دائما ما يكون المتملقون هم السبب في صناعة الديكتاتور..
صورة من اعدام تشاوشيسكو أشهر الديكتاتوريين في التاريخ المعاصر والذي حكم رومانيا بالحديد والنار لمدة اربعة وعشرين عاما..
اصيب تشاوشيسكو بجنون العظمة في نهاية حياته.فكان يطلق على نفسه القائد العظيم،دانوب الفكر نسبة لنهر الدانوب،والمنار المضيء للإنسانية والعبقري الذي يعرف كل شيء.. لايقبل انتقاد ولا يبدي أي رحمة لمعارضيه.ومما زاد في جنون العظمة لديه وجود متملقين حوله يصفونه بأوصاف مبالغ فيها مثل يوليوس قيصر،الاسكندر الأكبر،منقذ الشعب وأن عصره هو العصر الذهبي..
في الوقت الذي كان تشاوشيسكو يبني النصب التذكارية الهائلة ويقيم الحفلات الباذخة لدائرته الضيقة، كان كثير من الرومانيين يعانون الجوع بسبب توزيع الطعام بنظام الحصص، ويتحملون صقيع الشتاء دون مواقد تدفئة..انفجرت المظاهرات في رومانيا فجأة وبشكل لم يكن متوقع وكانت البداية بخروج عدد من طلبة الجامعات في مظاهرات احتجاجية لم يسترح لمشاهدتها تشاوشيسكو، إذ اعتبرها تحديا شخصيا له، فأمر قوات الأمن الداخلي بالقيام بإطلاق النار على المتظاهرين.وكانت النتيجة قتل 20 طالبا. وهو ما أغضب بقية المتظاهرين فلجأوا إلى العنف وصلت المظاهرات العنيفة الى قصر الرئاسة..حينذاك أخبره رجال أمنه بأنه لم يعد بإمكانهم السيطرة على هذه الجماهير الغاضبة وأشاروا عليه بالهروب. وصلت طائرة هيلوكبتر وحطت على سطح القصر..وهناك صعد نيكولاي تشاوشيسكو مع زوجته وحلقت الطائرة بهم في الجو. وكان تشاوشيسكو كلما نظر إلى الشوارع من تحته وجدها مليئة بالجماهير الغاضبة. وكان ذلك مفاجأة كبرى بالنسبة إليه حيث ظن طيلة مدة حكمه بأنه محبوب من الشعب.وانه تمكن من ترويضه..حطت بهم الطائرة خارج المدينه لكن تمكن بعض الفلاحين من القبض عليه وتسليمه للسلطة.وعملت له محاكمه سريعة لم تتجاوز الساعتين، تم على إثرها الحكم بإعدام نيكولاي تشاوشيسكو وزوجته إيلينا يوم 25 ديسمبر 1989..