تعتبر المسلسلات والأفلام من الوسائل التي تنقل الأفكار إلى مشاهديها، وترتكز بعضها على تصوّر ومعالجة الأمراض النفسية الغريبة، من أهمها مرض تعدد الشخصيات؛ حيث ينتقل الممثل في المسلسل أو الفيلم من شخصيةٍ لأخرى بكل إتقانٍ ومهارة لمحاولة توضيح المرض بشكلٍ دقيق. تعريف مرض اضطراب تعدد الشخصيات اضطراب تعدد الشخصيات أو مرض انفصام الشخصية أو اضطراب الهوية الفصامي هو مرض نفسي؛ حيث يظهر المريض بعدة هويات وشخصياتٍ، وهو نوعٌ من أنواع مرض الفصام، ويظهر المريض بشخصيتين على الأقل، وتكون هذه الشخصيات منفصلةً تماماً عن بعضها البعض في الصفات حيث قد يظهر مرضٌ معين عند شخصيةٍ منها وتعاني شخصيةٌ أخرى من مرضٍ آخر، كما أنَّ كل شخصية تنقل الشخص إلى عالمٍ مختلف عن العالم الذي تعيشه الشخصية الأخرى، أي إنّه يفقد الإدراك بالوقت والوعي. يترافق غالباً مع هذا المرض فقدان للذاكرة بشكلٍ مؤقت أو لمدىً طويل، وكلّ شخصيةٍ لا تعلم عن الأخرى وعن ما تفعله، كما قد يصل الاختلاف بين الشخصيات إلى امتلاك كل شخصيةٍ لصوتٍ مُعينٍ وقوة نظرٍ وسمعٍ، بل قد تختلف في نسبة الذكاء، وقد تعمل كل شخصيةٍ بعملٍ معيّنٍ مختلف تماماً عن عمل الشخصية الأخرى فقد يكون سمكري وفي الشخصية الأخرى كاتباً. تظهر الإصابة بالمرض غالباً في عمر 4-6 سنواتٍ؛ حيث يبدأ اختلاط الطفل بغيره من الأطفال، وتميل شخصيته إلى الانعزالية والانطواء عن الناس والاكتئاب، وتظهر نسبة الإصابة بين الإناث أكثر من الذكور نتيجة عاطفتها القويّة التي تتأثر بشكلٍ أكبر بالنواحي النفسية وقد تظهر المرأة بـ 16 شخصيةً بينما تظهر للرجل 7 شخصيات. سبب الإصابة يكمن سَبب الإصابة بالمرض إلى تعرّض الشخص لصدماتٍ قويةٍ في مرحلة الطفولة، وإن لم يتم علاج هذه الصدمات فينتج عنها اضطراب الهوية لاحقاً؛ حيث يقع تحت تأثير صراعاتٍ داخليةٍ لا يتحمّل صاحبها ألمها، فتتحوّل كلّ من هذه الصراعات إلى شخصيةٍ منفصلةٍ. طريقة العلاج يحتاج مرض اضطراب تعدد الشخصيات إلى دقةٍ في التشخيص؛ لأنّ أعراضه قد تشترك مع بعض الأمراض النفسية الأخرى، وعندما يتم التأكد من الإصابة بالمرض: يلجأ الطبييب النفسي غالباً إلى تنويم المصاب مغناطيسياً للوصول إلى أعماق الشخص ومحاولة إقناعه بالتخلّص من هذه الشخصيات ومحاولة التركيز على الشخصية الرئيسية وتقويتها لتستطيع التغلّب على بقية الشخصيات من خلال تفريغ الكبت والمشاعر المكبوتة. يمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المضادة للخوف للسيطرة على الشخص المصاب لأنه قد يتعرّض لنوباتٍ من الخوف أو الاكتئاب.