حدثني أبو الغلاء ذو الخبث و الدهاء ذات مساء قائلاً... بينا انا سائر في بغداد متأمّلاً العباد وهم في نكد و عناد لا يعلم بهم إلا ربُّ العباد، مددت يدي متلمساٌ درهم الرغيف في غياهب جيبي النظيف ، هامتي حانية و عيني دانية ، امشط الطريق عسى ان اعثر على رفيق لدرهمي العتيق،
واذا باحدهم يستوقفني وعن العون يسألني، شاب هندي صغير العمر ضامر الصدر ، وجهه شاحب و محياه ناحب... قال وهو منكّس الراس خجلاً، (? can you speak english) قلت له ( yes...yes!) قال ( can you give some money) نظرت أليه نظرة حنان و تلمست ثانية درهمي الغلبان، هل اتصدّق به لهذا الفقير أم اشتري به خبزاً للعبد الفقير؟ قلت ، سأعطيه الدرهم وأمري لله ، وهو يرزقني سواه...
أخذ درهمي العزيز وشكرني بالانكليز ، غادر وهو المنون وانا بداخلي مغبون... قلت ألعله تكلّم معي بالانكليزية اعطيه درهماً بودّية،، انها والله شرُّ قضيّة...
ناديته صائحاً( Hey!!! come her) فجاء مسرعاً ولهدية أخرى متوقعاً.. قلت له( can you speak english) فقال ( yes....) قلت له ( then give me my money back) و خطفت الدرهم من يده .