نادية الفواز
هي قصة عشق بين الفل، وأهالي منطقة "جازان"، الشهيرة، بتوطن النباتات العطرية. فأصبح "الفل.. فل جازان"، والمنطقة هي "جازان الفل.. مشتى الكل". بل إن الفل هو من الهدايا القيمة التي يقدمها أهل المنطقة لضيوفهم.
وتتوارث نساء جازان، عادة تزيين رؤوسهن بـ"عقود الفل"، في الأعراس والمواليد، واستقبال الضيوف، والمناسبات الاحتفالية.
أشجار بالمداخل والحدائق المنزلية
ويعتني المزارعون في المنطقة، بهذه النبتة، وزراعتها، بفصل الربيع، مع انخفاض درجات الحرارة.. فيما تهتم النساء بزراعة أشجار الفل، بمداخل المنازل، وحدائقه، بما يضفي جمالاً على المنزل، ويبث في أجوائه وداخل أسواره رائحة الفل العطرية.
وتتعدد أنواع الفل، وأشكاله، ومسمياته منها فل "العزان" ذو اللون الأصفر، والحجم الأكبر، وينمو في جبال جازان، ويتم نظمه في عقد طويل، ليلفه الرجال بالمناطق الجبلية، حول رؤوسهم كمظهر من مظاهر الزينة.
والفل القريشي، شديد البياض، والعبق، والفل البلدي الذي يتباين، حجما ولونا ورائحة.
اليمني والعراقي والبلدي والعظية والحناء
وقالت نوال عمر عز الدين، مدربة الفل بالغرفة التجارية، بجازان، إن الفل الجازاني، بأنواعه، ، يختلف شكلا، وتصميما، باختلاف استخدامه.
وأكدت أن الفل يتوج جمال المرأة الجازانية، في مناسبات العُمرة، والزفاف، وغيرها، فهي تتخذه للزينة بالشكل التراثي المعروف بـ"العظية"، التي يخلط فيها الفل، بأعشاب الحناء.
كوشة العروس والرصاص والكبش والمبروم
وأشارت، نوال عز الدين، إلى تعدد أنواع عقود الفل، ومنها الرصاص، والكبش، والمورد، والمبروم.. لافتة، إلى أن سعر العُقد، قد يصل إلى ألف ريال، بينما سعر كيلو "الفل" يتراوح من 15 إلى 20 ريالا، ويستخدم أيضا في تزيين كوشة العروس.
وعن النباتات العطرية، أفادت أن أودية جازان، تشتهر بإنتاج، الدوش، والوزاب، والصيمران، والشار، والريحان، والفاغي.. منوهة إلى إحدى عادات الزواج في جازان، وهي تخصيص الليلة التالية، لليلة الزفاف، كي تتزين العروس بالعظية، والخطور، والكادي، والفل الكامل على الرأس، حيث تجتمع النساء، متجملات.
رونق العروس وقوالب الثلج
من جهته أكد بائع الفل محمد مجرشي، أن الفل لا يزال، محبوبا، حيث تتوزع محلات بيع الفل، بأسواق المنطقة الأسبوعية الشعبية، بمختلف محافظات ومراكز المنطقة، لتلبية متطلبات أبناء جازان من الفل الجازاني ذي الرائحة الفواحة الذي يكمل جمال ورونق العروس.
ولفت، إلى إمكانية الاحتفاظ بالفل، بعد قطفه في حدود يومين، وفي حال تصديره لمناطق أخرى في المملكة يجب حفظه بطريقة معينة بين قوالب الثلج، حتى لا يذبل ويموت.
الحزام والمسابح وأسعار الصيف والشتاء
وذكر، أن الباعة، يتفنون في نظم الفل، بطرق متعددة من العقود، ومن أهمها عقد الرصاص، حيث تتراص الحبات جنبا إلى جنب، وتوثق بالخيوط، لتصبح كالحزام في نهاية الأمر، وكذلك نظم الفعوات والمسابح، وغيرها من الطرق.
ولفت إلى ارتفاع أسعار الفل شتاءً، لندرته بسبب البرد، ليباع الكوب بعشرة ريالات، بينما يقل سعره صيفاً، لتوفر المنتج بكثرة، وتباع الثلاثة أكواب، بنفس الثمن (10 ريالات).