بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين


رفض الظلم وحب الله وأهل الله هي أساس كل حركة إلهية غيبية.
إذا أجتمعت هذه العناصر الثلاثة في شخص كان حسينيا .



وإذا كان حسينيا كان مهدويا .
الحب بمعناه الباطني هو سر الوجود كله لهذا يصعب تفسير ماهيته.
الحب ليس كما هو نعتقد أو نشعر أو نحس إنه الصانع لكل حركة واعية في الوجود.
جميع العرفاء عرفوا الحب بتعريف إلهي وبالتالي فحب العرفاء ليس هو الميل أو الاستئناس أو الرغبة أو الشهوة.
الوعي بالوجود لا يتم إلا بتعريف إلهي وهذا التعريف هو قوله تعالى في الحديث القدسي ((ما وسعني سماواتي ولا أرضي ولكن وسعني قلب عبدي المــــــــــــــؤمــــــ ــــــن ))
قلب عبد الله المؤمن هو سر الوجود كله وسر مملكة الإنسان أيضا الحاملة لهذا الوجود .
الله مؤمن بلا نهاية كما جاء في دعاء لمولانا زين العابدين عليه السلام .( يا مؤمن بلا نهاية )
المؤمن بالذي هو مؤمن بلا نهاية هو عبد الله.
عندما نقول عبد الله يعني الإنسان الكامل الكامل في الإيمان بالله.
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وصفه الله بالعبد في قوله (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى)).
"‫دولة الإنسان الكامل‬‎"

الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو عبد الله المؤمن وكل ما سواه فهو يدخل في هذا المعنى بقدر اتباعه للرسول وحبه وسعة وجوده.
بقدر حبك للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الكرام الأربعة عشر( رمز الوجود أنظر إلى مفاصل يدك الأربعة عشر ) تكون قد دخلت في الوجود الحقاني الموجب لكل رفعة إلهية.
دولة الإمام المهدي عليه السلام هي الرافعة والخافضة أيضا كيف ذلك ؟

بِسمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْس لِوَقْعَتهَا كاذِبَةٌ (2) خَافِضةٌ رّافِعَةٌ (3). سورة الواقعة
فسر أغلب العلماء الواقعة بالقيامة .
وفسر آخرون أن الساعة هي القيامة المتوسطة بين الموت الطبيعي والرجعة والقيامة الكبرى والرجوع الأبدي إلى بارئ كل شيء ومبتدئه.
الدخول في الرفع الالهي هو جواز القبول في دولة المهدي عليه السلام والتي هي جنة آدم الأولى التي كانت على الأرض ولم تكن في السماء .
الدخول في شجرة الوحدة النورانية المباركة التي هي أصل كل شيء هو ما يسعى إليه عرفاء مدرسة أهل البيت عليهم السلام عبر السلوك الإلهي الممنهج والمعتدل والبعيد عن الخرافة والعجب.


جاء في دعاء الندبة (( أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى)).
الصوفية بقدر ما أعجبوا بأنفسهم أصبحت علومهم الحقانية هي خرافة عند الكثير من الناس . فطي الطريق وطي الزمان وطي النفوس هي حقائق عند أهل الله لكن وهي في نظر سائر الناس تبقى خرافة .
بين الخرافة والعجب ضاعت حكمة أهل الله وضاع معها كل شيء رافع لرفاهية حياة الإنسان والوعي بالوجود.
"‫دولة الإنسان الكامل‬‎"

السلوك الواعي في مدرسة اهل البيت عليهم السلام هو المؤهل لركوب سفينة النجاة سفينة أهل البيت عليهم السلام فالذي ضيع نفسه في زمن الدنيا ، لا يمكنه أن يدرك الزمن الأول الذي هو حب الحسين عليه السلام ، فالوعي بالإنسان لا يتم إلا بمن هم قائمون بحقيقة الإنسان ( الإنسان= الأنس + الآن = الأنس في الزمان ) .
الإنسان الحامل لسر مملكة الوجود هو له طرفان حديان في الزمن ، فالطرف والحد الأول هو الحسين عليه السلام والحد والطرف الأخير هو المهدي عليه السلام بدون معرفة الحسين عليه السلام ومعرفة المهدي عليه السلام لا يمكن معرفة الإنسان.
"‫أربعون الإمام الحسين عليه السلام‬‎"

الإنسان هو منظومة وجودية في الزمان بدون معرفة الزمان وأهله أهل البيت عليهم السلام لا يمكن للإنسان الإبحار في هذه المنظومة الوجودية الإلهية .
حتى الخرافة التي تحكيها الجدة لصغارها هي أمر وجودي فبدون الخرافة لا ينام الصغار وبدون الليل والنهار لا يستطيع الإنسان أن يتكيف مع حقيقة وجوده.
بالإنسان كانت الخرافة خرافة وكانت الحقيقة حقيقة وكان الواقع واقعا وكان الوجود واعيا .
في عصر الإمام المهدي عليه السلام الذي وصفه الفيلسوف الياباني فوكوياما بالمستقبل ستكون علوم مهدوية وهذه العلوم هي خلاصة العصور والدهور التي عاشها الإنسان في الزمان كله.


يصرح فوكوياما هذا صاحب نظرية نهاية التاريخ بأن الشيعة تعيش في المستقبل لأنها تنتظر المخلص الإمام المهدي عليه السلام وتعيش في الماضي لأنها تعرف الإمام الحسين عليه السلام.
فيا أيها الإنسان إن زمن قيلولتك هو زمن وعيك الكلي فلا تضيعه في عجبك الآهي في حظ وجودك.