سر الدعاء المستجاب ,,سر الغنى,,
الله غني والمؤمن الحقيقي هو غني بغنى الله ويستطيع ان يقول للشيء كن فيكون كما جاء في الحديث القدسي ,لان كل أنسان يمتلك في داخله كل شيء يريده لحياته وهذه هبه من كرم الله لم يفهم سرها الا ذوي البصيرة وسأحاول هنا ان أوضح أسرار الغنى وأسرار الاستجابة . الشخص الواعي يدرك جيدا غناه الداخلي لذلك هو لا يشعر بالاحتياج والعوز الذي يشعر به الأنسان اللاواعي لانه ادرك سر الغنى الداخلي ,فهو مترفع عن الاحتياج لملذات ورغبات هذا العالم ,اغلب الناس فقراء داخليا فهم افتقدوا لكل قيمة للحياة بالرغم من امتلاكهم الكثير من النعم وحتى الاغنياء ماديا اغلبهم فقراء ويزدادون فقرا كلما ازدادوا ثراء لانهم يزدادون جشعا لافتقادهم الغنى الحقيقي الذي يؤدي إلى القناعة, عندما تكون غني داخليا سوف تشعر بالاكتفاء ,حتى لو كنت افقر الناس ماديا في نظر الأخرين, الغنى الداخلي يجعلك تشعر بانك تملك كل شيء تحتاجه لحياتك الأن وليس في المستقبل كما يوهمك العقل وهنا يكمن سر استجابة الدعاء ,فالله لا يستجيب لمحتاج بل يستجيب للموقن بالإجابة ,أي للمؤمن بان مايحتاجه هو موجود الأن وليس في مكان اخر , وليس مستحيل الحصول عليه بل هو يستطيع ان يحصل عليه الأن , اما المحتاج فهو يشعر ان مايحتاجه صعب المنال وهو يفتقر لوجوده الأن اذن هو غير موجود الا في مستقبله أو في اوهامه لانه لايشعر انه يمتلك رصيد داخله واقصد هنا رصيد الغنى الداخلي لانك بدون رصيد انت فقير ؟ فمن اين تحصل على ماتريد وانت تشعر بالافتقار؟ تفكر بهذا الحديث القدسي( انا عند حسن ظن عبدي المؤمن فليظن بي ما يشاء)فما هو ظنك عند الدعاء , هل تطلب من رب غني؟ هل تشعر انك غني بغنى الله , في الحقيقة كلمة دعاء لا تعني طلب , الطلب يعني استجداء ونحن نطلب من الله ولانستجدي منه هذا فعل لا يتناسب مع قيمتك عند الله, انت خليفة الله وهو خلق كل شيء من اجلك وسخرة لخدمتك , لذلك الدعاء يعني الاستدعاء أي ان تستدعي من رصيدك المخزون من غناك الداخلي من الكون الذي بداخلك (وتزعم انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر)فقط اطلب منه ان يحضره لك اشعر انه متواجد لان في حياتك وانك حصلت عليه الأن , استشعر بان الله قدم لك ما طلبته اشكره وامتن له واشعر بالسعادة الأن وليس في المستقبل ,ثم اشعر بالثقة والطمأنينة انك فعلا الأن حصلت على ماتريد ,عندما ينتابك الشك والخوف والقلق اعرف انك متعلق بالهدف وتشعر بالافتقار وليس الغنى لذلك حاول ان تتخلص من هذه المشاعر والرغبات وتشعر انك الأن تمتلك ماتريد ولست محتاج له بعد الأن لانه اصبح ملكك,.
