مرحباً
علم الهندسة الوراثية ومنذ ظهوره أصبح موضوعاً دسماً للنقاش ، بين مؤيد ومعارض،ومنذر ومُبشر ، بين أضرار و فوائد ، لذا ولإهميته وجب تسليط الضوء على شيئاً منه ...
أُسميه الحلم المرتقب لعالم أفضل نقي من الإمراض الوراثية والعاهات الخلقية ، والبعض يُسميه كابوس العالم الجديد ، سأعقد ما يشبه النقاش بيـن طرفين الإول علي خبير بالهندسة الوراثية والثاني ليث جديد العهد بهذا العلم .
ليث :في البداية ماهو علم الهندسة الوراثية؟
ج/ علم الهندسة الوراثية او التلاعب بالجينات : يعني بالأساس تغير الحمض النووي للإنسان DNA، وهو الشيء الذي يحدد من نَكونه ويعرّفنا بين الناس بما نحن عليه. ويأمل الباحثون بأن تمكننا هذه التقنية في يوم ما من استئصال أو إزالة الجينات الشريرة المسببة للأمراض، وبخاصة الوراثية منها.
ليث: كيف يحدث هذا التغيير ؟!
ج/في الواقع يا صديقي هُناك ثلاث طرق ، الإمر أشبه بالكومبيوتر الذي يتصرف بأي نص يكتبه على ملف وورد مثلا فيستخدم القطع، واللصق، والاستنساخ والحذف وإزالة الحذف ، و التكرار وما إلى ذلك... الإختلاف يكمن في أن الهندسة تعمل على الخلايا الحية ..من خلال الطرق التي سبق وذكرتها أعلاه وهي
- اولاً: طريقة CRISPR-Cas9
وهي الطريقة الأكثر شيوعا في الوقت الحاضر، وتعتمد على استخدام protein Cas9 الذي يهاجم الحامض النووي للفيروسات كما لو انه مقص، ويشيع عن هذه الطريقة أن protein Cas9 قد يقطع الجزء الخطأ من الحمض النووي ما يثير مخاوف بشأن سلامته. لكنه رخيص نسبيا وسهل الاستخدام حتى في عمليات التلاعب الجيني المتعدد..
-ثانياً: طريقة Zinc-finger nuclease
وتستخدم هذه الطريقة على وجه الخصوص لحذف خلايا الدم البيضاء، ويؤمّل أنها بهذا الشكل ستفتح الباب للقضاء على فايروسات مرض نقص المناعة المكتسبة ، من خلال الدخول إلى جهاز المناعة. وكانت هذه التقنية أول أداة لتحرير الجينوم بما يوفر إمكانية تفحصه وعزله، لكنها بقية محدودة القدرة لاعتمادها بروتينات صعبة التكيف مع الجينات المستهدفة الجديدة، ولذا تزل أحيانا، وتقطع هي الأخرى في المكان غير الصحيح.
ثالثاً: طريقة TALENs
وهي انزيمات تستخدم في قطع الحامض النووي ومناطق التصاقه، ويمكن في العادة برمجتها للتلاعب في جينات محددة. هي أسهل من حيث التطبيق من الطريقة الثانية كما أنها أقل كلفة، لكنها هي الأخرى تفتقد إلى عنصر الدقة في القطع واللصق كما قال الأطباء في مستشفى "غريت ارموند ستريت" بلندن، وكان تطبيقها الناجح الأول قد جرى على رضيعة تبلغ عاما من العمر وتعاني من اللوكيميا.
بشكل آخر ، إذا تم إدخال الجين إلى نسيج الخط الجرثومي لشخص ما، فيمكن عندها تمرير خصائص وصفات ذلك الجين الوراثية إلى أحفاد ذلك الشخص.
