الهواتف المحمولة تلتهم ميزانيات الأسر في الولايات المتحدة
باتت الأسر الأميركية مثقلة بتكاليف الفواتير المرتفعة للهواتف المحمولة وصلت الى أعلى حد له .
لا يمكن إنكار التكاليف الخاصة بعالم الترف، ولابد بالتأكيد أن يكون للتكنولوجيا الحديثة بكل ما تقدمه من إبداع وخدمات مقابل مادي، يتعين على الفرد أن يتحمله، إلى جانب باقي الالتزامات المادية التي يتوجب عليه أن يلبيها سواء كان أعزباً أو متزوجاً.
وأشارت في هذا السياق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن أكثر من نصف جميع مستخدمي الهواتف المحمولة في الولايات المتحدة يحملون جهاز مثل الآيفون، وهو التحول الذي رأت الصحيفة أنه أخل باستقرار ميزانيات الأسر في البلاد. وأظهرت بيانات حكومية أن الناس أنفقوا بشكل كبير على فواتير الهواتف المحمولة على مدار السنوات الأربع الماضية، حتى مع تراجع ما ينفقونه على الطعام والملابس وكذلك الأنشطة الترفيهية، وأن فواتير الهواتف بدأت تقتطع حصة كبيرة من الميزانيات، ويبدو أن ذلك التوجه سيأخذ في التصاعد خلال الفترة المقبلة.
وتراهن شركات الاتصالات اللاسلكية على أن بوسعها رفع الفواتير عن طريق تقديم سرعات أعلى على شبكات جديدة باهظة الثمن وخطط بيانات مبنية على الاستخدام.
وهي الخطوة التي ستختبر حدود إنفاق المستهلكين في الوقت الذي يتنافس فيه جذب التكنولوجيا الحديثة مع الاحتياجات والرغبات البدائية المتزايدة لأصحاب الهواتف. وفي غضون ذلك، أفادت بيانات خاصة بوزارة العمل، تم الكشف عنها قبل بضعة أيام، بأن الإنفاق على خدمات الهواتف المحمولة ارتفع بنسبة أكبر من 4 % خلال العام الماضي، وهو أسرع معدل إنفاق منذ العام 2005. وتبين كذلك أن المستهلكين بدؤوا يخفضون على نطاق واسع من إنفاقهم أثناء وبعد مرحلة الركود.
لكن مع تزايد عدد الأشخاص الذين ينفقون على هواتف ذكية سعرها 200 دولار واقتراب الفواتير من 100 دولار شهرياً، فقد ارتفع متوسط الإنفاق السنوي للأسر على الخدمات الهاتفية إلى 1226 دولار في 2011 بعد أن كان 1110 دولار في 2007، حين ظهر هاتف الآيفون من إنتاج عملاقة الإلكترونيات "أبل" للمرة الأولى.
واتضح أيضاً أن العائلات التي تمتلك أكثر من هاتف ذكي تدفع بالفعل مبلغاً يزيد عن المتوسط، حيث يزيد هذا المبلغ في بعض الأحيان عن 4000 دولار سنوياً، وهو ما يتجاوز بكل سهولة ما تنفقه العائلات على تلفزيون الكابل وخدمة الإنترنت المنزلي. وتابعت ستريت جورنال بقولها إنه بحلول عام 2011، قفزت العائدات الخاصة بقطاع البيانات إلى 59 مليار دولار، فيما توقعت شركة "يو بي إس أي جي" أن تتمكن شركات الاتصالات اللاسلكية من جذب 50 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2017.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه أمام تلك الصناعة هو ما القيمة الكبرى التي ستبلغها الفواتير قبل أن تصبح التخفيضات بأجزاء أخرى من ميزانية الأسرة مؤلمة للغاية. ومن خلال الحسابات التي أجراها زوجان، فقد تبين أنهما بحاجة لتخصيص أكثر من ألف دولار لكي يتحملا كافة نفقات هاتفين متطورين جديدين أو الالتزام بإحدى خطط شركة فيريزون الخاصة بتصنيف البيانات في مستويات، وهو ما تخشى الزوجة أن يكلفها أكثر بسبب ولعها بمقاطع الفيديو. حيث أن تشغيل مقطع مصور لمدة 30 دقيقة كل يوم عبر تقنية الجيل الرابع دون فعل أي شيء آخر على الهاتف سوف يكلفها ما يقرب من 120 دولار شهرياً بحسب أي من خطط بيانات فيريزون الجديدة.
وأعقبت الصحيفة بقولها إن جزءً كبيراً من نمو العائدات الذي يأمله مستثمرو ومسؤولو الصناعة من المحتمل أن يأتي من العائلات ذات الدخل المرتفع التي تمتلك الأموال التي يمكنها أن تنفقها بشكل أكبر على البيانات اللاسلكية. ومع هذا، فإن الصناعة اللاسلكية تدر مقداراً كبيراً أيضاً من العائدات من المستخدمين ذوي الدخل المنخفض. ومع تزايد كلفة الخدمات اللاسلكية، تصبح المفاضلات أكثر إيلاماً.
رد مع اقتباس