بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
أصوات الفرح تعلو في أرجاء المكان , كأنها ألحان سماوية تهتز لها القلوب وتردد حروفها ” زينب “
زينب كأنها قيثارة اجتاحت معالمها من الأحزان , هي زينب زينة أبيها علي !
مساءٌ تتزاحم فيه ملائكة السماء نزولا إلى بيت الرسالة , بيت فاطمة وعلي يشع بالأنوار , يتسابقون لتهنئة الزهراء بمولودتها الهاشمية , وبطلة كربلاء .
هذه الليلة خمسة أصحاب الكساء ينتظرون لحظة ولادتكِ هنا علي والحسن والحسين وجدكِ خير الأنبياء
هنا أمكِ فاطمة الزهراء تستعد يداها لاحتضانكِ .
هاهو رسول الله , يقبلها على جبينها ويُأذن في أذنها اليمنى , ويرتل آيات من الذكر الحكيم , ويلقنها الشهادة , وهذا علي يتسلمها بيده , بضعته الطاهرة ولدت , فحرارة اللقاء جعلته يبكي فرحا ويعتصر ألما بوقت واحد .
تتلقفها مرة أخرى يد أمها الزكية , تضمها وتتبسم لابتسامتها , الكل هنا في حالة فرح والكل يعبر عن فرحته ويعزفها على شاكلته .
حتى أخيكِ الحسين ينظر إليكِ بإشتياق وعيناه تحتضنكِ بالأمان , لم يعلم بعد مالذي سيحدث لكِ بعد سنوات , الآن اكتمل شمل محمد وآله , والآن أشرقت الأرض بنور وجهكِ يا زينب .
بنور وجهكِ تزينت السماء فرحا , فاليوم لن تشرق الشمس أمام نور وجهكِ , ستغيب خجلا وحياءً من نوركِ
تغير نظام الكون لأجلكِ , وسيتوقف الجميع عن الحركة والكل في حالة سكون , خجلا من نور زينب وهل تعلمون من تكون ! هي زينة أبيها علي الكرار هي الحوراء بنت سيدة النساء فاطم ..