العقل يحاول خداعنا دائما باننا نحتاج أشياء كثيره وهذا وهم ,,
عندما تحتاج للامان حاول ان تستدعي الامان من داخلك وقرر ان تشعر بالامان, عندما تريد ان تكون ناجح استدعي النجاح واستشعر انك الأن ناجح ستتصرف كالناجحين عندما تريد مالا استدعي المال واشعر انك تمتلك مايكفيك ستشعر بالغنى انك فقط تخدع عقلك وتتحكم بمعتقداتك وتحولها إلى ايجابيه أي إلى برمجه حقيقيه وليست زائفه وسلبيه كما برمجها لك اهلك والمجتمع ومسخوا فطرتك السليمة بمعتقداتهم الخاطئة ,
كلما عرضت عليك رغبه ما , أو شعرت انها تلح عليك وتجرك للامام للمستقبل للقلق قف مع نفسك وقل هل انا محتاج فعلا لهذه الرغبه الأن؟؟ حاول ان تتحرر منها وقل بكل طمانينه انا الأن غني عن هذه الرغبه لاني امتلكها الأن , لانه لاوجود أساسا للمستقبل ,,الحياة هنا والان فقط ,انها ابديه ,الأبدية تعني اللازمن ,العقل البشري وحده اخترع كذبة الزمن وكل المخلوقات لاتعرف الزمن وكما قال ايكهارت تول عندما تسال حيوان ما عن الزمن أو في أي ساعه نحن الأن؟ يكون جوابه بكل صدق انه الأن وهل يوجد وقت غير الأن؟؟ ان العقل يوهمنا بخدعة الزمن النفسي والانبياء حذرونا من هذه الخدعه من خلال تحذيرنا من طول الامل والرجاء المستقبلي لانهم عرفوا هذه الحقيقه وفهمو هذا الوهم الذي يخدع الناس ويمنعهم عن عيش حياتهم الحقيقية الأن والجري وراء اوهام المستقبل المقلقه واللامنتهيه .
هل تعرف متى تموت وتنتهي رحلتك في الحياة ,انت لاتمتلك سوى لحظتك الحاليه الوحيده ولاتعرف متى تتوقف دقات قلبك المرتبطه باللحظه الابديه الأن .ومن اهم التدريبات الروحية لمعرفة الذات والتحرر من الأنا الزائفة هو الاستعداد للموت ,هذا ليس مخيف بل هو تدريب ليجعلك تركز على حياتك الحاليه وتعيشها بكل حب واهتمام وتقطع صلتك بالمستقبل وهذا هومعنى قول الامام علي ع (اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا) أي ان تهتم بحياتك الأن ان تركز على حياتك وتفعل الأن كل ماينفع دنياك واخرتك وتتخلص من الرغبات والتسويف الذي يكبلك ويجعلك تهرب من حياتك وتامل انك ستفعل ماتريد في المستقبل وتحصل على ماتريد في المستقبل وانك غير مستعد الأن لفعل ماتريده حقا لان الزمن النفسي خدعك وجعلك تتامل وتاجل,
لايوجد شيء اسمه سأحصل على شيء بالمستقبل بل قل اني امتلك مااريده الأن انت تستطيع فعلا ان تقول للشيء كن فيكون كما وعدك ربك من خلال فهم هذا السر ,لانك عندما تدرك انك في الحقيقه غني وان لديك رصيد تستدعيه كلما اردت سوف تبقى مطمان ومرتاح دائما غير قلق على حياتك وستتجلى كل رغباتك بسهوله ,في حينها ياتي ما طلبته اليك من خلال الزمن المستقبل الذي هو عباره عن تسارع اللحظات التي ترسم خط الزمن وكانك تمتلك بستان من الاشجار انت تعلم انك تملكه لكنك الأن بعيد عنه ليس لا نه غير موجود بل لانك الأن تركب القطار وانت في طريقك اليه .المساله فقط في بعد المسافه بينك وبين البستان وطالما ركبت القطار وتوجهت نحو البستان سوف تصل اليه وهكذا طالما انت ركبت قطار الدعاء والاستدعاء ووجهت نيتك نحو الحصول على ماتريد فالمساله مساله الزمن النفسي الذي هو الطريق الفاصل بينك وبين ماهو موجود الأن , البستان موجود وكذلك رغباتك هي بستانك الذي زرعته باعتقادك وايمانك وغناك الداخلي ,فقط انتظر لحظة التجلي المناسبه لحظه الوصول وكن مطمان في رحلتك .طالما انت مؤمن انك تمتلك كل شيء تريده لحياتك فستناله حتما فاقطع اهتمامك بالمستقبل حتى لاتقلق على ماتريد بل كن مطمان بان كل ماتريده سيتجلى في اللحظه المناسبه التي صممها الله لتتناسب امع محطات حياتك المتنوعه..
رد مع اقتباس
