بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
طالما تكدر الحياةُ علينا صفوَ القلوب، وتعتم على أفئدتنا آثارُ الذنوب، فنبتعد عن الله سبحانه بعد أن تقرب إلينا، ونبغض لقاءه بعد أن تحبب إلينا، نخاف الموت وسكرته، وملك الموت وشدته، ونحيد من القبر ووحشته، فهو المجهول الذي لا ندركه، وهو الوحشة التي لا نطيق، والظلمة التي لا نتحمل، وبرزخٌ إلى يوم يبعثون، وكيف حالة الخروج؟ وهول البعث والنشور؟ وما هو الحساب؟ والصراط، والجنة والنار؟ والخلد والقرار؟
لعلها أسئلة لا يجيب عليها العقل، ويعجز عن سبر غورها الفكر، فيقف عاجزاً لا يجد سبيلاً، إلا سؤال الغيب والشرع، وأخبر الناس بها، من هو أعلم بطرق السماء من طرق الأرض، نعني أمير الكلام عليه السلام، فتكون الإجابات الشافية، والعظات الناجعة، في كلام الأمير، في النهج الشريف، فهو الطبيب الخبير، وهو من يخرج الكلام من قلبه فيُحيي القلوب، ويتكلم ليعيد الروح للأجسام الخاوية، فينعش ويُحيي، ويجلو بعبق أريج كلماته دَكَنَ الذنوب عن صفحات القلوب.
من النهج الشريف، كانت قبسات علنا نجد ناراً تكوي الأمراض الدفينة، أو نجد لأنفسنا الهدى، وقد عمل مركز نون للتأليف والترجمة على اقتباس عظات من
كلام الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام وترتيبها بشكل موضوعي، ثم شرح المفردات الصعبة، ليسهل على الخطيب والقارئ فهم مطالب الإمام عليه السلام، وبعد ذلك عمل على إدراج موضوع يصب بالكامل في شرح الموعظة، ليختم بمسائل عملية ترتبط بواقع الحياة، ويسلط الضوء عليها لمعالجتها، ثم يختم بأهم المفاهيم الواردة في الموعظة والدرس. مقدماً مع ذلك فقرة للمطالعة، تضفي على القارئ لوناً جديداً جميلاً محبذاً، وتساعد الخطيب على الإلمام أكثر بخطبته.
وفي الختام: نسأل الله عز اسمه، أن يتقبل هذا الجهد اليسير، ويجعله في عين صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف من المقبول الكبير، وأن يؤدي الدور المطلوب منه، ويحقق الهدف المنشود له، إنه نعم المولى ونعم المجيب