قصيدة غزل للجواهري
جربيني من قبل أن تزدريني وإذا ما ذممتني فاهجريني
ويقيناً ستندمين على أنك من قبل كنتِ لم تعرفيني
لا تقيسي على ملامح وجهي وتقاطيعه جميع شؤوني
أنا لي في الحياة طبع رقيق يتنافى ولون وجهي الحزين
قبلك اغتر معشر قرأوني من جبينٍ مكلل بالغضون
وفريق من وجنتين شحوبيـ ــن وقد فاتت الجميع عيوني
اقرئيني منها ففيها مطاوي النفس طراً وكل سر دفين
فيهما رغبة تفيض ، وإخلاص ، وشكٌ مخامِر لليقين
فيهما شهوة تثور ، وعقل خاذلي تارة وحيناً معيني
فيهما دافع الغريزة يغريني وعدوى وراثةٍ تزويني
كل ما في الحياة من متع العيش ومن لذة بها يزدهيني
التقاليد والمداجاة في الناس عدوّ لكل حر فطين
أنجديني : في عالم تنهش الذُئبان لحمي .. ولا تسلميني
وأنا ابن العشرين مُن مرجع لي إن تقضت لذاذة العشرين
ابسمي لي تبسِم حياتي وإن كانت مليئة بالشجون
انصفيني كفري عن ذنوب الناس طراً فإنهم ظلموني
اعطفي ساعة على شاعر حر رقيق يعيش عيش السجين
أخذتني الهموم إلا قليلاً أدركيني ومن يديها خذيني
كل ما في الوجود من عقبات عن وصولي إليك لا يثنيني
احمليني كالطفل بين ذراعيك احتضاناً ومثله دلليني
وإذا ما سُئلت عني فقولي ليس بدعاً إغاثة المسكين
لستُ أماً لكن بأمثال " هذا " شاءت الأمهات أن تبتليني
" الطميني " إذا مجنت فعمدا أتحرى المجون كي تلطميني
واذا ما يدي استطالت فمن شعرك لطفا بخصلة قيديني