أمي... سيدة مباركة بحق
وهي البركة في أجمل صورها
أكثر ما تكره منا عبارة (ماكان والو) حين تشير علينا بتحضير شيئ يأكله احد أولادها الذكور، العائد متأخرا عن موعد العشاء أو الغداء..
و فعلا يكون (ماكان والو)، لكنها تغضب و تدخل المطبخ و تحضر أشهى طعام من ال (والو) ..
كانت دهشتنا تعلو، و نلتف لنزاحم ولدها في أكله، ليس لأننا جوعى، ولكن لننال من هذا السحر، و نكمل اكتشافه حسيا...
وكانت لا تمل من تعنيفنا، تعنيفنا مبطنا بالنصح ،المرأة المباركة لا تأت على لسانها كلمة (ماكان والو)، وكنا نضحك ونقول حتى لو كان صحيح (ماكان والو)؟!
كنا حين نغلق باب غرفتنا علينا، نغتابها و نضحك، كيف لها أن تتعصب ضد حقيقة لما لا يكون هناك شيئ، و تحجب شمس الحقيقة بغربال البركة...
كان يأتينا ضيوف الغفلة كثيرا، وهم ضيوف يأتون من غير ميعاد.... كنت أكثر من يتذمر، و أتساءل لماذا لا يتصلون لما لا يستغلون التكنولوجيا...
كانت مهمتي أن أجلس مع الضيوف و اثرثر حتى يجهز الاكل... وكنت دائما استغرب حين يوضع الطعام تباعا بكل اصنافه...
فاتسلل إلى المطبخ، و تطردني اخواتي... فأعود فاغرة فمي، الاعجب من إيجاد طبق من ( والو) هو ترتيب عزيمة مفاجئة بعد أذان المغرب و تحويل مفاجئ لقائمة طعام عشاء خفيف بهذا الشكل الغادر...
لما تزوجت اختي صارت بارعة في صناعة أطباق لذيذة من (والو) ...
هذا الجيل قد لا يدرك معنى هذا الكلام... لكني واثقة أن غيرهم سوف يتلقفه بالروح وهو يتذكر والدته التي كانت تصنع ألذ الأطباق بعد منتصف الليل أو قبله لا يهم.... هي تصنع الألذ من ال (والو)
تهميش
ماكان والو : لايوجد شيئ
والو: لا شيئ