هنا

[ديار ديار]

الأغنام بعد البشر.. تجارة غريبة يلجأ اليها "داعش" لتمويل خلاياه في ديالى


منذ سيطرة القوات الامنية على اغلب المناطق التي كان يسيطر عليها داعش بعد عام 2014، وقطع أغلب طرق إمداداته، لجأ التنظيم الارهابي الى عدة طرق وأساليب بينها تجارية لتمويل خلاياه بالمال والسلاح في مناطق متفرقة .

من بين الطرق والاساليب التجارية التي لجأت خلايا داعش اليها مؤخرا وخاصة في مناطق محافظة ديالى النائية الشمالية الشرقية، هي عمليات اختطاف بحق مواطنين من منازلهم بعد دهمها خلال الليل ليتم بعد ذلك ابتزاز ذويهم بمبالغ مالية مقابل اطلاق سراحهم، حيث اطلق سراح البعض ولايزال مصير البعض الاخر مجهولا حتى اللحظة ، بحسب مسؤولين ومصادر محلية داخل المحافظة.
خلال ايام الاسبوعين الماضيين برزت تجارة أخرى تعد غريبة من نوعها ، لجأت خلايا داعش اليها في بعض مناطق محافظة ديالى، ألا وهي الاغنام والمواشي التي يتم اختطافها وسرقتها، لتكون هي التجارة الثانية بعد البشر من المواطنين الذين يتم اختطافهم بين الحين والاخر.
سرقة خاطفة لأعداد هائلة
تحدث مسؤولين محليين أحدهما عضو في مجلس ناحية جلولاء والأخر عضو في مجلس ديالى عن حادثة تم تسجيلها خلال الايام الخمسة الماضية في أطراف ناحية جلولاء شمال شرقي المحافظة.
وقال المسؤولين لـ"الغد برس"، إن "عدد يقدر بـ10 من مسلحي عناصر داعش يستقلون عجلة حمل طوقوا خلال الايام الخمسة الماضية 3 رعاة مواشي يرعون اغنامهم في ارض زراعية بقرية ربيضة قرب باهيزة في عمق قرى الطبج بأطراف ناحية جلولاء واصطحبوا احدهم في العجلة واخذ عددا من المسلحين بقيادة قطعان الاغنام ذات الاعداد الهائلة التي تترواح مابين ‎‎800 - 1000 رأس بأتجاه الأراضي القريبة بحيرة حمرين شمال شرقي ديالى".

إفراج بشري واختفاء حيواني
وأضاف المسؤولون أن "المسلحين قاموا بالافراج عن الراعي منتصف الطريق واستمروا بقيادة قطعان الاغنام لتختفي تلك الاعداد الكبيرة من الحيوانات بعد ذلك نهائيا، وتم ابلاغ الجهات الامنية بالامر لإتخاذ الاجراءات اللازمة".
وتابع أحدهما وهو عضو في مجلس محافظة ديالى رفض الكشف عن اسمه، أن "لجوء داعش الى هذا الاسلوب من التجارة يأخذ عدة أبعاد، فهناك احتمالات ان يقوم بتهريبها سالكا طرقا ملتوية وصولا الى الحدود او انه يتعامل مع تجار حروب يقومون بشراء هذه المواشي منه بمبالغ مالية لتمويل خلاياه بالاسلحة والمعدات بعد انهاء نشاطه وقطع طرق امداداته في اغلب المناطق من قبل القوات الامنية".
اما عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى رعد الماس أكد لـ"الغد برس"، أنه "بعد اتصالنا بمصادرنا للوقوف على حقيقة عملية داعش بحق الاغنام تبين انها وقعت فعلا وتمت في منطقة ربيضة الواسعة جدا والغير ممسوكة بشكل محكم ضمن الطبج في حدود جلولاء من جهة قره تبه".
وأضاف الماس أن "اعداد الاغنام التي استولى داعش عليها داعش غير ثابتة لدينا فهناك معلومات تفيذ بأنها 400 رأس وهناك اخرى تفيد بأنها 600 وصعودا الى 800 رأس"، مطالبا "عمليات دجلة والقوات الامنية بضرورة فتح تحقيق موسع بالحادثة ومتابعة الخفايا التي تقف وراء مثل هذه الحوادث".
داعش يخفي المواشي لدى مناصريه ويبيعها بعد ملل
وفق ذلك قال عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى، عبد الخالق العزاوي لـ"الغد برس"، إن "خلايا داعش لجأت مؤخرا الى اسلوب سرقة المواشي في بعض مناطق المحافظة للمتاجرة بها بهدف تمويلها الذاتي بالسلاح والمعدات".
وأضاف العزاوي أن "قبل ايام قام عناصر داعش بمحاصرة شبان اثنين منتسبين في الحشد العشائري يرعون اغنامهم في اطراف ناحية العظيم (شمالي ديالى) من جهة الجبال"، مبينا أن "عناصر داعش قتلوا الشبان بعد مواجهة لساعات وأستولوا أغنامهم التي يرعونها واقتادوها الى جهات مجهولة".
وبين العزاوي أنه "بعد متابعة أثر قطعان المواشي التي تقدر بالعشرات تبين انهاء اقتيدت الى مسافات بعيدة لتحميلها بعجلات ونقلها الى اماكن اخرى"، مبينا أن "المعلومات المتوفرة لدينا تشير الى، أن داعش يقوم بفرز المواشي التي يسرقها على شكل مجموعات وإخفائها لدى مناصريه في مناطق معينة بشكل مؤقت، لأخراجها وبيعها في اماكن مخصصة للبيع تسمى محليا بـ"الوكفة" بالتنسيق والتعاون مع اشخاص وتجار ، بعد ملل اصحابها من البحث عنها".
ودعا عضو اللجنة الامنية، الاجهزة الامنية في ديالى الى "التحقيق بالامر وإيقاف وحجز العجلات المحملة بالمواشي على الطرق الخارجية لفحصها والتأكد من عائديتها والى أين يتم نقلها".
وكان رئيس مجلس ناحية العظيم، محمد ضيفان العبيدي قد افاد قبل ايام، بإختطاف رعاة إثنين مع نحو 200 رأس اغنام من قبل داعش في احدى القرى الحدودية للناحية وتم العثور على جثتي الضحيتين مقتولين بعد يوم من الحادث".
جدير بالذكر أن تنظيم داعش يختطف بين الحين والاخر اشخاص من مناطق نائية بمحافظة ديالى ابرزها قرى في نواحي جلولاء وقره تبة وجبارة ويطلق سراح بعضهم بعد ابتزاز ذويهم بمبالغ مالية.

[ღ عِشق ღ]

ينقل للمحلية شكراً للخبر