حرف يكتبنا واخر يمحينا
حروفنا ..
يا للسخرية !!!!
رغم اننا من يمسك الاقلام ...ونحن من يحرك القلم بالمعني
الا انها تستطيع رغم عنك النفاذ الى ادق تفصيلاتك...
بمجرد ان تلامس اناملك القلم
حتى يتااجج المعني
و يطارد افكارك و يقيد حروفك
و يسطرها كلمات
فقط تفضحك ...
وكما لم تنفضح من قبل
امام القلم لا مكان للاسرار
ما عدت تستطيع الصمت
اوراقك مكشوفة
الاعيبك ما عادت تلعب
امام القلم فقط انت تبوح
البوح سيد الموقف هناك
تلاشت مساحتك الحرجة بمجرد ان لامسته
انتهت
ما عادت في حيز الوجود
ما عدت تملك ولا ذراع
انت ما عدت ترتدي شئ
انت عار تماما
الورقة تعرف من انت من تكون
نواياك مفضوحة
لا اسرار
لا خصوصية
انت لا تسيطر على شئ
البتة
انت فقط تراقب حكم الحرف عليك
انت شهيد المعني
قتيل الحرف
اصعب ما في الامر
ان حرفك الذي ربما يريحك اليوم
يعود لياجج نيران المعني من جديد
يعود لينخس الجرح من جديد
يعود ليوكزك بمجرد ان تغفى
يعود ليربطك بالمعني
ويذكرك بالمعنى من جديد
اذن عندما تكتب فانت تصنع القيود لنفسك
تضع الحدود
ترسم ملامح الاشياء
فلا تستطيع ان تتجاوز الاساور
ولا ان تتخطى تلك الحدود
كما لو انها جهاز انذار
بمجرد ان تقف على الخط الاحمر حتى يبدا في العمل
ولا يتوقف
لا يتوقف الا اذا تراجعت
وهكذا تظل داخل حدود الحرف الذي خططت يوما
.....
نحن عندما نكتب
نكتب باقلام ملائكية
لا تعرف الغش
لا تعرف الزيف
لا تعرف الخداع
لا تعرف الكذب
نكتب بكل صدق الدنيا
نكتب كما لو ان اليوم ميلادنا
فلم تخالطنا شوائب الدنيا
نكتب بحب فطري
بفرح جميل
وحزن نبيل
نكتب بشفافية
نكتب بجمال
نكتب كالاطفال
نفرح في قصصنا كالاطفال
نبكي كالاطفال
فنحن حديثي الولادة
والحرف جديد
و الحس مرهف ...عميق
لروعة الاطفال
يا لجمال الاطفال
يا لبرائتنا الطفولية
....
حرفنا...
كم نخاف ان يطلع الغير على اوراقنا
كم نخشى ان يقرا البعض كلماتنا
خوفنا الجميل
من ان ننكشف
من ان ننفضح
من ان نعود بلا اقنعة
بلا ستار
بل بلا ملابس
كم نخشى ان يقرانا الناس
غريب
غريب ان بعد فترة لا نبالي بما كتبنا
لافرق ان قرؤ ام لا
بعد فترة يزول الحرص
تتبدد المخاوف
ويكون لا باس ان قرء
اتراه الحرف يموت ؟؟!!!
اتراه المعنى يموت ؟؟!!!
ام انه موت الاحساس فينا ام انه تحجر المشاعر
ام اننا فقط نموت
او ربما ما عدنا نقارب للكمال الذي عهدنا
....
جنون ما تصنعه كلماتنا
معجز الحرف الذي يفضحنا
خرافى المعنى الذي يطاردنا
ونظل على عجل
ونظل بحب
و بالم
و نظل نبكي من فرح
لكننا محال ان نفرح بالحزن
ربما تنفجر الماقي من فرح
و ربما نضحك في لحظات الحزن
لكن تبقى اشيائنا دون رحيلنا
تبقى اشيائنا دون رحيل المعني
دون رحيل الحس
ويبقى احساسنا دون رحيل الاشياء
هذا بالظبط الذي يبقينا بدفئ
دام الحرف و دام المعني
فلا الحرف حرف بغياب المعنى
ولا المعنى بمفهوم بغياب الحرف
فدام الحرف ليدوم المعني ليدوم الحرف