لعبةُ الاختباء

كان يجمعُنا شيءٌ يُشبه الحبَّ ، كالذي لــوّحتْ به الفراشةُ لنا في يومِها ، رُغم أننا لم نَرَ ذلك الشيءَ أبداً ، ركضنا خلفها ، أنا وأنتِ.
كنتِ صغيرةً كما الآن ، تلعبين مع الصِّبيةِ لعبةَ الاختباء ، لعبتَك المفضّلة ، تريدين منهم أن يمروا من الباب الذي يعرفون أنكِ خلفَه ، أن يفتحوه كمتاهةٍ ولا يجدونكِ ، كنتِ تبكين ، وتشتمينهم بـ " أغبياء " ، لأنّ أحداً لم يمنحْكِ هذا الوهمَ ، ثم تأخذين بيدي ، ونتركهم لنلعبها وحدنا ، واثقةً أنني أتقنُ السَّيرَ في ضياعكِ الفسيح .
كنتُ الوحيدَ الذي يتواطأُ معكِ ــ حتى الآن ــ مُتظاهراً بجديةٍ ودموعٍ غامضة ، أنّكِ اختفيتِ في نجمة منِ الأبد ، أو تحوَّلتِ الى وردةٍ ، حين جلستِ وقتَها في حفرةٍ مثل هذه تماماً ، لكنها لم تكن قبراً.