النتائج 1 إلى 1 من 1
الموضوع:

من روائع الاستعارات قول أمير المؤمنين عليه السَّلام ( من استبدَّ برأيهِ هلَك ، ومن شا

الزوار من محركات البحث: 748 المشاهدات : 2607 الردود: 0
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: November-2017
    الدولة: بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 2,985 المواضيع: 1,282
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 1031
    أكلتي المفضلة: السمك
    آخر نشاط: 13/October/2019
    الاتصال: إرسال رسالة عبر AIM إلى ديار ديار
    مقالات المدونة: 13

    من روائع الاستعارات قول أمير المؤمنين عليه السَّلام ( من استبدَّ برأيهِ هلَك ، ومن شا إضغط على مفتاح Ctrl+S لحفظ الصفحة على حاسوبك أو شاهد هذا الموضوع

    • من روائع الاستعارات قول أمير المؤمنين عليه السَّلام ( من استبدَّ برأيهِ هلَك ، ومن شاورَ الرِّجالَ شاركَها في عقولِها ) .

    من المعلوم أنَّه ليس بإمكان أحدٍ أن يستعير عقل غيره ليفكِّر به ، ولكنَّ أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ أوضح في هذه الحكمة الحكيمة أنَّه بالإمكان أن تُصَاب النَّتيجة المرجوَّة من ذلك بمشورة العقلاء من أهل النُّصح .

    فإنَّ من استشار عاقلاً من أهل النَّصيحة فكأنَّما استعار عقله ليفكِّر به ، فيفكِّر بعقلين بدل عقلٍ واحد ، ومن استشار اثنين فكأنَّما استعار عقلين لتصبح عنده ثلاثة عقول يفكِّر بها وهكذا .

    ولا ريب أنَّ العقل الواحد أقرب للوقوع في الخطأ من العقلين ، وكلَّما كانت العقول أكثر واتَّفقت على نتيجةٍ واحدة كان احتمال خطئها أقلَّ واحتمال صوابها أكبر ، وهكذا حتَّى يزول احتمال الخطأ ويحصل الاطمئنان النَّفسي أو الإيقان العقلي بصدق النَّتيجة التي توصَّلت إليها تلك العقول وغالباً ما تكون مطابقةً للواقع .

    ووجه الرَّوعة في كلامه ـ عليه السَّلام ـ أنَّه لم يجعل المشورة مشاركةً في الآراء ، فلم يقل ( شاركها في آرائها ) بل قال ( شاركها في عقولها ) .

    إشارةً منه ـ ما أروعها ـ على إمكان إنشاء عقلٍ واحد جمعي أو مجتمعي تفكِّر به الأمَّة في مصالحها العامَّة عوض العقل الفردي لأهل الزَّعامة الذين يتحكَّمون بمصائر شعوبهم ويفكِّرون نيابةً عنهم وغالباً ما يوردونهم المهالك .

    قد تكون المشورة في الشُّؤون الشَّخصيَّة للفرد مستحبَّةً شرعاً كما جاء في الأخبار عن الرسول وأهل بيته الأطهار عليهم السَّلام ، فروي أنَّه ( قيل : يا رسولَ اللهِ ما الحَزْمُ ؟ قال : مشاورةُ ذوي الرَّأيِ واتِّباعُهُم ) وقال الإمام الصَّادق عليه السَّلام ( لا مُظَاهَرَة أوْثَقُ مِنَ المُشَاوَرَة ) .

    ولكن المشورة في الشُّؤون المجتمعيَّة العامَّة ضرورةٌ عقليَّة وواجبةٌ شرعاً كما قال الله تعالى { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } ولكن للأسف هذه النَّظريَّة لم تطبَّق إسلاميَّاً بعد عصر الرِّسالة .

    .
    ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
    [الشيخ أبو الحسن علي المحمدي]


تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال