بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الموضوع سنتحدث عن اكثر اربعة عوامل مؤثرة في البيئة. وهي ثاني اكسيد الكربون, ثاني اكسيد النتروجين, ثاني اكسيد الكبريت واخيرا الغبار. والعامل المشترك بين هذه الملوثات الاربعة انها تتكون اثناء عمليات احتراق الوقود, خصوصا الوقود الاحفوري.
وفي موضوع سابق تحدثت ببعض التفصيل عن ثاني اكسيد الكربون ضمن موضوع "الغازات الدفيئة واثارها على البيئة والصحة"., لذلك ساتجاوز الحديث عن هذا الملوث في هذا الموضوع . وسيكون محور البحث هنا هو الملوثات الثلاثة الاخرى.
1. ثاني اكسيد النتروجين ( NO2)
بسبب ارتفاع درجة الحرارة اثناء عمليات الاحتراق تتأكسد ذرات النتروجين الموجودة في الهواء وتتحول الى غاز ثاني اكسيد النتروجين. اضافة الى الاضرار البيئية التي يسببها هذا الغاز فانه يمكن ان يسبب اصابات خطيرة في رئتي البشر, وقد يؤدي الى الوفاة اذا ما تم استنشاقه بكمية كبيرة ولوقت طويل.
تعتبر الانبعاثات المرورية اهم مصدر لهذا الغاز. كما انه وبعد عدة عمليات تفاعل كيميائية, يقوم هذا الغاز بتحويل الاكسيد الموجود في الهواء الى غاز الاوزون الارضي, مما يسبب المزيد من المشاكل لصحة الانسان وللبيئة. علما انه سبق وتكلمت عن الاوزون الارضي في موضوع بعنوان "الضبخان واثاره على البيئة والصحة".
للحد من انتشار غازات اكسيد النتروجين والملوثات الاخرى تلجأ بعض الدول, خصوصا دول الاتحاد الاوربي, على فرض قيود على صناعة وسائل المواصلات التي تعمل بالوقود الاحفوري. حيث انه في كل مركبة يجب ان يتوفر عادم يمنع تلك الغازات من الانتشار في الجو. ولكن هذا العادم لا يعمل بكفاءة عالية الا اذا وصلت درجة حرارته الى مستو عال جدا, قريب من الالف درجة مئوية.
2. ثاني اكسيد الكبريت ( SO2)
من المشاكل التي تم تشخيصها في انظمة الطاقة هي مشكلة انبعاث غاز ثاني اكسيد الكبريت والذي يأتي من عمليات احتراق الفحم والمواد النفطية, وذلك لان عنصر الكبريت يدخل ضمن تركيبة هذه المواد.
والحق يقال, لا يعتبر النشاط البشري المصدر الوحيد لوجود هذا الملوث, بل حتى الطبيعة تساهم ايضا بانتاج هذا الغاز عن طريق البراكين.
تعد هذه الغازات الملوثة من اهم اسباب الامطار الحامضية, والتي لها اثر سلبي على النباتات والحيونات المائية. كما يتسبب ايضا بحموضة التربة مما يؤثر على الحياة النباتية.
3. الغبار
تتكون انبعاثات الغبار بشكل رئيسي من جزيئات الرماد الدقيقة, والتي تنشأ اساسا من احتراق الوقود الصلب, كالفحم. واكثر من يتضرر من الغبار هي تلك البلدان التي تستخدم الفحم والكربون بكميات كبيرة دون وجود انظمة عادمة فعالة وذات كفاءة لمنع الغبار من الانتشار في الجو اثناء عمليات الاحتراق.
في ديسمبر من عام 1952 فقد ما بين 4000 و 12000 انسان حياته في لندن بسبب الضبخان, نتيجة تفاعل الانبعاثات من احتراق الفحم المستخدم لغرض التدفئة مع الضباب المنتشر في اجواء لندن. هذه الحادثة كانت السبب لان تضع الكثير من دول العالم بعض الشروط لمعالجة الهواء والتخلص من هذه الملوثات.
ولكن ما زالت بعض الدول تستخدم الفحم بشكل كبير لاغراض التدفئة. ففي عام 2013 تعرضت العاصمة الصينية بكين لحادث مشابه لما حصل في لندن عام 1952, حيث تجاوز انتشار الغبار في الهواء الحد المقرر باربعين مرة. وقد ادى هذا الحدث الى العديد من الانشطة للتخلص من استخدام الفحم بشكل كامل في بكين