TODAY - 10 August, 2010
قال لـ العالم إن ملف المخصصات المالية لكبار المسؤولين «محرج» وان هناك فيتو على تسلح العراق
طارق الهاشمي: المالكي خرق اتفاقنا في أسبوع حكومته الأول.. والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
طارق الهاشمي
بغداد – سرمد الطائي
استبعد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في حوار موسع مع "العالم" امس الاثنين، ان توافق القائمة العراقية التي ينتمي إليها، على تجديد ولاية رئيس الحكومة نوري المالكي، قائلا ان الاخير سبق وأن "نقض" الاتفاقات قبل مرور اسبوع واحد على تسلمه المنصب عام 2006، وأن ذلك يدفع الاطراف السياسية الى عدم المرور بالتجربة ذاتها "لأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين".
كما اعرب الهاشمي وهو زعيم حركة "تجديد" احد المكونات الرئيسة للقائمة العراقية، في مقابلة موسعة ستنشرها "العالم" كاملة يوم غد الاربعاء، عن قلق "شديد" حيال انسحاب القوات الاميركية الذي يبدو انه سيتم قبل امتلاك العراق تسليحا كافيا للصنوف القتالية، لكنه رفض ان يكون علاج الامر بتمديد اضافي لأمد بقاء الجيش الاميركي.
وردا على سؤال يتعلق بمحاولات بناء الثقة بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، قال الهاشمي ان الوصول الى تفاهم مضمون مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته "امر صعب" نظرا لما حصل في الاعوام الماضية من "تفرد في السلطة وتهميش للشركاء وعدم الاصغاء اليهم". وتابع ان هذا الاعتراض سبق وأن سمعه المالكي مرارا من الاعضاء الثلاثة في مجلس رئاسة الجمهورية، وقال انه كان دوما يتفق في الاعتراض على "تفرد المالكي" مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، والرئيس جلال طالباني.
وتعليقا على تصريحات طالباني الاخيرة بعدم وجود فيتو على عودة المالكي الى السلطة، قال الهاشمي ان الرئيس طالباني كان بين الاكثر تضررا من تفرد رئيس الحكومة بالقرارات المهمة "وقد وضعه المالكي في مواقف حرجة اكثر من مرة".
وأضاف "لا اعرف لماذا يقوم طالباني بدعم ولاية جديدة للمالكي، عليكم ان تسألوه هو عن ذلك".
ويعرب الهاشمي عن اعتقاده بأن الباب "لم توصد نهائيا" مع كتلة المالكي، لكن رئيس الحكومة المنتهية ولايتها "بدأ في نقض العهود معنا منذ الاسبوع الاول لتسلمه السلطة" عام 2006.
وقال ان المالكي افتتح قراراته "المتفردة" بإقالة ضباط في "مناصب مهمة وحساسة" من وزارة الدفاع، دون ان يتشاور مع اي من الشركاء السياسيين في هذه القضية الخطيرة ووسط تلك الاوضاع المتفجرة.
وقال الهاشمي في الوقت نفسه، ان على الجميع ان يدركوا ان الامور "كانت صعبة" على المالكي الذي واجه تحديات كبيرة خلال الاعوام الاربعة الماضية، لكن اصراره على "تجاهل الشركاء" ادى ايضا الى جعل الامور اصعب والى عرقلة الكثير من المشاريع التي كان يمكن ان تقلل حجم الخسائر الوطنية.
وبشأن العلاقة مع الائتلاف الوطني الذي يتكون بشكل اساسي من المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم وكتلة الاحرار بزعامة مقتدى الصدر، قال الهاشمي ان تاريخ العمل المشترك مع هذه الاطراف "يشجع" على بناء شراكة جديدة.
وتابع ان هناك "تفاهما عاليا" على سبيل المثال، مع القيادي في المجلس الاعلى عادل عبد المهدي، ومع الاطراف الاخرى يمكن ان يؤدي الى نتيجة مهمة.
ورغم ان الهاشمي "يسمع" ان دور إيران يتراجع هذه الايام، الا انه يؤكد ان تدخلها يعرقل التفاهم حتى مع الائتلاف الوطني.
ويقول "لولا الضغوط الايرانية لسارت الامور معهم بشكل افضل"، مشيرا الى استيائه من نتائج محادثات اجرتها القائمة العراقية في طهران في وقت سابق "لأن الايرانيين لم يتحدثوا بلغة الصديق، بل كانوا يريدون املاء المواقف وفرضها".
وفي ما يتصل بالانسحاب الاميركي النهائي الذي من المقرر ان يكتمل في آخر يوم من العام المقبل، قال الهاشمي انه وآخرين يشعرون "بقلق شديد" جراء عدم امتلاك العراق قوة جوية بشكل اساسي.
وردا على سؤال بشأن ما اذا كان انسحاب اميركا يعني ان العراق وللمرة الاولى في التاريخ الحديث سيكون "مكشوفا" وبلا غطاء جوي حيث لن تحلق المقاتلات الاميركية في سمائه بينما لا يمتلك العراق طائرات مقاتلة حتى الآن، قال الهاشمي ان "الوقت ضيق والتسليح بطيء، ولن يكون في سمائنا حينها سوى مروحيات مقاتلة لا تكفي طبعا لحماية المساحات الشاسعة" من الشمال الى الجنوب.
وتحدث الهاشمي عن وجود "فيتو" يعرقل عملية تسليح الجيش العراقي، وان هذا الفيتو "معقد" فبعضه داخلي وبعضه من الخارج، مبينا ان وزارة الدفاع العراقية لا تباشر بنفسها عملية التعاقد على الاسلحة الضرورية وإنما يجري ذلك حتى هذه اللحظة عبر لجنة اميركية خاصة.
لكن الهاشمي رفض ان يجري حل المأزق عبر تعديل الاتفاقية الامنية.
وقال "لست من الفريق الذي قد يفكر بطلب بقاء الجيش الاميركي فترة اطول" لأن هذا حل مؤقت ونحن بحاجة الى حلول جذرية، حسب وصفه.
وبشأن الامتيازات المالية لأكبر 10 موظفين في الدولة، رفض الهاشمي الكشف عن ارقام تفصيلية تتعلق بذلك، لكنه اتفق مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي حول تسلم ما يعادل مليون دولار شهريا كمنافع اجتماعية "يجري انفاقها في مساعدة المحتاجين" واعترف بأن ملف امتيازات الطبقة السياسية "خطير ومؤلم ويسبب سخط الشعب".
وحول السبب الذي يمنع كشف التفاصيل المالية الكاملة في هذا الاطار، قال الهاشمي "الموضوع له صلة بجملة التزامات ولياقات، انه محرج" لكنه اقر بضرورة ان يعالج مع الحكومة المقبلة كي تصبح كل المبالغ "شفافة ومكشوفة" امام الشعب، ووعد بأنه شخصيا يقوم "بتحضير مفاجأة" في هذا الاطار.
alalem