عصف فياريال بآمال ريال مدريد في العودة لسكة الانتصارات بعدما عمق جراحه بالفوز عليه بهدف دون رد على ملعب سانتياجو برنابيو في مباراة قدم فيها لاعبو الغواصات الصفراء أداء أكثر من رائع، في ظل مستوى أصبح غير مفهوم من كتيبة زين الدين زيدان.
دخل زيدان مباراة اليوم بطريقة 4-3-1-2 بالاعتماد على الرباعي كارفاخال وناتشو وفاران وماسيلو في الخط الخلفي، والثلاثي التقليدي في الوسط كاسيميرو ومودريتش وكروس، وفي الأمام مثلث مقلوب مكون من إيسكو وبيل ورونالدو، كما اعتمد المدرب كاييخا على نفس الطريقة بالدفع بباكا ورابا ومن خلفهما فورنالس في الخط الأمامي.
تحسن لكن بدون نتيجة
ظهر ريال مدريد اليوم بشكل أفضل من مبارياته السابقة سواء أمام سيتا فيجو أو نومانسيا، واستطاع الوصول لمرمى فياريال بعدد هائل من الفرص خاصة في الشوط الأول الذي شهد تألق الحارس أسينخو حيث تصدى لجميع محاولات رونالدو وبيل وكروس.
ولكن الخلل الذي لم يجد زيدان له حلاً حتى الآن يكمن في أداء وسط الملعب الدفاعي والضغط على الخصم، خاصة في ظل صعود كارفاخال ومارسيلو على الطرفين، حيث كانت أدوار ثلاثي الوسط تأمين المساحات من خلفهما وهو ما غاب تمامًا أمام فياريال.
بات البرازيلي مارسيلو أحد نقاط الضعف التي يعاني منها الفريق الملكي هذا الموسم عكس الموسم الماضي تمامًا، حيث فقد هويته الهجومية بشكل كبير بالإضافة للغياب في المساندة الدفاعية، فأصبحت الجبهة اليسرى ملكًا لفياريال في الناحية الهجومية.
قراءة سيئة
في ظل التنظيم الممتاز لفياريال في الوسط والدفاع وغلق مساحات طرفي الملعب على ريال مدريد، لم يجد زيدان سوى القيام بالتغييرين المعتادين بدخول أسينسيو وفاسكيز بدلاً من بيل وايسكو، ولكن قرار زيدان بإشراك أسينسيو على الجانب الأيسر بدلاً من الاستفادة بخطورته في العمق لم يخلق الكثير من الحلول لهجوم الفريق الملكي.
أصبحت دكة البدلاء لا تسعف المدرب الفرنسي بشكل كبير هذا الموسم بعدما كانت أحد مراكز القوة في السابق، فقد كان الفريق الملكي بحاجة لمهاجم صريح آخر بجانب رونالدو الذي ابتعد كثيرًا عن منطقة الجزاء بسبب الرقابة المفروضة عليه بعد أن بقى وحيدًا فيها بخروج بيل.
شبح كرستيانو رونالدو
أضاع كريستيانو رونالدو على فريقه الخروج متقدمًا بثلاثة أهداف بعدما أهدر وابلا من الفرص المتلاحقة بسبب سوء التركيز وعدم تقدير المسافة بينه وبين المرمى مما أدى لتقديم صورة شديدة السوء عن اللاعب الأفضل في العالم آخر عامين.
لم تأت تحركات الدون في المباراة كما ينبغي حيث تمادى في الهروب من الرقابة والابتعاد عن منطقة الجزاء كما ظهر سلبيًا للغاية في التعامل مع الكرات التي أتيحت له.
أداء مثالي
قدم الفريق الأصفر مباراة أكثر من رائعة تفوق فيها المدرب خافيير كاييخا بشكل كبير بعدما تعامل مع المباراة بذكاء شديد واستطاع توقع أداء ريال مدريد الذي ساد فيه النزعة الهجومية، ليتمكن من غلق المساحات في الثلث الدفاعي بفضل الثلاثي الرائع تريجيروس ورودريجو وكاستييخو الأشبه بخلية النحل في وسط الملعب، بالإضافة لخط الدفاع بقيادة المخضرم بونيرا.
اعتادت الغواصات تقديم مباريات قوية أمام الفرق الكبيرة ولكن دائمًا ما كانت الدقائق الأخيرة تمثل النقطة الفارقة في مسيرة المباراة، حيث سبق وأدى مباراة رائعة أمام برشلونة على ملعب لا سيراميكا ولكن الفريق الكتالوني أنهى اللقاء لصالحه في آخر ربع ساعة، وتكرر الأمر أيضًا أمام إشبيلية.
أثبت الشاب بابلو فورنالس قدرته على قياده فريقه في المباريات الصعبة بعدما ساهم بهدفه في الحصول على الثلاثة نقاط امام ريال مدريد بعد أن سبق وحسم الثلاث نقاط في لقاء سيلتا فيجو.