وتبسيطا للأمر، فإنه يتم إجراء التعديل الجيني من خلال التدخل بتقنيات متطورة جدا في الوحدات الوراثية الموجودة على الكروموسومات، إما فصلاً وإما وصلاً وإما إدخالاً وإما حذفا لأجزاء منها أو بنقلها من كائن إلى آخر بغرض إحداث حالة تمكن من معرفة وظيفة (الجين) أو بهدف زيادة كمية المواد الناتجة عن التعبير عنه أو بهدف استكمال ما نقص منه في خلية مستهدفة.
........
ليث:هل تمت تجربة التعديل على الحيوانات ؟ وهل نجح فعلاً ..؟ على أفتراض أنه نجح ، ما فائدة هذهِ التقنية على أية حال؟
علي:
.حاليا، يستخدم التعديل الجيني لإنتاج نماذج حيوانية تحاكي الأمراض التي تصيب الإنسان... وتعتبر الفئران المُعدّلة وراثيا هي أكثر النماذج شيوعا في ما يخص الحيوانات المُعدّلة جينيا حيث تم استخدامها لدراسة ومحاكاة السرطان والسمنة وأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل وتعاطي المخدرات والقلق والشيخوخة ومرض باركنسون. وتتم عادة اختبار العلاجات والأدوية الجينية الجديدة على تلك الفئران للتأكد من أمانها قبل تطبيقها على البشر. وتتم أيضا تربية خنازير مُعدّلة جينيا بغرض زيادة فرص نجاح عمليات نقل الأعضاء الداخلية من الخنازير إلى الإنسان.
بالنسبة للشطر الثاني من سؤالك ...نعم من فوائدة
١يمكن استخدام تقنيات التعديل الجيني والهندسة الوراثية في مجال الطب لإنتاج الإنسلوين الطبيعي وهورمونات النمو البشري وعقار الفولليستيم (Follistim) الذي يستخدم في معالجة الخصوبة، والألبيومين البشري والعامل المضاد للهيموفيليا واللقاحات.
٢- انتاج الكثير من العقاقير المُعدّلة جينيا. ويتم التلقيح عادة عن طريق حقن أشكال مضعفة أو مقتولة أو غير فعالة من الفيروسات أو السميات في الشخص المراد تطعيمه أو تلقيحه كي يكتسب المناعة.
ليث: هل للهندسة الوراثية من تطبيقات على أرض الواقع؟
علي نعم لها ..
هنالك كثير من التطبيقات للهندسة الوراثية، اذكر من بينها ما يلي:
• إنتاج بعض الأدوية بكميات كبيرة: يعتبر الإنسولين أول الأدوية البشرية المصنعة بطريق الهندسة الوراثية عام 1982. كما أُمكن من خلال هذه الهندسة الحصول على عامل التجلط البشري وعوامل إذابة الجلطة.
• إنتاج الهورمونات بكميات وافرة، مثل هورمون النمو عند الإنسان.
• إنتاج بعض اللقاحات، مثل لقاح التهاب الكبد الفيروسي B.
• إنتاج متعضيات مُعدّلة وراثياً: مثل الخضراوات المقاومة للطاعون وللعدوى الجرثومية، وهي خضراوات تتميز ايضا بكونها تبقى طازجة لمدة أطول من الخضراوات الطبيعية.
...
ليث: اليساريين والمُتدينين لن يقبلوا بذلك ، فهذه ِ الوسيلة وبكل تأكيد سيستخدمها الإغنياء فقط لزيادة قوتهم ونفوذهم ، أما المتدينين فلن يقبلوا بأن يتدخلوا في خِلق الرب والتلاعب بهِ بهذه الطريقة
علي: حسناً، لليساريين وجهة نظر معقولة ، لكن العلماء أكدوا أن العلم لن يُستغل بطريقة تجارية ، في النهاية تبقى فرضيات، وان بقينا متقوقعين في المخاوف فلن نخرج من الكهف ابداً يا صديقي .
المصادر:
http://www.dw.com/ar/تعديل-الجينات-ه...ة/a-18902863
http://www.youm7.com/story/2017/7/29...يضا/3344487
http://www.alraimedia.com/Home/Detai...f-e716fc11ef23