- نعاس "
- نعاس "
التعديل الأخير تم بواسطة اٌنأقْهٌ رُجِلِ أسُمرً ; 23/September/2018 الساعة 1:04 am
مدونه جميله
هائل ومُخيف تفاوت درجات الوعي من شخص لآخر واختلاف أذواق الناس وتذوّقهم للأشياء.على مواقع التواصل الإجتماعي مثلاً: البعض يشاركون صوراً و أقولاً ورسومات وكتابات وأشياء أُخرى، يجدون فيها جمالاً، فنّاً، إبداعاً، تندّراً ماهراً حاذقاً أوسخرية ذكية متقنة، إلا أنها لا تُحرّض آخرين إلا على القرف، التقيّؤ، الرغبة بمغادرة العالم، بالموت لشدّة تفاهتها التي تثير في النفس شعوراً بالخزي والعار، لمجرّد الوجود وسط هذه الرداءة ورؤيتها والتعامل معها والإنتماء إليها بشكل أو بآخر.
يظهر الذكاء العالي أحياناً في أبسط الأفعال: كأن تلاحظ أن أحدهم لا يشاركك الحديث إلا خجلاً، فتتوقّف فوراً عن الكلام.
مزعج و ثقيل ذلك الإدراك الذي يظهر لك حقيقة أن الأشخاص الوحيدين الذين يفهمونك، ويشعرون بفداحة عذابك، وتشعر معهم بالأمان و تستطيع أن تحتمل وجودهم في حياتك، بل وترغب به وبشراسة، في مكانٍ آخر ولا يمكنك أن تصل إليهم. الأمر أشبه ما يكون بوجودك بمحاذاة نهر يشكّل بمجراه ضفّتين متناقضتين،أنت تقف على الضفّة الجافة الميتة و الأرض الخلاء الخاوية، بينما الحياة بكاملها على الضفّة الخضراء المقابلة، تستطيع أن تشاهدها من بعيد، ولكن ما من سبيل للوصول إليها، لأن القوارب غير متاحة و معدومة، وأنت بالأساس لا تجيد السباحة.
- اكره الشخص الذي يدعي النبوه من اصحاب العلاقات الغراميه وهو بالاساس لبوه لاتصلح لشي"
- راسي ك راس كافكا - وعقلي ك ديستوفسكي "
- قلبي لن تدخله الـا امراه وحده
الكتابة شيءٌ بالغ الروعة، وأنا أكتب بغزارة شديدة، أعرفُ ذلك! فليس لدي الكثير من الأصدقاء أو الإهتمامات و النشاطات التي تُفضي للتشتيت، ولذلك أبقى مُحافظاً على تركيزي في أغلب الأحيان، وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التركيز، أنه أورثني الكثير من العادات السيّئة و المُرهقة، كالتفكير الدائم، التخيّل المتواصل، الإنشغال الدؤوب بتحليل أتفه التفاصيل والحديث المُستمرّ مع نفسي، وعليّ في كلّ مرة يحدث فيها شيء من هذا القبيل أن أكتب ما يختلج في رأسي تفادياً للإنهيار العقلي، فأكتب كما لو أنّني أُفرغ وعاءً طفح بالأفكار والصور و الخيالات الصاخبة التي تسحقني بلا رحمة ولا تدع لي راحة، وفوق كل ذلك، لأن الكتابة هي الشيء الوحيد الذي يوفّر لي بعض الرضا و يساعدني على تحمّل الواقع، ولكن الكتابة أداة خدّاعة ومُرعبة أيضاً، فهي تحقّق للكاتب الكثير من السكينة و الهدوء، هذا صحيح ولا جدال فيه، إلا أن الإدمان عليها أكثر أنواع الإدمان خطراً، لأنها وقبل كل شيء، ستُجبر من يمارسها على الإنعزال و الوحدة، إضافةً للخوض الجريء في أعماقه وفي نفوس الآخرين، وإنّ الخوض بهذه الطريقة ليس كغيره، فهو لا يؤدي إلى الفهم الشامل، بل فقط إلى مزيد من الإرتباك و التعقيد و التوهان وخوف الكاتب من نفسه.. من عقله،وذلك يحدث فقط عندما يكون الكاتب جريئاً وكاسراً بكل معنى الكلمة، وبما فيه الكفاية للخوض بتلك الطريقة، وأظنّ أنه على الكاتب أن يكون كذلك فعلاً وأن لا يُراعي أحداً أبداً، في حال أراد تجنّب الإبتذال واجترار أفكار الرديئين من الكتّاب الجبناء الخاضعين للذوق العام الرديء.