من أهل الدار
تاريخ التسجيل: November-2017
الدولة: بغداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,985 المواضيع: 1,282
صوتيات:
0
سوالف عراقية:
3
أكلتي المفضلة: السمك
آخر نشاط: 13/October/2019
الاتصال:
من روائع الحكم قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( إنَّ الوصولَ إلى الله عزَّ وجلّ
إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع
من روائع الحكم قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام ( إنَّ الوصولَ إلى الله عزَّ وجلَّ سَفَرٌ ، لا يُدْرَكُ إلاَّ بامتطاءِ الَّليل ) .
فقد شبَّه المسير إلى الله تعالى لبلوغ رضوانه بالسَّفر ، ولكنَّه سفرٌ نقطعه بخطى الأيَّام لا بخطى الأقدام ، زاده التَّقوى وراحلته العمل الصَّالح .
واستعار ( الامتطاء ) لقيام الَّليل استعارةً تصريحيَّة ، وهي قرينةٌ على جعل ( الَّليل ) مطيَّةً على نحو الاستعارة المكنيَّة لأنَّ ما بلَّغك غايتك المنشودة وبُغْيَتك المقصودة فهو مطيَّةٌ ، ونِعْمَ مطيَّة الأسفار التَّهجُّد في الأسحار قال الله تبارك وتعالى { إنَّ نَاشِئَةَ الَّليْلِ هِيَ أشَدُّ وَطْأً وَأقْوَمُ قِيْلاً } وما بلغ الأوَّلون مراتب الزُّلْفَى إلاَّ بامتطائه { كَانُوْا قَلِيْلاً مِنَ الَّليْلِ مَا يَهْجَعُوْنَ وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُوْنَ } .
فإن قلت : إنَّ قيام الَّليل نافلةٌ وليس من الفرائض الواجبة ، وقد يُدرِك المرء رضوان الله تعالى بمجرَّد عمل الواجبات وترك المحرَّمات وإن لم يقم الَّليل ويفعل غيره من المستحبَّات .
قلت : إنَّ هذا الفرض بعيدٌ جدَّاً ، لأنَّ واجباتنا لا تخلو من خللٍ وقصور في الجملة مهما حرصنا على أدائها على أكمل وجه ، والذي يتمِّمها ويجبر نقصها حينئذٍ هو فعل المستحبات .
ثمَّ إنَّ الإمام ـ عليه السلام ـ لا يريد في هذه المقولة إدراك منزلة الآمنين من أصحاب اليمين التي هي المرتبة الدُّنيا من الرضوان ، بل يريد إدراك المرتبة العُليا التي هي منزلة المقرَّبين وهي مرتبةٌ لا ينالها إلاَّ من التحق بقافلة الَّليل فإنَّ مطاياها أسرع المطايا وأهلها هم السَّابقون .
قال الله عزَّ وجلَّ { وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ، فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ، وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ، وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ } .