المساجد .. شموس مضيئة في سماء القاهرة
كان المسجد منذ صدر الإسلام مركز إشعاع روحي وعلمي واخلاقي وتشريعي ، فية تؤدي الصلوات وتعقد الندوات وتلقي المواعظ ويدرس الفقة والتشريع الاسلامي .
كان أول ما عملة الرسول صلي الله عليه وسلم بعد هجرتة إلى المدينة هو بناء مسجدة الأول الذي كان نقطة الارتكاز للدعوة الإسلامية وكان مقراً للحكم والتوجية والإعداد لما تتطلبة أمور الدولة في السلم والحرب على السواء .
والمساجد هي أهم المباني الدينية الاسلامية لإقامة الصلاة والشعائر الدينية ، ورغم طُرزها في كل إقليم ، فإن طابعاً مشتركاً يميزها عن المباني الأخرى .
وضع لها تخطيط أصبح أساساً لجميع المساجد ، فيوجد الصحن ويكون مكشوفاً أو مسقوفاً تحيط به أربعة أروقة محمولة على أعمدة أو أكتاف وأوسعها رواق القبلة الذي يحدد إتجاة الصلاة ، وهو يتجة إلى الكعبة المشرقة بمكة المكرمة بالسعودية ، وفي داخلة المحراب الذي يقف فية الإمام ليقود الصلاة والمصلين ، والمنبر الذي يلقي منة الخطيب خطبة الجمعة والمواعظ اليومية .
ومنذ القرن الحادي عشر استحدث نظام جديد للاستفادة من المساجد كمدارس لتدريس المذاهب وإيواء الطلبة والاساتذة .. ولم يكن للمساجد الأولي مآذن أيام النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، وأول مأذنة أقيمت كانتفي المسجد الأموي بدمشق وتطورت أشكالهافي الأقاليم الاسلامية ، وأصبح كل أقليم مأذنة تتميز عن غيرها من المآذنفي الأقاليم الأخرى ، ومن أشهر الجوامع جامع أحمد بن طولون الذي أُنشأ عام 878 ميلادية بمنطقة قلعة الكبش ، ويعتبر من أكبر الجوامع مساحة وله منارة فريدةفي تصميمها وجامع الحاكم بأمر الله الذي أنشأه الخليفة الفاطمي العزيز بالله وأتمه ابنة الحاكم بأمر الله ، وفُتح للصلاة عام 1012 م ولة منارتان تعتبران من أقدم المناراتفي مصر ، وجامع السلطان حسن الذي أكتمل بنائه عام 1363 ة وهو من أعظم الأعمال المعمارية الإسلامية وله منارتان ارتفاع كبراهما 82 متر وجامع عمرو بن العاص أول جامع أنشئ بمصر عند فتحها عام 642 م ، وكذلك جامع محمد علي بقلعة صلاح الدين عام 1830 م الذي وضع أساسه على الصخر ويعتبر نموذجاً للطراز العثماني .
إن مساجد مدينة الألف مئذنة لايمكن حصرها في هذه اللمحة العاجلة ، ولذا فإننا سنكتفي بعرض بشيء من التفصيل بعض أشهر وأهم مساجد القاهرة من خلال هذا الملف:
مساجد القاهرة:
جامع عمرو بن العاص :
يقع جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بحي مصر القديمة، وهو أول جامع بني بمصر بعد أن فتحها عمرو بن العاص سنة 20 للهجرة الموافق سنة 641 ميلاديا.
وقد بُني هذا الجامع سنة 21 هجريا الموافق 641 ميلاديا وكان عند إنشائة مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حولة مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، ولقد كان الموقع الذي اختارة عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع في ذلك الوقت يطل على النيل كما كان يشرف على حصن بابليون الروماني الذي يقع بجوارة ، ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت في مصر فقد عرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق وتاج الجوامع.
التخطيط المعماري للجامع :
المسجد في تخطيطة المعماري الأصلي يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً.
أحيط الجامع من جهاتة الأربع بطريق ، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبر.
بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف أما ارتفاع الجامع من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي.
أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتي عصرنا الحالي.
أما التخطيط الحالي للجامع : فإنة يتكون من مدخل رئيسي بارز يقع في الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ،وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك .
يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنة يتوسطة قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع في رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة .
