الربيع القادم
رسمَ الصبحُ في الظلالِ زهورا
فبدتْ لي في لُجةِ النور حورا
هاهو اليومُ قد أتاك جميلاً
وغدا الدربُ يستحثُّ الُمرورا
بدتِ الشمسُ في الصباحِ كطير ٍ
قد أفاقَ وقام يرجو عُبورا
يختفي ثم للنواظرِ يبدو
من وراء الغيومِ يسكنُ دورا
وغيومُ الصباحِ مثلَ كساءٍ
أبيضِ اللونِ، قد تدلّى وقورا
وظلالُ البيوتِ مثل سرابٍ
يتوارى عن العيونِ نفورا
فهي تمتدُ بين دارٍ ودارٍ
وزمانينِ قد هجرنَ القصورا
والندى كالزجاج يلمعُ في الشم
سِ فليت الشموس عاشت شهورا
قالَبٌ قد كسى الحقولَ جميلٌ
فكأنّ التلال تلبسُ نورا
وترى للندى على التينِ وهجاً
كثمين الحليّ زانَ النحورا
وعصافيرُ دارنا تتنادى
فوق نخلاتنا تريدُ حضورا
شعَرتْ لحظةَ الصفاء فغنّتْ
وغدا النخلُ مُغرماً مسحورا
يتهادى مع النسيمِ بلطفٍ
زادَهُ الصبحُ والنشيدُ سرورا
فيرُدُّ النشيدَ تيناً ورزقاً
نعمةَ اللهِ، شاءها، لن تحوْرا
فاستفقْتُ على النشيد سعيداً
كنسيمٍ يهـبُ نحوي عطورا
وأمامي رأيتُ أُمي تنادي
من يُرِيدُ من الصغارِ الفطورا
وأبي يحلقُ الذقنَ ثم يدنو
باسماً بالبنانِ نحوي مشيرا
وأنا في السرير، أنظرُ حولي
فأرى الكونَ، بالخيالِ، صغيرا
نعمة الله أن أكون أديباً
أعشق الفجرَ والندى والطيورا
مَسّني نورُهُ قأصبحْتُ نجماً
يحمدُ اللّهَ أولاً وأخيرا
الشاعر اديب مجد