لا تنتقم من زوجتك بتعنيف أطفالكما !
تنامت في الآونة الأخيرة ظاهرة لجوء الآباء إلى تعنيف الأطفال انتقاماً من الأُم ليقحموا الأبناء في حلبة الصراعات الزوجيَّة لتنتهي بمأساة تحل على هؤلاء الأطفال.
هنا نستعرض آراء بعض المختصين حول ظاهرة تعنيف الآباء لأطفالهم.
بداية نوضح ، أنَّ ظاهرة تعنيف الأطفال الرضع انتقاماً من الأم، خاصة بعد انتشار مقطع أب يعنف ابنته الرضيعة، التي لا تتجاوز الثلاثة أشهر، وهذا خلاف المقاطع التي انتشرت منذ فترات لتعنيف الأطفال، أمر يشيب له الرأس، كيف لأب أن يفعل ذلك في فلذة كبده. فحسبي الله ونعم الوكيل على كل ظالم، فالأب يفترض أن يكون نبع الحنان والطمأنينة والسكينة للبيت وصمام الأمان للطفل، لكن
للأسف ازدادت هذه الجرائم بجميع أنواعها وأشكالها ولَم ويعاقب فاعلها بحجم فعلته فلو عوقب كل أب وشهر به على الملأ من دون رحمة أو شفقة ومن دون أن نضعه تحت غطاء ومظلة «مريض نفسي» ما سمعنا بها كذا جرائم.
أما عن السبب الرئيس لكل تلك الأفعال هو بعد كثير من الآباء عن مخافة الله، وعدم خوفهم من العقاب ما ساهم وساعد على اضطهادهم وإجرامهم في حق أبنائهم، فنجد الأب يعاقب زوجته أو طليقته في أبنائهما ويستخدمهم كسلاح ناسف لوالدتهم, حيث تشير الاحصاءات التابعة للأمان الاسري ان عدد الاطفال المعنفين دون السنة بلغت20%.
أسباب تعنيف الآباء لأبنائهم بعد الانفصال عن الأم:
ـ ندم الزوج على فقدانه للحياة الأسريَّة.
ـ رغبته في الانتقام.
ـ يشعر بأنَّ أبناءه من أملاكه الخاصة يفعل بهم ما يريد.
ـ بعض ترسبات الماضي.
ـ انتقامه من نفسه.
ـ إثبات قوته لمن حوله حتى لا يشعر بالهزيمة والانكسار.
ونشير إلى دور المجتمع في التعامل مع المعنفين لأبنائهم بتجريمهم ومحاسبتهم وعدم الرأفة والتعاطف معهم، فليس هناك أي نص شرعي يسمح أو يعطي الوالدين حق ظلم أبنائهم، بل أعطاهم مكانه وعزة وجعل حقوق الأبناء تسبق حقوق الآباء فليس لهم ذنب لوجودهم في هذه الدنيا، وليعلم كل أب ظالم جاحد متجبر بأنَّ الأبناء نعمة، وهم زينة الحياة الدنيا فليس له حق في تعذيبهم وتدميرهم جسدياً أو نفسياً. فأب كهذا من المفترض أن يعاقب بأقسى أنواع العقوبات، وأن يشهر به، ومنعه منعاً باتاً من حضانة أطفاله حتى يكون عظة وعبرة لغيره من الآباء الذين تجردوا من معالم الإنسانيَّة.