يعتبر جامع عمرو بن العاص هو أول مسجد بني في مصر بعد أن فتحت مصر ، حيث تم بناء هذا الجامع عام 21 ة – 641 ميلادية وكان في ذلك الوقت يقع على النيل مباشرة ( بسبب الفيضان حينذاك ) وكان طولة 50 ذراعا وعرض 30 ذراعا وفرش أرضة بالحصي وسقفة من الجريد ، وكان المسجد له 3 جوانب وهم الجانب الشرقي والجانب البحري والجانب الغربي ، وكان لكل جانب بابان .
ثم استمر بعد ذلك الحكام والولاة في تطوير هذا المسجد وتوسعتة ، وتم إدخال نظام المئذنة في هذا المسجد ليصبح أول مسجد يوجد به مأذنة في الإسلام .
في عام 558 ة – 1172 م وذلك في أثناء حكم صلاح الدين الايوبي لمصر قام بتجديد الواجهة الأمامية للجامع والمحراب الكبير وقام بوضع رخام فية ، ورسم عليه اسمة وجدد بياض الجامع .
وتوالي الحكام والسلاطين في عصر الدولة الإسلامية في تطوير الجامع إلى أن أصبح الآن اكبر الجوامع في مصر .
وفي عام 1940 قامت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح شامل بالجامع ، وقد كشفت في إثناء هذا العمل عدة أجزاء أثرية في الجامع كالبوابة الشرقية وثلاثة من أبوابة الأربعة بالجانب الغربي ، وقد تم النقش على احد المحرابين :
أنظر لمسجد عمر بعد ما درست…..رسومة يحكي الكوكب الزاهى
نعم العزيز الذي للة حددة …………..أمير اللواء مراد الأمير الناة
له ثواب جزيل غير منقطع ………….. على الدوام بأنظار وأشباة
لاح القبول عليه حين أرخة ……………. هذا البنا على مراد الله
ويحب المصريين هذا الجامع وخاصة في شهر رمضان حيث يحرص المصريون الذهاب في صلاة التراويح إلى هناك ، وفي الجمعة الأخيرة من رمضان [الجمعة اليتيمة] كما أن هناك كبار الشيوخ في مصر والعالم الإسلامي يقومون بالصلاة في رمضان هذا المسجد مثل الشيخ محمد جبريل .
مسجد احمد بن طولون :
أنشا أحمد بن طولون مدينة جديدة تمتد من المقطم إلى جبل الكبش سماها ( القطائع ) وبني قصرة تحت القلعة واتخذ غربية ميدانا فسيحا كان أنشاؤة سنة 255 ة – 870 م ، ثم بني دارا جديدة للأمارة تلاصق الجامع من الجهة الشرقية الجنوبية .
يعتبر جامع احمد بن طولون ثالث جامع انشىء بمصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص ، وجامع العسكر الذي زال من الوجود بزوال مدينة العسكر ( منطقة زين العابدين والمذبح حاليا ) .
وقد أنشأة أحمد بن طولون ليكون مسجدا جامعا للاجتماع بالمسلمين في صلاة الجمعة وتبلغ مساحتة حوالي ستة أفدنة ونصف وكان لنشأة ابن طولون في العراق أثرها في نقل الأساليب المعمارية العراقية إلى مصر في عهدة وظهور تلك المؤثرات على عمارة المسجد سواء من ناحية التصميم أو من ناحية التخطيط والزخرفة ، ويوجد بالرواق الشرقي جزء من لوحة رخامية تضمنت اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المسجد مكتوبة بالخط الكوفي .
ويتكون المسجد من صحن مربع في الوسط وهو فناء مكشوف مساحتة حوالي 92 مترا مربعا وتحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذي يتكون من خمس بلاطات وكل من الأروقة الثلاثة الباقية يتكون من بلاطتين فقط .
ويحيط بالمسجد من الخارج زيادات من ثلاث جهات عدا حائط القبلة التي كانت تلاصقها دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون ومساحة المسجد بدون الزيادات هي 122.26 × 140.33، أما مساحة المسجد بالزيادات فتبلغ أبعادة 162.00× 162.46 متر .
والمسجدمبني بالطوب الأحمر ، ويتوسط صحن المسجد فسقية داخل بناء مربع التخطيط تعلوة قبة محمولة على صفوف من المقرنصات .
محراب المسجد يكتنفة عمودان وهو على شكل تجويف نصف دائري في حائط القبلة وجدرانة من الفسيفساء الرخامية يعلوها شريط من الزخارف الزجاجية عليه كتابات بالخط النسخي ويرجع إلى الأعمال التي تمت في عهد السلطان لاجين المنصوري سنة ( 696 ة – 1296 م).
