توقع العلماء أن المجرة مملوءة بأقمار لا تعد ولا تحصى "مطرودة" من قبل الكواكب المتشكلة حديثا ضمن مجموعات أنظمة نجوم الكون.
وقال العالم جوناثان لونين وزملاؤه من جامعة كورنيل الأمريكية، إن "دراساتنا الفلكية تبين أن غالبية الأقمار تدور حول مدارات غير مستقرة، تطرد من أنظمتها النجمية بسبب تفاعل نشاط الكواكب فيما بينها، ما يؤدي لبقاء 10 إلى 20% منها كأقمار مستقرة تدور في أفلاكها. وترمى الأقمار المتبقية إلى الفضاء بين النجوم لتصطدم بالغازات العملاقة أو لتصبح (كواكب) مستقلة تدور حول النجوم في الكون".
واكتشف علماء الفلك خلال العشرين سنة الماضية ما يقارب من 4 آلاف كوكب تدور حول النجوم البعيدة، وكثير منها يعيش في أنظمة نجمية كبيرة نسبيا لا تقل تعقيدا ودقة عن نظامنا الشمسي.
وخلال تلك المدة، لم يكتشف الفلكيون سوى قمرا واحدا "مطرودا" وعدة من الأقمار المشابهة التي تدور حول "كواكب مارقة" طردت أيضا خارج الأنظمة النجمية.
ولدراسة هذه الحالة الفلكية قام العالم لونين وزملاؤه بإنشاء نموذج حاسوبي لنظام نجم نموذجي، بدأت تتكون فيه الكواكب والأقمار وراقبوا تطورها على مدى (عشرات الملايين من السنين) وحاولوا فهم سلوك الأقمار "حديثة الولادة" وكيف تؤثر الكواكب على سلوكها .
وكشفت هذه الدراسة والحسابات الفلكية ميزة مثيرة للاهتمام في حياة أقمار الكواكب خارج المجموعة الشمسية، حيث اختفى منها حوالي 90% خلال الفترات الاكثر تغيّرا، والتي تحصل عند تطور المجموعة النجمية عندما تتقارب الكواكب حديثة التكون وتبدأ بالتدافع مع بعضها البعض في محاولة لرمي "الجيران" في الفضاء الخارجي.
ويشير العلماء إلى أن معركة البقاء التي تخوضها الكواكب المتكونة حديثا فيما بينها لا تبقي إلا على عدد قليل من الأقمار التي تتميز بصفات خاصة من حيث الحجم وبعدها عن الكواكب التي ولدت بجانبها لتستطيع البقاء على قيد الحياة.
وهكذا توصل العلماء إلى تفسير ظاهرة عدم عثور العلماء إلا على قمر واحد جديد لأن الكثير منها "قفز" إلى الفضاء ما بين الأنظمة النجمية أو دمرت في سياق تفاعلات الجاذبية فيما بين الكواكب حديثة النشأة. وهذا بدوره يعني أن الفراغ الموجود بين النجوم امتلأ بملايين الأقمار المطرودة. لذلك سيكون على علماء الفلك البحث عن أقمار جديدة ليس ضمن الأنظمة الشمسية التي تمتلك مجموعات من الكواكب فقط بل وفي الفضاء المفتوح خارج هذه النظم.