لم ولن أجد علاقة أقوى من علاقة " أمي والكلور " ، هذه العلاقة التي لن تنتهي الا عندما يتم القضاء علي انا واخواني"
لا اجيد فعل شيء سوى الركض و الهرب..
انت لا تعلمين ماذا يعني ان اهرب من كل شيء الا منك منذ ان خطوت اول الخطوات صرت اركض و اهرب من اشياء لا وجود لها كبرت بسرعة كبيرة و بسبب هربي اصطدمت بي بعض السيارات لكن ذلك لم يكن سببا كافيا لان اتوقف مرة واحدة فقط فقدت وعيي فيها بحادث مرور و اذكر جيدا حين عاد لي وعيي و انا في المشفى هربت و مرة اخرى ذهبت مع والدي لاقلع سنا حينما وصلت هناك ورايت وجوه الدكاترة هربت مجددا و قلعت سني بيدي و ركضت من شدة الالم ايضا لم يكن ركضا و هربا عاديا كنت اقفز مثل قرد الى ان فهمت ان الالم لساعة افضل من ساعة وثانية اخرى حتى خلال هذه الساعة كنت اواصل الركض كنت بالركض انسى الالم انسى كل الاشياء و اهرب اكثر كبرت و صرت مراهقا و تعلم رفاقي ان يلاحقوني و يركضون ليصلوا الي كانوا يسبقوني في كل شيء الا الفشل و الركض
اتريدين ان تعرفي من ما كنت اهرب ايضا انني كنت اهرب من المنزل لاني طالب مدرسي و كنت حينما اصل هناك اهرب من المدرسة الى حديقة ما و هناك لم لكن استطيع الوقوف في مكان واحد فانا لست شجرة انني كنت اهرب من حياتي و العالم كنت اهرب من ان اكون كالاخرين و بسبب هربي و ركضي الدائم لم يبقى لي احد الى ان تعثرت بظل شخص و صار توامي نركض معا هو بقدم و انا بالاخرى الى ان قررنا التوقف وحيدين وحيدا معا كنا معا لكنه سبقني الى شيء اخر كان اسرع مني في الوصول الى الموت فقط حينما اتصلوا بي ليقولوا لي انه مات غلقت الهاتف و صرت اركض ركضت و تعثرت و وقعت ركضت و تعثرت ووقعت وقعت مئة مرة الف مرة احتضنني جميعهم لم يعد هناك داع لاواصل و الان اشعر ان حياتي صارت لا معنى لها. صرت الشجرة التي كنت اهرب من اكونها و الحجر لشاهدة الحفرة الاخيرة.
عرفت ماذا يعني " لا تذهب بدوني " .
اجل لم اعطيك اي وعد في تلك اللحظة بالبقاء لكنني قلت لك لن ارحل عنك مهما حدث لم افعل ذلك لاني اخاف من تحطيم قدسية الايمان بصدق الاخر اننا ان العالم لا يحتاج الى وعود ربما نحن بحاجة لشيء لكنني متاكد انها ليست الوعود مثلا انا احتاج اليك الان.
ثم تشعر بانك متعب من كل شيء ومن اللاشيء تود لو انه بامكانك ان تغمض عينيك فقط وينتهي كل هذا.....
وحين يحكم الحزن قبضته المكينة على قلبك ليسلبه كل مثقال شعور.. ان ترى العالم من وجهة نظر اللون الاسود القابع في كل علبة الوان.. ترى السماء سوداء وجوه البشر الليل والنهار .
ف تبدا مراسم السهر.. لتقيم حفلة في داخلك تلك الحفلة التي لا تود حضورها تهرب منها في الصباح وتعود اليها مرغما في الليل.. المدعوين القلق وزوجته السيدة توتر الندم وابنائه الخوف والياس وسوء الحظ والعجز ..جميعهم مرحب بهم يقيمون وليمة مفتخرة على شرفك يغرزون سكاكينهم الفضية فيك يرقصون ويسكرون ولا يلقون بالا لانينك المتواصل بل هم يتمايلون طربا على هذه الالحان الشجية .. وانت انت تكاد تجن فحسب وتنتظر الصباح بفارغ الصبر تغزل خيوط الفجر....
سلاما على من أجبرتنا الحياة للعيش من دونهم...وهم بانفسنا وارواحنا الف حياة...
تنتظر رسالة واحدة ولو كان كل مافيها عبارة عن كلمة مثلا مرحبا او ربما شتيمة لترد على الرسالة و انا ايضا تتعفن في مكانك مثل جثة وبعد بعض السجائر تقرر ان تستحم بماء بارد واقف تحت الماء البارد لا تشعر بشيء لانك هناك وليس هنا تسمع صوت اتصال من هاتفك تخرج مستعجلا لكنه ليس ما كنت تنتظره لا تجيب كما الكثير من الاتصالات و الرسائل التي لا تكترث بها لا لشيء فقط هناك شيء بداخلك يقول لك يجب ان تتحدث مع ذلك الشخص اولا انه اهم من اي شيء اخر تتمدد على سريرك تدخن و انت تستمع على اغنية او مقطوعة موسيقية كنت قد سمعتها في وقت ما مع ذلك الشخص الذي تنتظر منه رسالة ترتدي ملابسك و تخرج _لا تدري الى اين لانك لم تقرر الى اين اساسا تخرج لتضيع تمشي و انت تنظر الى الارض و يداك في جيبك تركل حجرا ما في طريقك تسمع صوت هاتفك مرة اخرئ تخرجه من جيبك بلهفة لكنه ليس ما كنت تنتظره تعيده الى جيبك و تكمل طريقك الذي لا تعرف اين نهايته بعد عدة دقائق صوت رسالة كحياة اعيدت الى ميت انه هو الرسالة منه تنظر الى شاشة هاتفك اللعنة انها من صديقك يقول لك فيها : قلقت عليك اتصلت عليك لم تجب علي منذ يومين فقررت ان اجيئك الى المنزل لكن احدا لم يفتح لي الباب اينك لا تجيب صديقة اخرى ترسل لك رسالة لا تجيب لا تجيب على احد اللعنة تضع هاتفك صامتا و تذهب لتشرب و تثمل في الحانة تنام هناك بعد بضع كؤوس مكورا راسك بين يديك على الطاولة تظل هكذا الى ان تشعر بيد تلمس كتفك لعدت مرات انه ساقي الحانة ليقول لك سيدي انه الصباح لم يبقى احد هنا و نحن نقوم بالتنظيف لنغلق بعد ذلك تخرج حاملا ثقلك و انت تشعر بدوار في راسك تاخذ سيارة اجرة تعطيه العنوان و تغلق عينيك وانت جالس في المقعد الاخير يوقظك صاحب السيارة وصلنا للمكان الذي تريد يا سيد تدخل بيتك _غرفتك تتمدد هكذا تشعل لفافة تبغ لتعود لنفسك ولو قليلا ترى كم الساعة الان تنظر لهاتفك تعيد راسك الى الخلف و انت تغمض عينيك لكم من المرات لتتاكد ان ما تراه حقيقة هناك اتصالان من الشخص الذي كنت تنتظره اللعنة اين كنت في ذلك الوقت لم اسمع صوت الاتصالين تتذكر انك كنت نائما في الحانة و في السيارة ايضا انتظر هناك رسالة تود ان تشرح ذلك لكنك تعرف انك تخرب كل شيء من سيء الى اسوء تغمض عينيك لتنام ولا تريد ان تستيقظ بعدها الحياة كابوس لا نهاية لها....
وهذا الكم الهائل من الادراك مُؤْذٍ ..مُؤْذٍ جدا يا الهي ..