مهارات القيادة
تعتبر القيادة الراشدة أساس وركيزة تطور الدول والمجتمعات وكذا المؤسسات بمختلف أنواعها ولتتحقق هذه القيادة لا بد من توفر عدة عوامل ومهارات في القائد أو القيادات، فمنها ما هو فطري ويطور بواسطة التمرس والوقت والتدريب ومنها ما هو مكتسب ومن نفس العوامل تقريباً.
أما إن تحدثنا عن أهم مميزات القائد الناجح وأبرز المهارات التي تنجح العملية فيمكن القول أن الحكمة والعلم والدهاء من أهم العوامل الميسرة للنجاح ذلك أنها تميز القائد عن غيره ببعد نظر وقوة قراءة للمعطيات مما يسهل عليه حسن اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لإحاطة مؤسسته بأشخاص ذوي ثقة وكفاءة عالية، هذا دون أن نغفل آلية ثانية ألا وهي الاتصال، فمن شان مرونة الاتصال بين القائد ومختلف الأفراد أن تسهل وتيسر سيرورة المؤسسة، فمن المهم جداً كسر بعض الحواجز النفسية والاجتماعية ويكون ذلك سواء بين العمال وقائدهم أو حتى فيما بينهم.
وكلما كان القائد أو المسير ذوي خبرة وتجارب كبيرة وكثيرة في الحياة وعلى اختلاف وتنوع الصعوبات والعراقيل في الحياة وكلما كانت أفراحه كثيرة وأحزانه كذلك وكلما كانت جولاته أو كان إنساناً مسافراً كلما كان أكثر نضجاً ورصانة مما سوف ينعكس حتماً على طريقة تسييره وقيادته لمؤسسته خصوصاً إذا ما توفرت فيه عوامل الوعي والعلم والتفكير الاستراتيجي وحب العمل كما أسلفنا الذكر، وكلها أمور من شأنها أن تسهل من عمليات اتخاذه للقرارات المناسبة وفي أوقاتها الملائمة إضافة إلى هبة أو مهارة أخرى وهي في الحقيقة قليلة بمعنى لا توجد أو لا تتوفر عند الكثير من الناس ألا وهي القدرة أو سرعة تحليل وقراءة الشخصيات وطرق تفكيرهم وأهم استراتيجياتهم وأهدافهم ذلك أنها مساعدة وبشكل كبير للمسير أو القائد مما يجعله جد مرن في تفهم مشكلات باقي الأفراد وحل مشاكلهم بل وحتى توقع واحتمال وقوعها ولذا نجده -أي القائد- غالباً ما يكون تفادى العديد منها أو محضر لبدائل وخطط في حالة وقوع إحداها ذكاء القائد.
قد يتعدى ذلك إلى محاولة إشعار الآخرين أو العمال بأنه جزء لا يتجزأ منهم عن طريق عدة عمليات وسلوكيات نفسية واجتماعية وتواضع معهم مع الحفاظ على هيبته الأزمة طبعاً ولابد أن يقول للمحسن أحسنت وللمسيء أخطأت بالطرق الصائبة والوقت والمكان المناسبين، وغالباً ما يخلق أجواءً حماسية وحركية تؤدي إلى إنتاج عال إضافة إلى أن شخصيته تمكنه من فتح علاقات جد إيجابية مع أشخاص أو مؤسسات أخرى تعود بالفائدة على مشروعه، ومن أهم ميزات القائد أو المسير الناجح أيضاً هو حبه المستمر للتعلم والتطلع دوما.
يشار إلى أن كل ما ذكرناه من طرق ومهارات كانت متوفر في جل الرسل والأنبياء تقريباً، ولعل رسولنا الكريم محمد الأمين وقائدنا العظيم عليه أفضل الصلاة والتسليم كان أكبر مثال على رشادة ونضح الحكم، فقد كان يستعمل اللين والرفق في موضعه والسيف والشدة في موضعيهما إضافة إلى مختلف مهارات الادارة والتسيير ويتضح ذلك في استعماله للسرية في وقتها ومكانها والجهر بالوقوف ضد الظلم في وقته ومكانه المناسب سنة الله وحكمته ولن نجد لها لا تبديل ولا تحويل ولذا وجب على المسلم أن لا يحزن وأن لا يستسلم أبدا فغالباً ما يكون الابتلاء بداية أو محطة رئيسية وشبه ضرورية لتمكين الله لعبده في أرضه - سبحانه وتعالى -.
المصدر عيون نت