وعدا المحراب الكبير توجد خمسة محارب جصية أخرى مرسومة على الجدران .
يبلغ ارتفاع مئذنة المسجد 40.44 مترا من سطح الأرض ، وينسب إنشاء هذه المئذنة إلى السلطان لاجين المنصوري .
ونظام واجهة المسجد الخارجية مأخوذ من تصميم واجهة جامع عمرو بن العاص في عهد عبداللة بن طاهر الوالي العباسي سنة 212 ة .
وقد أجريت بالجامع عدة إصلاحات في عصور مختلفة منها :
– عمارة بدر الجمالي الوزير الفاطمي سنة ( 470 ة – 1077م ) وذلك مثبت في لوح رخامي فوق باب سور الزيادة الشمالية للمسجد .
– عمارة السلطان لاجين المنصوري وهي أهم عمارة وأكبرها أجريت بالمسجد سنة ( 696 ة – 1296 م ) وأثبتت تاريخها في لوح خشبي فوق القبة .
وقد تولت لجنة حفظ الآثار العربية إصلاح المسجد منذ سنة 1882 م وحتي الآن .
الجامع الأزهر :
من أشهر مساجد القاهرة ، بناة جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) قائد جند أبي تميم المعز لدين الله الفاطمي بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة.
وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361ة (حزيران – تموز سنة 972) وبني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب.
سمي بهذا الاسم نسبة إلى السيدة الزهراء وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد (ص) التي سميّت باسمها أيضاً مقصورة في المسجد .
اهتمام الولاة والحكام بالأزهرالشريف :
وزاد كثير من ولاة الفاطميين في بناء المسجد وحبسوا عليه الأوقاف، نضرب مثلاً لذلك العزيز نزار (365-386ة ـ 976-996م) فقد جعلة معهداً علمياً وأنشأ به ملجأً للفقراء يسع 35 شخصاً.
ويروي أن البناء الأول للمسجد كان به صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة أعمدة حتي لا يسكنة طير ولا يفرّخ به.
ولما جاء الحاكم بأمر الله (386-411ة ـ 996-1020م) زاد في بناء المسجد وحبس الأوقاف عليه وعلي غيرة من المساجد.
وفي عام 519ة (1125م) أنشأ العامر فية محراباً وحلاّة بالنقوش الخشبيّة. وقد زاد المستنصر والحافظ في بناء المسجد شيئاً قليلاً.
وتغيّر الحال في عهد الأيوبيين، فمنع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنة كثيراً مما أوقفة عليه الحاكم. وانقضي نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر عطف الولاة ووجوة البلاد عليه.
ولما جاء الملك الظاهر بيبرس زاد في بنائة وشجّع التعليم فية وأعاد الخطبة إلية في عام 665ة = 1266-1267م. وحذا حذوة كثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمة الناس من كل فجّ، ولقي الأزهر من العناية الشيء الكثير. وزاد في مجدة أن غزوات المغول في المشرق قضت على معاهد العلم هناك، وأن الإسلام أصابة في المغرب من التفكك والانحلال ما أدي إلى دمار مدارسة الزاهرة.
وفي عام 702ة (1302-1303م) خرّب زلزال المسجد، فتولّي عمارتة الأمير سهاد ثم جددت عمارة الجامع في عام 725ة (1325م) على يد محتسب القاهرة محمد بن حسن الأسعردي (من سعرد في إرمينيه). وحوالي ذلك العهد بني الأميران طيبرس وأقبغا عبد الواحد مدارس بالقرب من الأزهر، إذ بني طيبرس المدرسة الطيبرسنية عام 709ة (1309-1310م) وبني أقبغا عبد الواحد المدرسة الأقبغاوية عام 740ة (1340م) وقد ألحقت هاتان المدرستان بالأزهر فيما بعد.
وقد جدّد الطواشي بشير الجامدار الناصري بناء المسجد وزاد فية حوالي عام 761ة (1360م) ورتب فية مصحفاً، وجعل له قارئاً، ورتّب للفقراء طعاماً يطبخ كل يوم، ورتّب فية درساً للفقهاء من الحنفية، وجدد عمارة مطبخ الفقراء.
وقد سقطت منارة الجامع عام 800ة (1397-1398م) فشيّدها في الحال السلطان برقوق وأنفق عليها من ماله. وسقطت المنارة مرتين بعد ذلك (817هـ-1414م-1415 و827ة -1423-1424م) وكان يُعاد إصلاحها في كلّ مرّة. وحوالي ذلك العهد أنشأ السلطان برقوق صهريجاً للماء وشيّد سبيلاً وأقام ميضأة.
