العربية.نت – مريم الجابر
يُقام مهرجان الملك عبدالعزيز الثاني، للإبل، في "الصياهد"، التي تبعد عن مدينة الرياض عاصمة المملكة، حوالي 120 كيلو متراً.
الصياهد، منطقه ذات طابع صحراوي جميل، فيها صلابة الأرض القاسية، بيضاء الرمل، ونعومة نفود الدهناء حمراء اللون لتشكل ما يسمى "الحماد".
ويطلق عليها سكانها، ومرتادوها، "حماد الحيران"، لكونها أفضل المواقع مناخياً، لاحتضان الإبل و"الحيارى"، (صغار الإبل).. وهذا هو سر اختيار الصياهد، لتنظيم مهرجان الإبل.
صحراء الدهناء أو الصياهد الجنوبية، أو صياهد رماح، كانت ملتقى الطرق التجارية، من شرق الجزيرة العربية إلى غربها، والعكس، مجدداً لواجهة الحياة عبر أضخم تجمع بري، وذلك في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل لقربها من العاصمة الرياض ولاستواء أرضها وصلاحيتها لمهرجان الإبل.
النفود الصغير والشريط الرملي
وتتجدد المنطقة بلباس، يلتقي فيه روح التراث، وأفق الحضارة، لتكون وجهة سياحية، واقتصادية، وترفيهية جديدة، من خلال المهرجان الذي يحظى بحضور ومتابعة الملايين من السعوديين والعرب عموما.
ويطلق على الشريط الرملي، الممتد من النفود إلى الشرق من نجد، على هيئة قوس، والمتجه إلى رمال الربع الخالي، باسم الدهناء أو النفود الصغير.
اللون الأحمر والحطب
ويغلب على صحراء الدهناء اللون الأحمر، لاحتوائها على أكسيد الحديد، وتندمج بالرمال الحمراء أودية كبيرة، تتشكل منها بعد هطول الأمطار، تجمعات مائية تتحول بعد الجفاف، إلى روضات غنّاء كروضة التنهات وروضة خريم.
وتعد الدهناء عاصمة "شجرة الأرطى"، لكثرتها وانتشارها، وهي مرعى للإبل، ومثبت للتربة.. كما أن حطبها جيد، لكن الإسراف في احتطابها، يؤذن بانقراضها من المناطق القريبة من الرياض.
الرحلات الملكية للمهرجان
وذكر مدير المركز السعودي لنُظُم المعلومات الجغرافية التاريخية بدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي أنَّ الرحلات الملكية إلى نواحي المهرجان تتابعتْ منذ عهد المؤسس، حيث توجّه إليها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ست مرات، ويبين أيضًا أنَّ موقع المهرجان ليس بعيداً عن روضة التنهات، وروضة خريم، اللتين سميتا برياض الملوك، لزيارات الملك عبدالعزيز لها في أيام جودة الربيع، وتبعه أبناؤه بالتنزه فيها.
وأوضح الوليعي، في عمله التوثيقي للمهرجان، أنَّ صياهد الدهناء، هي فرشات من الرمال تقع أمام عروقها تتخذ أسماء محلية خاصة بها يجمعها اسم جامع مثل "صياهد رماح"، وصياهد الرمحية، كما يحيط بها صيهد منيف، وصيهد أبو يدية، وصيهد حمدان، وصيهد عويّد، وصيهد حميّدة، وصيهد السامر.
مضرب الأمثلة في الخيال العربي
وقبل أن يقف زوار المهرجان، وعشاق السياحة البرية وتجار الإبل في الدهناء، وقف قبلهم الشعراء عند تلك البقاع فأعطوها بعدا ثقافياً في الخيال العربي، وأمدوها بتوهج في الذاكرة والوجدان حتى غدت مضرب الأمثلة.. إذ قالت فيها العرب: "إذا أخصبت الدهناء أخصب العرب".
من المتوقع أن تتحول الصياهد الجنوبية لصحراء الدهناء، إلى منطقة نشاط تجاري غير مسبوق، على هامش مهرجان الإبل، حيث يصلها عشرات الآلاف من الزوار يوميا، ولا سيما في عُطل نهاية الأسبوع.. حيث تنتعش تجارة الماشية، الإبل، أو الأعلاف، وغيرها.
كما تزدهر سوق الأسر المنتجة، إذ أتاحت لها إدارة المهرجان، الفرصة، بتقديم منتوجاتها اليدوية، والحرفية، من أدوات تراثية تتعلق بالإبل واستعمالاتها المختلفة من محنطات وجلديات.
وتنشط تجارة بيع اللوازم البرية، ويرتفع الطلب على وسائل التخييم في الصحراء.
أصالة وتراث
في سياق متصل، أكد المتحدث الرسمي للمهرجان، سلطان البقمي أنَّ مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، يسعى لتحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً، ليكون أبرز ملتقى دوليٍّ عن الإبل، يجمع كل الرواد والمهتمين بالإبل والتراث والأصالة من جميع أنحاء العالم.
وأضاف "المهرجان، يسهم بزيادة النشاط السياحي في المملكة، ويجعلها على خريطة السياحة العالمية الموسمية، وأصبح وجهة يقصدها نجوم ومشاهير العالم".
وبين البقمي أنَّ المهرجان، يشمل 28 فعالية متنوعة، ويخاطب جميع شرائح المجتمع بفعالياته المتنوعة، متمنياً للنجوم العالميين والزوار والضيوف قضاء أجمل الأوقات مع فعاليات المهرجان.