السلام عليكم


حاوره: مختار برتو- دريد حسيني
الرادود الحسيني الكبير الحاج باسم الكربلائي لـ«الوفاق»:
نشر رسالة محمد وآل محمد «ص».. هدفي من القراءة
الوفاق/خاص- هو من أشهر رواديد المنبر الحسيني بما يمتلك من صوت شجي محبوب وأداء مميز، فهو امتداد المدرسة الكربلائية المبنية على خدمة أهل البيت الرسول (ص) وهو مفخرة من مفاخر أرض البطولة والفداء المقدسة كربلاء، حيث استطاع من خلال قراءته أن ينشر صوت الثورة الحسينية في العالم، كما استطاع أن يستقطب شريحة الشباب الذين قادهم وجذبهم نحو المنبر الحسيني الشريف.
لديه صوت أصيل شدي في حديقة العترة المحمدية رادود حسيني ويقدم أحلى الأطوار، يتهافت الملايين لسماع صوته وقصائده، فوصفوه بـ (أسطورة الإنشاد) و(المبدع
* بداية كيف بدأتم الخدمة الحسينية؟
- لقد هُجّرنا من قبل النظام البائد الصدامي في العراق عام 1980م. كنت في كربلاء المقدسة في مدرسة الاعتماد النموذجية في فرقة الأناشيد التابعة للمدرسة ومنذ طفولتي كنت أحب الرياضة. وبما أني ومنذ طفولتي كنت من محبي الرياضة والنشيد، فخيّرت نفسي بين الرياضة وخدمة أهل البيت (ع).. آنذاك كان عمري 9 سنوات لأني من مواليد عام 1966م، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الرواديد بينما كان الكثيرون من محبي الرياضة وخاصة كرة القدم وتنس الطاولة والطائرة وكنت قائد فرقة الكرة في المدرسة، فتركت الرياضة.. آنذاك قالت لي جدتي تعلم القرآن أولاً. وبقيت أقرأ القرآن لفترة خمس سنوات. ومنذ عام 1980 بدأت في قراءة القرآن طبعاً منذ وصولنا الجمهورية الاسلامية الايرانية بدأت في القراءة، وكنت أقرأ القرآن بلحن وقلت لجدتي أحب قراءة القرآن وكنت ألحن لأنه لي أذن موسيقية. وقالت لي جدتي بعد ذلك عليك أن تصلي كذلك، فقالت لي اذهب الى فلان بائع الكتب واطلب منه كتاب تعليم الصلاة. وفي مدينة قم المقدسة، بدأت بالقراءة للإمام الحسين(ع).. في تلك الأيام كنت أعمل لدى أحد الكربلائيين في السوق، وقلت له أريد أن أكون رادوداً، فرحّب بذلك ولكنه في نفس الوقت استهزأ بي وضربني، حيث بكيت ونزلت دمعتي، فسألني: لماذا تبكي؟ فقلت له: لأنك ضربتني، فقال: لابأس وأتى لي بقصيدتين من الشاعر كاظم منصور الكربلائي.
وعندما جاء يوم 28 صفر ذكرى وفاة النبي الكريم (ص)، قرأت قصيدة وهي كانت (بحر الطويل)، هنا واجهت التشويق والجميع قالوا رحم الله والدك والحمد لله وذكّرتنا بحمزة الصغير. بعد ذلك بقيت 13 عاماً في مدينة اصفهان الى أن واجهت دعوات من الكويت والبحرين، فذهبت الى الكويت عام 1993م، ذهبت بعدها الى سلطنة عمان، وبالطبع تزوّجت عام 1994 في الكويت بسيدة عمانية ولدي الآن أربعة أطفال ثلاثة بنات وولد واحد، أسماؤهم: فاطمة وريحانة وعلي ورقية.. أنا كنت أول من أدخل القصائد الحسينية الى الاستديو وهذا كان في الكويت بالطبع واجهت احتجاجات، كما كنت أول مَن صور الفيديو كليب ومنها (كل قطرة دم بشرياني) و(وا فاطمتاه)، وهو أول فيديو كليب ومن بعدها (الهلالية).

