البداية في أي شيء دائما ما تكون الأساس الذي سيُبنى عليه، فإن كان الأساس متيناً وقوياً كانت المخرجات في النهاية سليمة وصحيحة، وهذا ينطبق تماماً على مرحلة الطفولة، فمن المعروف أن تربية طفل ليست بالأمر السهل والهيّن، هي عملية تتم على مراحل لنصل في النهاية إلى الهدف المنشود بتنشئة إنسان متوازن وصالح وطموح، يضيف للمجتمع ويساهم في تنميته المستمرة.
بناء شخصية الطفل يستدعي منك أن تكون قريباً منه، سواء كنت أحد والديه أو معلمه، وهذا القرب يتحقق باستخدامك لطريقة التواصل الصحيحة معه، التي سوف تُكسبك ثقته ومحبته.
كيف يمكنني تعزيز التواصل مع طفلي؟
مشاعر الطفل مهمة جداً، فما يشعر به ويُحرك أحاسيسه قد يُغيّر من سلوكياته وشخصيته للأفضل أو الأسوء، لذلك عليك تقدير مشاعره خصوصاً عندما يحزن ويبكي، لا تستهن أبداً بالسبب الذي يبكيه ولا تطلب منه عدم البكاء لأن السبب “من وجهة نظرك” تافهاً، اسأله عن مشاعره وما الذي يُفرحه أو يُحزنه الآن واستمع له جيداً، حاول دائماً أثناء حديثه ألا تفقد التواصل البصري معه، فذلك يُشعره باهتمامك لما يقول ورغبتك في الاستماع له، أظهر له محبتك بالقول “أنا أحبك” وبالتعامل أيضاً، احتضنه أكثر من مرة في اليوم فبعض الأطفال يحتاج إلى ذلك أكثر من 8 مرات يومياً.
اسم الطفولة ارتبط دائماً باللعب والمرح، فاللعب يساعد الأطفال على النمو السليم جسمياً وذهنياً، لذلك شاركه اللعب والأنشطة التي يُفضلها، امرح واضحك معه فهذا يجعله يثق بك أكثر، شجعه على تكوين صداقات، وقدّم له النصائح والدعم في هذه المسأله بحكم خبرتك، وحتى يشعر بأهميته حاول دائماً الترحيب بقدومه وتوديعه بحرارة، شعوره بالأهمية يُكسبه الثقة بالنفس من عمر مبكر، ولتنمي ثقته بنفسه أكثر كلًفه بأعمال بسيطة منزلية إن كنت أحد والديه أو مدرسية إن كنت معلمهُ، واسمح له بأخذ زمام المبادرة أحياناً في الأشياء السهلة، وامتدح مبادرته ومساعدته وسلوكه أمامه، فهذا يجعله يواصل ممارسة السلوك الجيّد.
في النهاية، استشعر وأنت تُربي طفلك وتعتني بكل تفاصيل حياته، بأنك تبي إنساناً وتُشكّل شخصيته ليكبر ويكون مُتزناً وصالحاً ومبادراً و منتجاً، كوالد أو كمعلم أنت تهدف لتربية إنسان يعتمد على نفسه بثقة كبيرة ليشق طريقه في الحياة بنفسه ويواجه العوائق والمشاكل بقوة وثبات، وأجد هذا الهدف من أسمى الأهداف.