التضحية من أجل القطيع
في حال اقترب حيوان مفترس من قطيع من الغزلان سنجد أن بعض الغرلان يبدأ بالقفز في مكانه.
اعتقد علماء عالم الحيوان في البداية أن هذا التصرف يهدف لتشتيت انتباه الحيوان المفترس و تهيئة ظروف مناسبة لكي يهرب القطيع سالماً دون سقوط أحد قي قبضة الحيوان المفترس.
لكن نظرية التطور تقتضي أن هدف جميع الأحياء هو الوصول لمرحلة التكاثر و متابعة النسل بشكل ناجح.
هذا يتناقض مع ملاحظتنا في الطبيعة بما يتعلق بالغزلان على سبيل المثال. حيث يعرّض الغزال نفسه للخطر من أجل القطيع و يقلل من حظوظه بنشر جيناته إلى الجيل القادم.
الغزال الذي عنده الجينات التي تجعله يضحي بنفسه من أجل القطيع تعمل بعكس الهدف الأساسي (التكاثر) و هذا يعني انقراض الغزلان التي تحمل هذه الجينات فما سبب بقاء هذه الظاهرة؟ لماذا لم ينقرض الغزال المبرمج على القفز؟
الجواب:
قفزة الغزال لا تهدف إلى تشتيت انتباه الحيوان المفترس و إنما على العكس تماماً….
هذه القفزات تهدف إلى الإعلان أن الغزال في صحة جيدة ومن غير المجدي مطاردته لأنه سريع و فرصة نجاح المطاردة قليلة مقارنةً مع الغزلان التي ليست بصحة جيدة و ليس لديها القدرة على القفز.
هذه القفزات هي نوع من الردع بين الطريدة و الحيوان المفترس و هي في منتهى الأنانية لأنها تساعد الحيوان المفترس على تحديد الغزال الأضعف في القطيع.
في عالم الحيوان لا وجود لمفهوم التضحية من أجل القطيع. إلا تحت تأثير الشعور الديني أو الوطني
اسثناء التضحية من أجل الأولاد أو العائلة kinship psychology