار الصناعية الخاصة بالاتصالات وأنظمة تحديد المواقع، مما يعني أنّ مشهد أكثر كارثية كان ليحدث باصطدام بين أحد الكويكبين وقمر صناعي.
تمُر أيضًا كويكبات أكبر بكثير من 2002 AJ129 على مسافة قريبة نسبيًا من الأرض بشكل مُنتظِم إلى حدٍ ما، ففي الأول من سبتمبر عام 2017، مرّ كويكب فلورِنس، البالغ عرضه 2.7 ميل (4.4 كيلومتر)، على بُعد 4.4 مليون ميل (7 مليون كيلومتر) من الأرض، أو مسافة تبلُغ 18 مرة المسافة بين الأرض والقمر.
واقترب كويكب آخر يُعرَف باسم 2017 SX17، يبلُغ حجم حافِلة، من الأرض على بُعد 54,100 ميل (87,065 كيلومتر) في الثاني من أكتوبر عام 2017.
في حين صنّفت وكالة ناسا كويكب 2002 AJ129 على أنّه كويكب “مُحتمل أن يكون خطيرًا”، من المُهم ذِكر أنّ ذلك التصنيف يُمنَح لأي كويكب يبلُغ عرضه أكبر من 460 قدم تقريبًا (140 متر) يقترِب أكثر للأرض من مسافة 4.65 مليون ميل (7.48 مليون كيلومتر).
بإمكان الكويكبات القريبة من الأرض أن تُشكِّل تهديدًا لسُكّان كوكب الأرض بالفِعل، لكن تذكَّروا بأنّه لا يجب أن نخشى كل الصخور القادِمة من الفضاء.