أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ ** فَافْهـَمْ فَأَنْتَ العــَاقِلُ المُتَـأَدِّبُ و احفظ وصية والد متحنن ** يغذوك بالآداب كيـــلا تعطـب أبنيَّ إن الرزق مكفول به ** فعليكَ بالإجمـــال فيمـا تطلـب لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا ** و تقى إلهــك فاجعلن ماتكسب كفلَ الاله برزق كل بريّةٍ ** و المال عـــاريةٌ تجيء وتذهـب والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ ** سبباً إلى الإنسان حين يسـبب و من السيول إلى مقر قرارها ** والطير لِلأَوْكــارِ حينَ تَصَوَّبُ أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ ** فَمَنِ الَّذِي بِعِظـــاتِهِ يَتـــأَدَّبُ إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ ** فيمَنْ يَقومُ بِهِ هنـــاكَ ويَنْصِبُ بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَـــرُّبٍ ** إن المقــرب عنده المتقــرب
واخفض جناحك للصديق وكن له ** كَأَبٍ على أولاده يَتَحَــدَّبُ وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ ** حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسّــَبُ وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ ** حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْـرِبُ وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ ** و دع الكذوب فليس ممن يصحب و احفظ صديقك في المواطن كلها ** وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ ** إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَــبُ يعطيك ما فوق المنى بلسانه ** وَيَرُوْغُ مِنكَ كمـا يروغ الثَّعْـلَبُ وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ ** في النائبات عليك ممن يخطـب يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ ** و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغـيبوا و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ** والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