* أي من هذه القصائد أثرت عليكم أكثر؟
- أنا أعتبر القصائد كأبنائي وأحبها كلها.. بالنسبة لي كلها متساوية كأنك تسألني أي من أولادك تحبهم. بالنسبة لي لا فرق بينها وبالطبع ممكن أن أقرأ بعضها أكثر وأنت أيضاً لا يمكنك أن تفضل الواحدة منها على الأخرى لأنها كلها جيدة. خلال صعودي المنبر خلال الاثنين والثلاثين عاماً طرحت دوماً الكثير من القضايا.. خاصة إني كنت من أول مَن أدخل القصائد الحسينية الى الاستوديوهات خاصة بجهود المؤمنين والشباب الكويتي.
هناك قصائد لي واجهت الكثير من الاستقبال في مدن قم واصفهان، كما سافرت الى أمريكا مرتين منها الى ديترويت وميشيغان، حيث كان هناك مجمع اسلامي وقرأت خلال شهر رمضان المبارك بصورة كاملة. بعدها دعاني مركز إسلامي أسسه الشيخ جواد الشري بالطبع كان قد توفى ولم أتمكن من مقابلته، بل قابلت أخاه وهو الذي أسس أقدم مركز إسلامي في أمريكا قبل أربعين عاماً. كما سافرت الى بريطانيا أكثر من عشرين أو خمسة وعشرين مرة، والى السويد والنرويج وهولندا والدنمارك.
* نشاهد خلال السنوات الأخيرة انتشار إحياء ذكرى الإمام الحسين(ع) في معظم بلدان العالم، كما نرى ارتفاع عدد المشاركين في مراسيم عاشوراء وزيارة الأربعين في العراق عام بعد عام، برأيك ما هو سبب هذا الإنتشار الواسع للفكر الحسيني؟
- برأيي أن المغتربين وبسبب الحرمان الذي يعانون منه يتمسكون بدينهم أكثر من الآخرين، لأن المسلمين هناك غرباء ويتمسكون بدينهم أكثر.. مثلاً رأيت في ديترويت وميشيغان بالولايات المتحدة أكثر من ثمانية مراكز إسلامية. أما وضع العراق وضع خاص، لقد تعب الشعب العراقي من الحرمان الذي عاناه في زمن الطاغية صدام. وكانت أول أربعينية الإمام الحسين (ع) وفي أول صفر وفاة الإمام الحسن (ع) أتت فضائيات الجزيرة والعربية ليجروا مقابلات سياسية مع الناس، ولكن المواطنين كانوا يردّون عليهم بأجوبة حسينية.


* خلال هذه الأعوام التي مرت عليكم، هل فكرت أو عملت في تربية جيل من الرواديد؟
- لقد عملت على هذا منذ عام 1993 وأتمنى أن يعينني الله في ذلك وأعمل على تحقيق هذا الأمر.

* بشأن زيارتكم الى ايران، كيف كانت هذه الزيارة؟
- الحمدلله الحسينيات تدعوني وأنا أستجيب لهذه الدعوات. العام الماضي دعاني سماحة السيد محمد علي الجزائري في خوزستان وآبادان وأهواز وأكثر من عشرين منطقة في محافظة خوزستان في عشرة أيام وهذه كانت أول مرة بعد مضي 18 عاماً من مغادرتي ايران، والحمدلله كانت هذه الدعوة من الجمهورية الاسلامية فرصة سانحة وشاهدت ضيافة كريمة من جانبه، كما تم دعوتي للحضور في مسابقة القرآن الكريم الدولية المقامة في طهران. وفي ذكرى تخريب مراقد أئمة البقيع، جئنا الى مدينة قم المقدسة في جامع زين العابدين (ع)، كما ذهبنا الى مشهد المقدسة عند السلطان علي بن موسى الرضا (ع) في الحسينية الكربلائية. وسأحضر في عيد الأضحى القادم الى ايران وسنقدم برنامج ثلاثة ليالي وأخيراً لدينا وفاة الرسول في شهر صفر القادم، حيث سيكون لي برامج في ثلاث أو خمس ليال.
* هل لديكم برامج لتسجيل قصائد أو كليبات في ايران؟
- لقد فسح لنا المجال في ايران أخيراً وأنا أتمنى العمل في ايران ولقد شاهدت المسلسلات والأفلام الدينية وأنا أشكر الجمهورية الاسلامية الايرانية لإتاحتها هذه الفرصة وإني أرى ان الايرانيين لديهم فكر نظيف وانهم مفكرون ومبدعون، وأتمنى العمل في ايران.. فالجماهير الايرانية محبون لمحمد وآل محمد (ص)، فهم يعيشون في الجمهورية الاسلامية وهذا يؤثر عليهم ايجابياً حبهم لمحمد وآل محمد (ص).

