حلاقو بغداد و مهنة الطب في العهد العثماني
لا يخفى على اي انسان الواقع المتردي في كل الجوانب الحياة من صحة وامن و ثقافة و زراعة وصناعة في ايام حكم السلطنة العثمانية... وحقيقة هذا ليس في العراق فقط بل في جميع البلدان العربية , وحتى البعض من بلدان اوربا التي كانت ترزح تحت وطاة العقلية المتخلفة للسلاطين والولاة العثمانين الذين امتازوا بالعنجهية والقسوة وتسلط الحريم الغلمان في كل تفاصيل الحياة العامة ....!
وحقيقة ما اود ذكره في هذا الموضوع الجانب الصحي من مستشفيات واطباء و دواء والتي امتاز اغلبها في كونها دكاكين , كان للحلاقين الدور الاكبر و المميز سواء في بغداد او مدن البلاد الاخرى....
فمثلا ابن الحجامة كان مختصا بالحجامة بادوات بدائية مثل موس الحلاقة او السكين للبضع, ويستعمل فمه في امتصاص الدم وبصقه من جرح المحجوم وكان دكانه مزدحما بالناس قرب حمام الشورجه في بغداد درر العراق
احصريا
اما اليهودي ابن رحمين فهو حلاق منطقة الاغأ والشورجة, واختصاصه ختن الاطفال ويعينه اخوه وصانعه ساسون في تكتيف الطفل ووضع ( حلقومة) او قطعة حلوى لاستدراج الطفل , واقناعه دون استعمال ما يخفف الالم او نزف الدم , فقط احداث هرج ومرج حتى يبقى الطفل باهتا مغلوبا على امره, ومثال اخر محمود الوالي , وهو حلاق محلة العوينه المشهور, وكان واسع التخصص فهو ختان و حجام وجراح عام , واهم اختصاص لديه قلع الاسنان فيجلس الذي يشكو من وجع في احد اسنانه على كرسي خشبي , وغالبا من جريد النخل ويامر الاسطه محمود مساعديه بمسك اكتافة وراسه وحتى ربط يديه..!!! ويبدا الاسطة بربط السن بخيط من خيوط (الستلي) المبروح... وهنا يبدا زعيق المساعدين حتى يفسحوا المجال للأسطه ذي السواعد القوية بشد الخيط وسحبه يمنه ويسرة... وماهي الا ثوان ويصبح السن معلقا بطرف الخيط ليقتنع الموجوع بانتهاء ازمه معاناته , وقد امتلات الخرق الموضوعة تحت ذقنه بسيل من الدماء , وهو يعض على طرف ( يشماغه) حتى ينقطع الدم ... و توفى الاسطة محمود عام 1924 . اما الشيخ (شكر) فكان عميد المجبرجية سكنه منطقة عكد الاكراد توفي عام 1936 وهذا جانب يسير من وضع الطب في بغداد في العهد العثماني