وشيّد الطواشي جوهر القنطبائي المتوفي عام 844ة (1440-1440م) مدرسة بالقرب من المسجد.
وكان قايتباي أكثر الناس رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري، فقد أكمل ما زادة في بناء المسجد عام 900ة (1494-1495م) أي قبل وفاتة بوقت قصير. وكان له الفضل كذلك في إقامة منشات للفقراء والعلماء. وبني قانصوة الغوري اخر المماليك (906-922ة ـ 1500-1516م) المئذنة ذات البرجين.
وفي العهد العثماني كان الفاتح سليم شاة كثيراً ما يزورة ويصلّي فيه، وقد أمر بتلاوة القران فية وتصدّق على الفقراء المجاورين طلبة العلم الشرعي .
وتجدر بنا الإشارة إلى الزاوية التي أقيمت ليصلّي فيها المكفوفون وسمّيت بزاوية العميان، فقد بناها عثمان كتخدا القزدوغلي (قاصد أوغلي) في عام 1148ة (1735-1736م).
وكان عبد الرحمن كتخدا المتوفي (عام 1190هـ-1776م) من أكثر الناس إحساناً إلى الأزهر. فقد بني مقصورة وأحسن تأثيثها، وأقام قبلة للصلاة، ومنبراً للخطابة، وأنشأ مدرسةً لتعليم الأيتام، وعمل صهريجاً للمياه، وشيّد له قبراً دفن فيه.
ولم تكن النهضة في عهد محمد على تعطف على الأزهر أوّل الأمر ولكن الخديويين في العهد الأخير بذلوا جهدهم للإبقاء على ما لهذا الجامع من مجد وصيت .
أقسام الأزهر وأروقتة ومنشاتة كانت بالأسماء الآتية:
1- الترك. 2- الشوام. 3- الكرد. 4- المغاربة. 5- البخارى. 6- الصعايدة. 7- الريافة (أهل الدلتا) أو المنايفة (أهل المنوفية) أو الشيخ الشنواتي. 8- البحاروة (أهل البحيرة). 9- الشيخ الباجوري. 10- المدرسة الإبتغاوية. 11- الفلاثة (أهل أفريقية الوسطى). 12- الشيخ ثعيلب. 13- الدناشرة (أهل دنوشرة وما جاورها). 14- ابن معمّر. 15- المدرسة الطيبرسية. 16- الشرقاوي. 17- الشبراخيتي. 18- الهنود. 19- البغدادية. 20- الدمنهوري. 21- البشابشة (أهل بشيبش وما جاورها). 22- الدكارنة أو الصليحية. 23- دارفور. 24- اليمنية. 25- البرابرة. 26- الجاوة. 27- العمارة الجديدة أو محمد المغربل. 28- السليمانية. 29-. عيسي أفندي. 30- الجبرتية.
ويقدّر عدد الكتب التي في الأزهر بنحو ثمانية الاف مصنف تتضمن ألف مصنف هي عبارة 19 ألف مجلّد. و قد تطوّر هذا حتماً فيما بعد بشكل كبير.
الدور السياسي للأزهر :
وقد لعب الأزهر أدوارا كبيرة في الحياة السياسية المصرية م، وخاصة منذ قدوم الحملة افرنسية إلى مصر؛ حيث كان مركزا للمقاومة الشعبية ضد الإحتلال ومنة خرجت ثورات القاهرة بين أعوام 1798 و 1801. وفي أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أعلن الزعيم المصري الراحل “جمال عبد الناصر” من على منبر الأزهر أن مصر لن تستسلم لقوي العدوان وأن مصر ستقاتل حتي تدحر العدوان.
وقد لقي الجامع الأزهر إهتماما كبيرا من زعماء مصر وتم تجديدة أكثر من مرة في السنوات الستين الماضية تزامنا مع الإحتفال بألفية الأزهر عامي 1969 و1983 واخر مرة تم تجديد المسجد كان في عام 1998 في عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ، ونلاحظ ذلك من خلال النقوش المكتوبي على الباب الداخل إلى المحراب الرئيسي للمسجد .
جامع محمد على :
يوجد في قلعة الجبل بالقاهرة وهو أكثر معالم القلعة شهرة حتي أن الكثيرين يعتقدون أن قلعة صلاح الدين الأيوبي هي قلعة محمد على باشا لشهرة هذا الجامع بها ، كما يسمي أيضا جامع المرمر وهو نوع من أنواع الرخام النادر الذي كسي به .