* لديكم أعمال مختلفة باللغة الفارسية، فهل لديكم في المستقبل أعمال أخرى؟
- لدينا في المستقبل أعمال، ولغتي الفارسية ليست قوية لأني عشت في ايران ثلاثة عشر عاماً ولدي عملان أو إصداران باللغة العربية والفارسية والتركية.

* ما هو هدفك من القراءة والعمل باللغات الأخرى؟
- هدفي نشر دين ورسالة محمد وآل محمد (ص) لأنه طلب الجمهور.. فمثلاً العراقيون في الجمهورية الاسلامية يرغبون في الإستماع للقصائد باللغات الأخرى.. فهنا العراقيون يقولون لي يا ليت تقرأ لنا بالفارسية.. فأنا غادرت ايران منذ عشرين عاماً فهذه توصيات المستمعين.. عندما تواجه كاتب ما تقول له يا ليت أن تترجم كتبك، فلهذا نحن قمنا بالتنويع. إني أطلب أن تضعوا قصائدي بالفارسية واللغات الأخرى.. لدي قصائد من 1990 الى الآن وأنا قرأت أكثر من سبعة آلاف قصيدة وقد سجلت أكثر من 120 إصداراً.

* هل ممكن أن ترووا لنا إحدى ذكرياتكم خلال زياراتكم إلى دول العالم؟
- سافرت الى العديد من دول العالم، وأذكر لكم إني قمت بالسفر الى لبنان أربعين مرة وقرأت ثلاثة أعوام لحزب الله. إحدى المرات قالوا لي حرّاس سماحة السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله لبنان، انه عندما نذهب مع سماحته الى مثل هذه المراسيم نجلس عشر دقائق أو ربع ساعة فقط لأسباب أمنية، لكن عندما تقوم أنت بالقراءة للسيد، نرى أنه يجلس أكثر من ساعة ونصف ولا يرضى أن تترك المجلس، ويريدك أن تستمر بالقراءة.

* كيف تستقبل نشر وبث قصائدك مترجمة؟
- إني مستعد أن أموّل ذلك، وفي لقاء مع إحدى القنوات أعلنت استعدادي.

* هل يعتبر باسم الكربلائي نفسه شخصية إعلامية؟
- نعم، ولكنني قليل الكلام وكثير العمل.. فإذا طلبت مني مقابلة، فإني أقول لك اطلب مني بدل ذلك فيديو كليبات وأعمالي وقصائدي وإني أقدمها لكم مجاناً كما أصورها لكم مجاناًَ، وكل طاقاتي وامكانياتي في خدمة الحسين (ع) وآل محمد (ص).

* ما هي رسالتكم للإيرانيين وخاصة لمحبيكم في الجمهورية الاسلامية؟
- الثورة في ايران قامت بتربية جيل جيد وايران لا تحتاج الى مديح وهناك مرحلة جيدة لدينا الآن في ايران.. وبعد 33 عاماً من الثورة الاسلامية، ان هذا الجيل هو حسيني وولائي ومحب وأنا مستعد أن أقرأ لهم بالفارسية.