تُبدعين في غيابِك على أيامي ، تفترضين لكِ حياةً جديدةً وصارمة ، تُمارسين كلَّ اشيائِها بالتزام ، ثم في فجأةٍ لا نتوقعها نلتقي ، فينهارُ في المسافة التي بيننا بيتي وبيتُكِ ، نصدُّ عن بعضِنا من هول هذا المشهد ، ثم نلتفتُ الى بعضٍ راضين بهذا الخراب ، تشترينَ الحلوى والألعاب ، لتذكريني بأنَّ أولادنا لا ذنبَ لهم ، فأشتري قطعةَ حلوى وأقضمها الى النصف ، فتهدمكِ ذكرى ما كان يُحيلنا فَماً واحداً ، فنتذكّرُ أنّنا أيضاً أطفال .
تأخذنا هذه العاصفةُ الى أعلى الألم ، تطيرُ بنا ، ومِن حولنا تَسقط صورٌ قديمةٌ من القلب ، ومِن الصّور يسقط كثيرون منكِ ومني ، ثم تنتهي ، ونسقطُ كلنا دموعاً وخيبات.
كلَّ مرةٍ تحاولين أن تشرحي لزوجكِ هذه الاشياءَ بالهذيان والعزلة ، ولا يفهمُكِ ، تحاولين أن تعودي حقيقيةً الى الحياة ، و تجهلين لماذا لن تملكي ذلك .
إنني جعلتُكِ إلاهةً بالوهمِ كما ينبغي لكِ أن تكوني ، إلاهةً لن يصدّقَها غيري .
أعبدكِ بالألم والزمن ، لا باللقاء .أخونكِ دائماً ، لأنكِ خالدةٌ ونزيهةٌ كالموت ، لأن حبَّكِ ليس قدراً بمعنى النهاية ، بل أبديٌّ مثلَ لحظة حضوره وغيابه .
عمر صباح