وقد ذكرت المصادر والمراجع المختلفة أنه ما أن أتم محمد على باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصورة ودواوينة وعموم المدارس رأي أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنة .
وبدأ في إنشاء الجامع سنة 1246ة / 1830م واستمر العمل حتي وفاة محمد على باشا سنة 1265 ة / 1848م ودفن في المقبرة التي أعدها لنفسة بداخل الجامع .
التخطيط المعماري :
التخطيط المعماري لجامع محمد على باشا هو عبارة عن مساحة مستطيلة تنقسم إلى قسمين :-
القسم الشرقي وهو المكان المعد للصلاة.
القسم الغربي وهو الصحن وتتوسطة ” فسقية ” للوضوء ولكل من القسمين بابين أحدهما جنوبي والأخر شمالي .
ويمتاز جامع محمد على باشا بعدة مميزات معمارية وفنية جعلتة متفردا: فمئذنتية شاهقتين إذ يبلغ ارتفاعها حوالي 84 مترا فإذا أضفنا إليها ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع الذي يبلغ حوالي 80 مترا يصل ارتفاع المئذنتين إلى حوالي 164 مترا عن مستوي البحر ، كما أن عدد المشكاوات التي توجد بهذا الجامع هو 365 مشكاة بعدد أيام السنة لوحظ أنها تعزف ألحانا موسيقية في حالة الهدوء ، كما تميز الجامع بظاهرة صدي الصوت الظاهر عند ارتفاع الأصوات داخل بيت الصلاة .
للمسجد باحة واسعة للصلاة ولة قبة مبنية على الطراز العثماني على ارتفاع 170 قدماً .
أما المقصورة التي دفن بها محمد على باشا فإنها تقع في الركن الجنوبي الغربي للجامع وهي عبارة عن مقصورة نحاسية مذهبة جمعت بين الزخارف العربية والتركية والمصرية يتوسطها تركيبة رخامية بها قبر محمد على باشا .
جامع الناصر محمد بن قلاوون :-
جامع الناصر محمد بن قلاوون بني هذا الجامع منذ نحو 700 عام ويقع وسط القلعة تقريبا وكان يشغل قديما الزاوية الجنوبية الشرقية من الساحة أو الرحبة التي كانت تعرف باسم ” الرحبة الحمراء ” في مواجهة باب القلعة وكان يقابلة الإيوان الناصري الكبير في الزاوية الشمالية الغربية ، وظل هذا المسجد هو المسجد الجامع للقلعة حتي أقام محمد على باشا جامعة في مقابلة .وقد شيدة الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة 718ة / 1318م .
التخطيط المعمارى:-
يتكون التخطيط المعماري لجامع الناصر محمد بن قلاوون من مساحة تخطيطها مربع الشكل لها ثلاثة مداخل الأول منها وهو المدخل الرئيسي ويقع بالناحية الشمالية الغربية ويوجد فوقة لوحة تأسيسية من الرخام باسم الناصر محمد بن قلاوون مؤرخة بتاريخ البناء الأول وهو سنة 718 ة / 1318م .
أما الباب الثاني فيقع في الجدار الجنوبي الغربي وكان يتم الدخول منة إلى قصور الحريم السلطانية وهو مغلق حاليا ، أما الباب الثالث فيقع بالناحية الشمالية الشرقية ، وواجهات الجامع خالية من أي زخارف على غير عادة هذا العصر ويعلوها شرفات ، والجامع من الجوامع المعلقة إذا كان يوجد تحتة طابقا أخر مغلق حاليا .
أما تخطيطة من الداخل : فإنة على غرار الجوامع الأولي المبكرة إذ يتكون تخطيطة من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذي يقع أمام محرابة قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة وفوقة قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القاشاني الأخضر ، ويمتز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التي تحمل السقف وهي أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء وتحمل هذه الأعمدة عقود من الحجر المشهر أي باللونين الأحمر والأبيض ، وبالجامع من أعلي فتحات نوافذ كانت مغشاة بأحجبة جصية رائعة الجمال كما امتاز هذا الجامع بأن جدرانة كانت مزخرفة بالفسيفساء الرخامية الملونة ولا تزال بعض من أثار هذه الفسيفساء بكل من الجدارين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي . و يمتاز هذا الجامع بمئذنتية الفريدتين بالنسبة لباقي مآذن القاهرة .
