تستضيف هذه المجرّة الكبيرة العشرات من المجرّات الأصغر التي تُعرف بالتوابع (satellites) هذه المجرّات الصغيرة تدور حول مجرّة درب التبّانة وتُعدُّ جزءًا مهمًا لفهم المجرّة نفسها. تشير النتائج المبكّرة من نظام مسح التوابع حول المجرّات المشابهة SAGA إلى أن توابع مجرّة درب التبّانة تُعدُّ أكثر هدوءًا بكثير من غيرها من النظم المجرّيّة من ناحية لمعانها وطبيعة بيئتها. فقد اتضح أن العديد من توابع المجرّات الأخرى تضخّ بنشاطٍ نجومًا جديدةً، ولكن توابع مجرّة درب التبّانة خاملةٌ في الغالب. هذا أمرٌ مهمٌ وفقًا للباحثين، لأن العديد من النماذج لما نعرفه عن الكون حاليًّا تعتمد على مراقبة المجرّات التي تتصرّف بطريقةٍ مماثلةٍ لدرب التبّانة. تقول مارلا غيها Marla Geha، عالمة فيزياءٍ فلكيّةٍ والكاتبة الرئيسة للورقة العلميّة التي نُشرت في مجلة Astrophysical Journal: "نحن نستخدم مجرّة درب التبّانة والمناطق المحيطة بها لدراسة كلّ شيءٍ. إذ تُنشر مئات الدراسات كلّ عامٍ عن المادة المظلمة، وعلم الكونيّات، وتشكّل النجوم، وتشكّل المجرّات، وذلك باستخدام درب التبّانة كدليلٍ، ولكن قد لا تكون مجرّة درب التبّانة المجرّة النموذجيّة لدراسة كل هذا". بدأ مسح SAGA قبل خمس سنواتٍ بهدف دراسة التوابع المجرّيّة حول مئةٍ من المجرّات الشقيقة لدرب التبّانة. حتى الآن دُرست ثمانية أنظمةٍ مجرّيّةٍ شقيقةٍ لدرب التبّانة بواسطة SAGA، ولكن يقول الباحثون أنّ هذا العدد صغيرٌ جدًّا كعينةٍ للوصول إلى أيّة استنتاجاتٍ نهائيّةٍ. ويُتوقَّع أن يرتفع العدد إلى خمسٍ وعشرين مجرّةً شقيقةً أخرى لدرب التبّانة في العامَين المقبلَين. ومع ذلك، فقد سبّب الكشف الأخير ضجّةً في الوسط الفلكيّ. ففي مؤتمرٍ عُقد مؤخرًا، قدّمت فيه غيها بعض النتائج الأولية لـ SAGA، قال لها أحد الباحثين: "لقد أحدثتِ لتوّكِ تغييرًا فيما نعرفه عن تشكّل المجرّات الصغيرة". تقول ريسا ويشسلر Risa Wechsler، عالمةٌ في الفيزياء الفلكيّة في معهد كافلي في جامعة ستانفورد وباحثةٌ في مشروع SAGA: "إنّ عملنا يضع درب التبّانة في سياقٍ أوسع. سوف يوفّر مسح SAGA فهمًا جديدًا حاسمًا فيما يتعلق بتشكّل المجرّات وطبيعة المادة المظلمة". تقول ويشسلر وغيها وفريقهما أنهم سوف يستمرون في تحسين كفاءة العثور على التوابع المجرّيّة حول أشقاء مجرّة درب التبّانة. وتقول غيها: "أريد حقًّا أن اعرف ما إذا كانت مجرّة درب التبّانة فريدةً من نوعها أم أنها عاديةٌ تمامًا. فمن خلال دراسة أشقائنا، فنحن نتعلّم المزيد عن أنفسنا".