فلا تخافوهم وَخَافُونِ...!
• من الطبيعي أن يخاف الإنسان مما يؤذيه ، من الأعداء أو الفقر أو الاضطهاد، أو الفشل أو تراجع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي..! • لكن أهل الإيمان، وبسبب تمتعهم بصفات..
• من الطبيعي أن يخاف الإنسان مما يؤذيه ، من الأعداء أو الفقر أو الاضطهاد، أو الفشل أو تراجع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي..!
• لكن أهل الإيمان، وبسبب تمتعهم بصفات دينية، وتمتعهم بخصال منهجية حماهم الله من فعائل الآخرين من الأمم المنحرفة والطرائق الضالة..!
• لأن جوهر الإيمان يأ بى ذلك كله، ويضمن تكاملا نفسيا وروحيا للمرء، يحول دون الوقوع في مستنقعات البلايا والتصورات الخاطئة .
• والسبب أنكم متلبسون بالإيمان، وموقنون بقدرة الله، ومتوكلون عليه، ومستشعرون نصرته وتأييده..!( إن كُنتُم مؤمنين ) سورة آل عمران .
• والخوف حالة شعورية داخلية ، تدفع بالرهبة تجاه أمرٍ ما نواجهه، وقد يكون هذا الشعور واقعاً وحقيقيّاً، أو توهمات وخيالات خرافية..!
• ومع ذلك تفعل فعلها في كل إنسان لا يستعد بمقدماتها، أو يتحصن بالحُصُن اللازمة لذلك..!
• وفي المعارك يحصل تخاوف من الجهتين، فالمسلمون يخشون الأعداء أحيانا لقوتهم وعددهم، والكفار يخشونهم لبأسهم وصبرهم العتيد .
• ولابد من اللقاء الحتمي، وتعمل الدعايات الإعلامية عملها في التخويف والإرجاف،،،.!
• ولما حصل ذاك في غزوة حمراء الأسد بعد ( أحد ) وانتشرت الدعاية المرجفة، صبّرهم رسول الله وقد خرجوا في جراحاتهم الحديثة، وقال الله ( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وَخَافُون ان كُنتُم مؤمنين ) سورة آل عمران .
• قال السلف : إن الشيطان يعظم أولياءه في صدوركم فتخافونه، فيغركم بقوتهم أو عددهم أو عدتهم، وهم ليسوا كذلك .
• فقوتهم ليست بشيء عند إيمانكم، وعددهم هش بالنسبة لصدقكم، وعدتهم هزيلة لحزمكم وصبركم ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ). سورة آل عمران .
• ولذلك كان الخوف مذموما لأهل الإيمان، متنافيا مع ما يعتقدونه من نصرة ويقين وتمكين ولا يليق إلا بالنفوس الخاوية والمتعلقة بزهرات الحياة الدنيا ..!
• ولا زال الأعادي يجمعون لهذه الأمة ولإسلامهم ، وزلزلة عقيدتهم، لعلمهم أنها نبض الشجاعة، وآية التحدي والإصرار،،! ولا زال الله يعصمنا منهم ويرد كيدهم في نحورهم،،،!
• وليعلم أن الإيمان مصدر قوة ونافذة صبر وإقدام، يغذي الشجاعة القلبية، ويزيد من الحصن الخارجي والدرع الملبوس للحماية والصيانة.
• وقد كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس ، وأثبتهم قلبا إبان الفتن وشدائد الحروب، متوكلا على ربه، وينثر إيمانا مزلزلا للخصوم..!
• وصحت استعاذته من الجبن وهو في معنى الخوف والانقباض الحائل من كل خير وحرص ومواجهة،،! ويذهب عزيمة ويشتت تماسكا .
• ودائما التعلق بالله مما يورث الثبات وبلوغ الشجاعة المانعة من الانزلاق في وادي الجبن والهلع المتزايد قال في الحديث ( شر ما في الرجل : شُحٌ هالع، وجبن خالع ).
• قال العلامة ابن القيم رحمه الله : ( فإنَّ الشحَّ و الجبن أردى صفتين في العبد، ولا سيما إذا كان شحُّه هالعًا، أي ملقٍ له في الهلع، وجبنه خالعًا أي: قد خلع قلبَه من مكانه، فلا سماحة، ولا شجاعة، ولا نفع بماله، ولا ببدنه، كما يقال: لا طعنة ولا جفنة، ولا يطرد ولا يشرد، بل قد قمعه وصغّره وحقره ودساه الشح والخوف والطمع والفزع ).
• وفي الآية من التثبيت والعون وحسن اليقين الدافع للعمل، ما لايخفى على كل واعٍ متأمل (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) سورة ق .
• والمسلم أحوج ما يكون إلى هذه المعاني، لا سيما وقت المحن والأزمات، فتأتي مثل هذه الآيات لتثبت الفؤاد وتطبّب الجرح، وتجبر الكسر..!
• وشرط الشجاعة والثبات هو التشبث الإيماني بالواحد الأحد ، واعتقاد أن لا قوة في الكون تضاهي قوته، أو تنازعه ملكه سبحانه وتعالى(أن القوة لله جميعا ) سورة البقرة .
• اللهم املأ قلوبنا إيمانا ويقينا، يبلغنا رضاك، وحسن العمل لدينك، إنك جواد كريم...!