مسجد و مدرسة السلطان حسن :-
أنشأ هذا المسجد العظيم السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون الذي تولي الحكم في سنة 748 ة / 1347 م بعد أخيه الملك المظفر حاجة وهو في الحادية عشرة من عمرة فظل ألعوبة في يد كبار الأمراء وعندما حدث خلاف بينه وبين الأمراء لم يصعب عليهم القبض عليه وحبسه وتعيين أخيه الصالح صلاح الدين بدلا منه سلطانا وظل في معقله مشتغلا بالعلم حتى أعيد إلى السلطنة مرة أخرى سنة 755 ة / 1354 م وعزل أخيه السلطان الصالح وحبسه في القلعة وقضي السلطان حسن في سلطنته الثانية أكثر من ست سنوات باشر فيها الحكم بنفسة لأنة كان قد بلغ سن الرشد .
وقد أجمع المؤرخون على وصف السلطان حسن بالشجاعة والكرم والعقل والحكمة وحبه للرعية ، وبإهتمامه الكبير بالعمارة ولذا انشا كثيرا من المباني الفاخرة الا أنه لم يكن بمنجاة من تدخل كبار الأمراء حتي انتهى الأمر بأنه قبض عليه الأمير يلبغا وقد اختلفت الأقوال فيما حدث للسلطان حسن بعد ذلك وان كان في الغالب ان مماليك يلبغا قتلوه سنة 762ه/1361م وبمقتله انتهي عصر السلطان الناصر محمد قلاوون وانتقل الحكم إلى احفاد الناصر محمد.
وقد بدا البناء في مسجد السلطان حسن سنه757 هجريا/1356م واستمر العمل فية ثلاثة سنوات بغير انقطاع ومات السلطان حسن قبل أن يتم بناؤه فأكمله من بعده بشير الجمدار احد أمرائه سنة 764 هجريا/1363 م وشاء القدر أن لا يدفن السلطان حسن في مسجده ودفن فيه ابنه شهاب احمد سنة 1386م
ويقع هذا الاثر بميدان صلاح الدين ويعرف موقعة قديما باسم سوق النخيل وكان به قصر هدمة الناصر حسن ليبني محلة هذا المسجد الذي يعتبر أعظم المساجد اللمملوكية شأنا لجمعه بين ضخامة البناء وجلال الهندسة وقد توفرت فيه دقة الصناعة وتنوع الزخرف وتجمعت فية شتي الفنون والصناعات فنري فية دقة الحفر في الحجر ممثلة في القبة وايوان القبلة ومحرابيهما الرخاميين والمنبر ودكة المبلغ وكسوة مداخل المدارس الأربعة المشرفة على الصحن ومزررات أعتاب أبوابها..
أما باب المسجد النحاسي المركب الان على باب جامع المؤيد فيعتبر مثلا رائعا لاجمل الابواب المكسوة بالنحاس المشغول على هيئة أشكال هندسية تحصر بينهما حشوات محفورة ومفرغة بزخارف دقيقة وما يقال عن هذا الباب يقال عن باب المنبر كما يوجد على احد مدخلي القبة باب مصفح بالنحاس كفتت حشواتة بالذهب والفضة على أشكال وهيئات زخرفية جملية وقد تراكمت روائع الفن في هذا المسجد فاشتملت على كل ما فية لا فرق في ذلك بين الثريات النحاسية والمشكاوات الزجاجية وتعتبر من أدق وأجمل ما صنع في هذا العصر.
أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد ويلاحظ ذلك الزائرعندما يدخل من المدخل الرئيسي إلى دركاة ثم ينثني يسارا إلى طرقة تواصل إلى صحن مكشوف مساحته 32 في 34.60 مترا وتشرف عليه أربعة ايوانات متقابلة ومعقودة أكبرها واهمها ايوان القبلة تحصر بينها اربع مدارس لتعليم المذاهب الأربعة الإسلامية على مساحة حوالي 7900 مترا مربع كتب على كل من أبوابها أنه أمر بإنشائها السلطان الشهيد المرحوم الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد بن القلاوون في شهور سنة 764 هجريا وكان السلطان حسن قد قرر مدرسين ومراقبين المدارس الأربعة وعين لهم مرتبات كما قرر لكل مذهب من المذاهب الأربعة شيخا ومائة طالب وتتكون ل مدرسة من صحن مكشوف وايوان للقبلة ويحيط بالصحن مساكن للطلبة مكونة من عدة طوابق بارتفاع المسجد.
