الدعاء الدعاء هو مناجاة العبد لربه في أي وقت سواءً بعد الصلوات أو في الثلث الأخير من الليل أو في أي وقت يريده المسلم، والمسلم الحق هو المسلم الذي يناجي ربّه في جميع الظروف فلا يقتصر في دعاءه على أيام العسر والمحن، فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، والدعاء هو عبادة عظيمة يحصل فاعلها على الأجر والثواب كغيرها من العبادات، ولكن للدعاء شروط يجب الالتزام بهل لتحقيق المراد حيث إنّ الدعاء يرد القضاء، فيجب على المسلم التزام أوامر الله عزّ وجلّ والبعد عن المعاصي، وحسن الظن بالله عز ّوجلّ والتيقّن من الإجابة، والإلحاح في الدعاء، وتحرّي أوقات استجابة الدعاء، رغم أنّ الدعاء لا يقتصر على وقت أو زمن، ويستطيع العبد أن يدعو ربه باللغة التي يريدها ويطلب منه ما يشاء ويتذلل ويخشع ليستجب الله له الدعاء. إنّ كل دعاء يدعو به المسلم ربه يحفظ عند الله تعالى فلا يضيع منه شيء، فالدعاء إمّا أن يستجاب فيعطى السائل حاجته من الله تعالى، وإمّا أن يكف الله بهذه الدعوة شراً أو مصيبة عن السائل، وإمّا أن يدخّر الله سبحانه وتعالى الحاجة لسائلها إلى يوم القيامة، وهذه الأمور الثلاث جميعها خيراً للمسلم فالله يختار منها مافيه خير للسائل، فالله عزّ وجلّ أرحم من العبد بنفسه ويعلم ما هو خير له وماهو شر له ونحن ندعو بما نريد وما نحب دون أن نعلم أي هذه الدعوات خير لنا، لكن الله سبحانه وتعالى يعلم الخير فيختار لنا الأفضل. آداب الدعاء تتلخّص آداب الدعاء أن يتوضأ المسلم ويستقبل القبلة ويناجي ربه بصوت منخفض ويرفع يديه، ولايرفع صوته بالدعاء، ولا يختار الكلمات والقوافي فالأفضل أن يدعو العبد ربه بلغته الخاصة، ويخشع في دعائه ويلح في الدعاء، ويتوسل إلى الله ويتضرّع إليه، وإن كانت إمرأة فالأفضل أن تدعو ربها وهي ترتدي لباساً محتشماً وتغطي شعرها بالحجاب، غير أن هذه الآداب ليست فرضاً ولكنها مهمة في استجابة الدعاء. أهمية الدعاء في حياة المسلم يعتبر عبادة عظيمة يحصل المسلم من أدائها على الأجر والثواب. يقرّب العبد من ربه ويفتح الأبواب المغلقة، ويحقق للعبد ما يتمنى. يردّ المصائب والشر الذي من الممكن أن يحل بالميلم، فالدعاء يرد القضاء. يرفع غضب الله عزّ وجلّ، فالله سبحانه وتعالى يحب أن يسمع صوت عبده وهو يناجيه. يحمي المسلم من التكبر، حيث أن الله سبحانه وتعالى نهانى عن هذا الخلق السيء. يفرّج الهم، ويشرح الصدر، ويزيل الغم. يعتبرمن أهم خطوات التوكل على الله عز وجل، حيث ، أن المسلم حين يدعو ربه يكون متوكلاً عليه. يجب علينا جميعاً أن نؤدّي هذه العبادة العظيمة، التي تعود علينا بالخير والمنفعة، وتفتح لنا أبواب الخير وتقربنا من الله جل جلاله، فهي تحررنا من العجز، والبخل في الدعاء ليس في مصلحة المسلم، لأن خير الدعاء لا يقتصر على زوال هموم الدنيا فحسب، وإنما له منزلة كبيرة في الأخرة.