العائلة المالكة العراقية
كانت العائله المالكه في العراق من ابسط العوائل خلقا وعيشا واندماجا بالمجتمع العراقي ولكن ذلك لم يكن يمنع ان
تكون هناك حدود بين عامة الناس والعائله المالكه تتطلبها الضرورات السياسيه ومتطلبات الحكم ولذلك لم يكن يفكر احد
من عامة الناس مثلا بالزواج من اميرات القصر الملكي الا اذا كان من الذوات او من ابناء الامراء او كبار شيوخ
العشائر او التجار او المتنفذين ,,
هذه قصة حب ترعرعت ونمت في القصر الملكي بين شاب واحدى الاميرات وهي شقيقة
المرحوم الملك غازي ملك العراق وتتلخص القصه بما يلي :
كان الاسطه محمود الخياط من اشهر الخياطين في بغداد وكان يخيط الملابس على الطريقه العثمانيه من جاكيت طويل
وزبون وصايه او نصف جبه او قميص بدون ياقه والى اخره....
حتى دخول الانگليز بغداد ودخل معهم السروال الذي بدأ بخياطته الاسطه محمود الخياط وكانت عائلة الاسطه
محمود من اشهر الخياطيين وتوارثوا المهنه اب عن جد وكانت زوجة الاسطه محمود (بدريه ) وبناته ( صبيحه
ومديحه ) خياطات ماهرات وقد دخلن الى القصر الملكي لخياطة الملابس للاسره المالكه وهن الاميرات (رفيعه وعزه
وراجحه ) وكان يدخل معهم اخو الخياطات وابن الاسطه محمود ( جبر ) وكان جبر هذا في سن مبكره وظل الحال حتى
دخل جبر الثانويه المركزيه في (حي البقجه \ الميدان ) ووصل الى الصف الرابع الثانوي وكان هناك تبادل للموده بينه
وبين الاميره راجحه وكانت وسيطته بينهما اخته (مديحه ) التي ترددت في بادىء الامر لكنها وافقت بعد ذلك ,,
كان جبر جميل الخلقه رياضي طويل يجيد المصارعه والزورخانه وكان قد تمكن من كسب ود فراش المدرسه (عمران )
بمبلغ 20 فلسا لكي يبقيه في المدرسه مساءا حتى يتمكن من لقاء الاميره من خلف الشبابيك التي تطل على القصر
الملكي الذي كان على نهر دجله ( نادي الضباط القديم ) وتوطدت العلاقه بينهم وبعد ان انهى دراسته في المدرسه
الثانويه تم تعينيه مدرس رياضه ورسم ونسب لتدريس الاميرات ولكن لم ترق له هذه المهنه وقدم طلبا للانتماء الى
الكليه العسكريه (قسم الطيران ) وتخرج بعد سنتين برتبة ملازم طيار...
وشاءت الظروف ان يكونالعقيد محمد علي جواد قائد القوه الجويه وهو ابن الفضل وجار الاسطه محمود وقد
تمت مفاتحته بهذا الخصوص ووافق على التوسط وقد صادف حصول اول انقلاب عسكري في العراق بقيادة الفريق بكر
صدقي الذي فاتحه العقيد محمد علي جواد بالموضوع فوافق الفريق بكر وطلب مقابلة الملازم عبد الجبار واستفسر منه
حول الخطبه والموضوع واقتنع بالموضوع وقرر مفاتحة الملك بالموضوع ,,,
توجه الفريق بكر صدقي والعقيد محمد علي جواد الى القصر الملكي وطلبا يد شقيقته ( راجحه ) للملازم عبد الجبار
ولم يكن بالامكان رد الطلب وخاصة وان اخته الاميره (عزه ) كانت قد تسببت بفضيحه بالهروب مع سائق العائله الى
خارج العراق وهكذا وافق الملك غازي على الزواج بالرغم من اتساع الهوه بين العائلتين وتسبب بنوع من القطيعه مع
ابن العم في الاردن ولكنه كان تحت تأثير الظروف في تلك المرحله والتي لم يباركها البيت الهاشمي ,,
اقيمت حفلة الخطوبه في النادي العسكري في ربيع عام 1937 وكان الملك غازي وكيلا عن العروس والفريق بكر
صدقي وكيلا عن العريس (عبد الجبار محمود ) واقتصر الحفل على العائله وموظفي البلاط وخدم القصر ,,
هذه الصورة النادرة الملتقطة في ذكرى يوم تأسيس القوة الجوية العراقية بتاريخ 22 نيسان 1931 و هي تضم كل
من نوري باشا السعيد رئيس الوزراء واللواء الركن جميل الراوي والسيد عبد الله الدملوجي وزير الخارجية وفي الخلف
يظهر الملازم حفظي عزيز والملازم الاول ناطق الطائي والعقيد الركن عبد اللطيف نوري والملازم الاول محمد علي جواد
والملازم موسى علي والملازم الاول اكرم مشتاق
قدم الفريق بكر صدقي طلبا الى جلالة الملك بمنح الملازم عبد الجبار لقبا نبيلا ولكن الملك ارتأى ان يمنحه رتبه
واحده اعلى واخيرا حصلت موافقة رئاسة اركان الجيش على رفع مقترح لمنحه رتبتين اعلى وبذلك اصبح عبد الجبار
(ريس ) اي نقيب وعين طيارا خاصا للملك ...
لم تستقم الامور بين العرسان بسبب الفرق بين العائلتين وخاصة ان عبد الجبار كان من محله شعبيه تعد من اقدم
محلات بغداد وفيها الحمامات الشعبيه والشقاوات والمطيرجيه وعراك الديكه وميانه الجيران فيما بينهم اضافة الى
صعوبة تامين مصاريف والتزامات الاميره كل ذلك ادى الى استقالة عبد الجبار من الجيش والعمل بالتجاره ولم يوفق
وهاجر مع زوجته الى سويسرا ولكنها توفيت بعد اشهر من انقلاب تموز 1958 وبالتحديد في شباط 1959 في
لوزان بسويسرا ويقال انه اي (عبد الجبار قد تزوج من صديقته السويسره والله اعلم ....
الى هنا انتهت قصة حب وزواج شاب بغدادي من اميره من اميرات القصر الملكي والبيت
الهاشمي وهو من حي شعبي وعائلته من العوائل البسيطه ...
مع تحيات عبد الكريم الحسيني
منقووول