ويتوسط صحن المسجد قبة معقودة على مكان الوضوء تحملها ثمانية أعمدة رخامية بدائرها ايات قرآنية في نهايتها تاريخ إنشائها 766 هجريا وتحيط بدائرة ايوان القبلة وزرة رخامية يتوسطها المحراب وعلى يمينه المنبر الرخامي الذي يعد من المنابر الرخامية القليلة التي نشاهدها في بعض المساجد ويعلو الوزرة الرخامية طراز من الجص محفور به سورة الفتح بالخط الكوفي المزخرف بلغ الذروة فبي الجمال والاتقان.
وبهذا الايوان بابان بجوار المنبر الرخامي يؤديان إلى القبة الضريح ويوجد بغرفة الضريح كرسي للمصحف الشريف دقت حشواتة بالأويمة الدقيقة
وتقوم القبة خلف جدار المحراب بعد أن كانت تشغل أحد الأركان في المساجد الأخرى وهذا الوضع ظهر في هذا المسجد لأول مرة ويتواصل إليها من بابين على يمين ويسار المحراب بقي الايمن منهما بمصراعية النحاسيين المكفتين بالذهب والفضة بينهما فقد مصراعه الأيسر
وتبلغ مساحة القبة 21 في 21 ويوجد محراب المسجد بها وزرة رخامية يعلوها طراز خشبي كبير مكتوب في نهايته تاريخ الفراغ من بناء القبة القديمة سنة 764 ة
ويوجد بجدار محراب المسجد من الخارج مئذنتان رشيقتان وكان مقررا في بادئ الامر بناء اربع منارات اثنتان تكتنفان القبة بالوجهة الشرقية والثالثة كانت على يمين المدخل الرئيسي وقد سقطت سنه762 هجريا \1261 م فلم يشرع السلطان حسن في بناء المئذنة الرابعة التي كان مقرر لها ان تقام في يسار المدخل الرئيسي واكتفى بالمئذنتين وتعد المئذنة الجنوبية أقدم المئذنتين الموجودتين حاليا وارتفاعها 81.60مترا اما الشمالية فهي الاصغر وقد جددت هي والجزء العلوي من القبة سنه1672م عقب سقوطهما.
ولهذا المسجد وجهتان مهمتان أولاهما الوجهة العمومية وطولها 150 مترا تحليها صفف مستطيلة تنتهي بمقرنصات ومفتوح فيها شبابيك لمساكن الطلبة وتنتهي من أعلى كما الوجهة الشرقية والمدخل بكورنيش ضخم من المقرنص المتعدد الحطات والذي يبلغ بروزة حوالي 1.50متر وكان يعلوه شرفات أزيلت عن الوجهة العمومية والمدخل مؤخرا للتخفيف عنة وبالطرف الغربي لهذة الوجهة يقوم المدخل العظيم الذي يبلغ ارتفاعة 38 مترا ويمتاز بضخامته وزخارفه المتنوعة المحفورة في الحجر أو الملبسة بالرخام وبمقرنصاته الخلابة التي تغطي حجر الباب والمدخل منحرف عن اتجاهات الايوانات الداخلية وقد حل بطريقة سليمة بحيث لا يشعر الداخل إلى المدرسة بوجود أي إنحراف اما الوجهة الثانية فهي المشرفة على ميدان صلاح الدين وتتوسطها القبة وتقوم على يمينها المئذنة الكبيرة وعلى يسارها المئذنة الصغيرة .
مسجد الرفاعي :-
مسجد الرفاعي هو توأم مسجد السلطان حسن المواجه له وشبيهة في الضخامة والارتفاع وان كان فارق الزمن بينهما نحو 500 عام حيث انشئ مسجد السلطان حسن سنة 1359 بينما شرع في بناء مسجد الرفاعي سنة 1869 حيث أمرت بذلك خوشيار هانم والدة الخديوي اسماعيل ويمتاز هذا المسجد بدقة الصناعة وكثرة الزخارف وتبلغ مساحتة 6500 متر مربع وينافس مسجد السلطان حسن في الفخامة والعظمة والابهة .
من الغريب أن هذا المسجد رغم تسميتة بالرفاعي الا أن الرفاعي الولي المعروف والعارف باللة لم يدفن فية وانما دفن بالعراق، ولعل سبب هذه التسمية أن المساحة التي يشغلها المسجد كان يحتل جزءاً منها زاوية تسمي زاوية الرفاعي دفن فيها بعض المشايخ من تلاميذ الرفاعي وأتباعه.
