المجرات المكتشفة كانت تخفيها في السابق طبقات من الغبار الفضائي اكتشف التلسكوب "وايس" التابع للهيئة الوطنية لإدارة أبحاث الملاحة الجوية والفضاء (ناسا) مجرات بعيدة وشديدة السخونة أسطع مائة تريليون مرة من شمسنا وملايين الثقوب السود العملاقة. ويشار إلى أن هذه الاكتشافات كانت تخفيها في السابق طبقات من الغبار الفضائي، لكن تلسكوب ناسا العملاق الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء يستطيع الرؤية بأطوال موجية مقترنة بالحرارة وهو ما يساعد في كشف بعض أسطع الأشياء في الكون المنظور.
وقد مسح التلسكوب "وايس" السماء بالأشعة تحت الحمراء من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2009 إلى فبراير/شباط 2011 وما زال العلماء يتأملون في النتائج التي نشرت للمرة الأولى في مارس/آذار الماضي.
وفي بيان صحفي موجز أول أمس قال دانيال ستيرن من مختبر الدفع النفاث لناسا في مدينة باسادينا بولاية كاليفورنيا إن "التلسكوب وايس اكتشف منجم ذهب من الثقوب السود في الكون، ونتوقع أن يكون هناك عدد ضخم من أشباه النجوم، أو ما يطلق عليه كوازر، في الكون لكن وايس يستطيع الآن تحديدها عبر السماء".
وأضاف ستيرن "ونعتقد أن أشباه النجوم هذه مهمة بحق لمعرفة كيف تبدو المجرات في الوقت الحاضر".
ويشار إلى أن الثقوب السود الجديدة التي اكتشفها التلسكوب وايس وعددها 2.5 مليون ثقب هي تقريبا ثلاثة أضعاف العدد الذي اكتشفته المسوحات المقارنة في الضوء المرئي.
وهذه الثقوب السود الجديدة ليست تلك الأجسام الكثيفة الصغيرة المعتادة التي شكلها انهيار النجوم الميتة بل أشباه نجوم عملاقة تتغذى على المادة التي تسقط فيها مكونة بعض أسطع الأشياء في الكون.
وبالإضافة إلى الثقوب السود اكتشف التلسكوب وايس أيضا نحو ألف سندوتش سجق "هوت دوغ"، وهو مصطلح يطلقه الباحثون على المجرات المخفية بالغبار الشديد السخونة.
ورغم أن هذه المجرات تبدو باهتة جدا في صور التلسكوب "وايس" فإنها في الحقيقة ساطعة بشكل لا يُصدق وتبدو معتمة فقط بفعل طبقات الغبار الذي بينها وبين التلسكوب.
وقال بيتر أيزنهارت -أحد خبراء ناسا- إن "هذه المجرات الغبارية المهيبة في غاية الندرة لدرجة أن تلسكوب وايس اضطر لمسح كل السماء لإيجادها، ونحن نشاهد أيضا دليلا على أن هذه المجرات القياسية ربما شكلت ثقوبها السود قبل معظم نجومها. وربما أتى البيض قبل الدجاج".
وقد نشرت المعلومات عن مهمة تلسكوب "وايس" كي يتمكن العلماء خارج فريق ناسا من مواصلة دراساتهم.