بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
كان من ضمن الآيات العظيمة التي امتدحت فاطمة عليها السلام وعظّمت من قدرها ومنزلتها، آيات سورة الإنسان.
حيث تميّزت عليها السلام بخصلة الإيثار والتضحي ةمع أهل بيتها عليهم السلام بشكل أصبحوا معه مضرباً للأمثال في الأمم اللاحقة،فصاغها القرآن الكريم في صورة فنّية جميلة لا تفنى، فقال:
{. إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿5﴾عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴿6﴾ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ﴿7﴾ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴿8﴾ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا ﴿9﴾ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴿10﴾ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ﴿11﴾ وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ﴿12.}.
والملاحظ في هذه الآيات التي امتدحت الزهراءعليها السلام وأهل بيتها عليهم السلام ما قاله بعض العلماء المفسرين ومنهم المفسرالمشهور الألوسي، قال:
«إن كثيراً من النعم الحسية قد ذكرت في السورة إلا الحور العين التي غالباً ما يذكرها القرآن في نعم الجنان، وهذا إنما هولنزول السورة بحق فاطمة وبعلها وبنيها عليهم السلام وإن الله لم يأت بذكر الحورالعين إجلالاً واحتراماً لسيدة نساء العالمين»