تصحو مثلَ كلِّ يومٍ ، يائساً ، تذهبُ الى عملِك ، وعلى كتفيكَ بندقيتُك النظيفةُ دوماً، التي لا يخاف منها أحدٌ غيرُك ، ثم تلعب أنتَ وزملاؤك الآخرون لعبةَ التعدادِ الصباحي ، ويستدعيك آمرُك كل يوم لأنك دائما متأخرٌ ، آمرك الذي صار حذاءً لكثرة ما يعاقبُكَ .
تعود الى بيتِكَ ، تتأكدُ قبل أن تَدخلَه من كمية الرمل أمامَ الباب ، يُرعبُك أحيانا أنها قليلةٌ ، تتفحصُ الأسلاكَ الممتدةَ بفظاعةٍ على واجهته ، محافِظاً على بشاعتِها ، ثم أخيراً ، ترى الى قططِكَ الثلاثةِ نائمةً خلف النافذة ، فيطمئن قلبُك الى بيتِك المسلَّحِ بالوحشة والغرابة ، والمحاط بالعزلة العالية.
تتصفح الفيس بوك ، قليلاً ، لتخفّف من ضجرك ، فترى شعراء يكتبون قصيدة واحدة ، واحدة ًوتافهةً ، تقرأ طلاسماً لآخرِين غيرهم ، نسوا أن ينصحونا بالبخور والوضوء قبل قراءتها ، وشعراء تقرأهم بالكتالوك ,
ثم تجد قصيدةً لك عند صديقِك ، ضائعةً من سنتين ، قصيدةٌ تحتفل بالهزائم والخذلان ، عند صديقك الذي لم يخسرْ في حياتِه _ على سبيل الألم _ حتى في البلياردو ، صديقُك الذي مرةً نسيَ قدّاحتَه في بيتك وعاد ليأخذها .
و بعدما تكتب هذه القصيدةَ ، تنظرك أزمةُ أن تغيّرَ ثيابَك ، وكأنك ستغيّر العالم .
عمر صباح