ذكريات ليلة شتاء
أسدلَ الليلُ على الشمس ستارا
فمضتْ عنا بعيداً تتوارى
وأطلّ البدرُ يرنو باشتياقٍ
بعدما غاب عن الدنيا نهارا
قد سهرنا ليلة الأمس سوياً
نغزلُ الأشعار للحب سوارا
ايها البدرُ الذي ما غاب عنّي
إنني اشتقتُكَ، عفتُ الانتظارا
كلما آلمني بُعدكُ عني
وغدا العيشُ من البعدِ، احتضارا
أحسبُ الأوقات من نبض فؤادي
وفؤادي يُسرع النبضَ مِرارا
كلما جاء غدٌ، يجرحُ قلبي
ثم يغدو في لظى الغربة نارا
وانا في خاطري وهجُ زمانٍ
عاش في قلبي غريبا يتدارى
قد أتى الليلُ وآوينا الى
بيتنا نطلبُ دفئاً وقرارا
نُوقدُ الكانونَ في الليلِ ونُصغي
حوله، نسمعُ ما كان وصارا
عن زمانٍ غاب عنّا وتولّى
من قديمٍ، قد عشقناه صغارا
يا زمانا شدّني الشوقُ اليه
وغدا لي موطناً، أهلاً ودارا
ههنا الموقدُ نصطفُ عليه
نرقبُ الإبريق فوق النار ثارا
وحكايا تسرحُ الأنفسُ فيها
ماردٌ، جنٌ، وغولٌ وعذارى
وفَراشٌ لم يزل يسكنُ قلبي
أطفأ القنديلٓ مسحوراً، وطارا
بقلم اديب مجد