وقد اشترت خوشيار هانم أرض المسجد وعهدت إلى حسين فهمي باشا وكيل ديوان الأوقاف بإعداد مشروع لبناء مسجد كبير يلحق به مدافن لها ولأسرتها وقبتان للشيخين على أبي شباك ويحيي الأنصارى، ولظروف ما توقف العمل في بناء المسجد منذ عام 1880 إلى عام 1905 إلى أن عهد الخديوي عباس حلمي الثاني إلى أحمد خيري باشا مدير الأوقاف الخصوصية بإتمام المسجد وتم افتتاحة سنة 1912.
وقد توفيت خوشيار هانم سنة 1885 ودفنت في هذا المسجد قبل إتمام بنائة كما دفن فية أيضا العديد من أفراد اسرة محمد على مثل الخديوي اسماعيل سنة 1895 وثلاث من زوجاتة توفين بعدة كما دفن فية السلطان حسين كامل سنة 1971 والملك فؤاد سنة 1936 ووالدتة الأميرة فريال وابنة الملك فاروق سنة 1965 وشاة ايران سنة 1980.
مسجد جامع الحسين
يسمي هذا الجامع بالمشهد الحسيني ، وتعني كلمة مشهد المكان الذي يدفن فية الشهيد ، حيث يشاع أن راس الإمام الحسين حفيد رسول الله [صلعم] مدفونة به.
والإمام الحسين “[رضي الله عن] حفيد الرصول [صلعم] لإنتة فاطمة وإبن عمة الإمام “علي بن أبي طالب ” كرم الله وجهة رابع الخلفاء الراشدين.
نعود إلى المشهد الحسيني حيث تم انشاؤة عام 549 ة -1154 في أيام الخليفة الظافر بأمر الله ،وقد تجدد بناؤة في أيام عباس الأول والخديوي إسماعيل .
ولم يبق في هذا المسجد اي آثار من العهد الفاطمي إلا الباب الأخضر فقط ، وأما مئذنة المسجد فهي من عمل أبي القاسم السكري سنة 633 ة – 1235 م وهي حافلة بالزخارف الأيوبية ، كما قام المهندس الاسلامي الشهير عبدالرحمن كتخدا سنة 1185ة – 1861 م ببناء القبة والجزء العلوي من مئذنة الباب الأخضر ، وقد تم زيادة
مساحتة لأكثر من النصف وأضيف لهمبني مكون من دورين وكذلك دورة مياة مستقلة عن المسجد .
وفي عام 1965م أهدت طائفة البهرة مقصورة من الفضة المرصعة بصفوف من الماس. وفي عام 1893 تم إنشاء حجرة صغيرة داخل المسجد والتي تضم بعض الآثار النبوية مثل سيف رسول الله صلي الله عليه وسلم وخصلة من شعرة . وفي عام 1965م أهدت طائفة البهرة مقصورة من الفضة المرصعة بصفوف من الماس.
مسجد السيدة زينب :-
يقع مسجد السيدة زينب في ميدان السيدة زينب .
والمسجد ينسب إلى السيدة زينب بنت سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، وشقيقة الحسن والحسين ، وحفيدة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولدت عام 5 هجرية ، اي قبل وفاة الرسول ( ص ) بست سنوات تقريبا ) يذكر أن الرسول قد توفي في عام 11 هجرية ) وكانت على قدر عظيم من العلم ومكارم الأخلاق ، ثم تزوجت بابن عمها الإمام عبداللة بن جعفر الطيار وكان لها 4 أبناء هم محمد وعليا وعباس وأم كلثوم .
بعد الفتنة الكبري التي حصلت في العراق لم يتبق احد من اهلها سوي الإمام الحسين ، والإمام على زين العابدين ، ثم قررت أن تعود إلى المدينة المنورة فجاء إليها الكثيرون حتي يقدموا لها العزاء.
وبعد ذلك اختارت السيدة زينب ( رضي الله عنها ) مصر لتستقر فيها ، فاستقبلها والي مصر وكان معة كبار رجال الدولة حينذاك وانتظرها في مدينة بلبيس بالشرقية .
وقد توفيت السيدة زينب سنة 62 هجرية ، اي أنها توفيت عن عمر يناهز 57 عاما ودفنت بضريحها الموجود حاليا داخل المسجد .
وكان المسجد قد رمم من قبل عدة مرات حتي عام 1940م أقامت وزارة الأوقاف المبني الحالي وقد أضيف إلى مساحته أجزاء أخرى عام 1969م ، ثم تم تطويرة ليصبح بشكلة الحالي خلال عام 2000 م .
المصدر ,, اخبار مصر