كشفت دراسة علمية حديثة أن الخفافيش المهاجرة تمتلك أدمغة أصغر من بنات عمومتها المتوطنة، الأمر الذي يفترض أنها لا تستطيع تحمل رفاهية حمل أدمغة كبيرة وتحتاج إلى طاقة كبيرة في الرحلات الطويلة. وهو اكتشاف يمكن أن ينطبق على الطيور أيضا.
وتميل أدمغة الطيور المهاجرة إلى أن تكون أصغر حجما من أدمغة مثيلاتها التي لا تهاجر . ولكن علماء الأحياء ما زالوا غير متأكدين ما إذا كان هذا يعود إلى أن الطيور التي لا تهاجر تحتاج أدمغة أكبر لتتكيف مع تحديات إيجاد الطعام خلال الفصول المتغيرة، أو إلى أن الطيور المهاجرة تحتاج إلى تخفيض وزنها تدريجيا من أجل السفر. فالأدمغة الكبيرة تحرق طاقة أكثر ووزنها الزائد يجعل الرحلة مكلفة أيضا.
وقد لجأ البروفيسور ليام ماكجواير، وهو عالم بيئة في جامعة وسترن أونتاريو في لندن بكندا، وزميله البروفيسور جون راتكليف الأستاذ بجامعة الدنمرك الجنوبية في أودنس، إلى الخفافيش للإجابة على هذا التساؤل. فالأنواع المتوطنة الغير مهاجرة من الخفافيش تلجأ إلى السبات في أشهر الشتاء وبالتالي لا تحتاج إلى تعديل سلوكها من أجل البحث عن الطعام. ومع ذلك، وجد الباحثان أن الخفافيش المهاجرة لديها أدمغة أصغر من تلك المتوطنة التي لا تهاجر، وفقا لنتائج بحثهم التي نشروا ملخصا لها في دورية Biology Letters.
وقد تكون عوامل أخرى مهمة أيضا في الطيور، التي تظهر تباينا أكبر في حجم الدماغ مقارنة بالخفافيش. لكن الدراسة الجديدة تفترض أن الحاجة لتخفيض الوزن بالنسبة لتلك المهاجرة كانت قوة تطورية كافية وراء جانب من هذا الاختلاف.