مآب عامر
صدرت حديثا المجموعة القصصية "أصابع الأوجاع العراقية" للقاص حسب الله يحيى عن دار الشؤون الثقافية العامة - وزارة الثقافة، تضمن الكتاب عشرين قصة وملحقا كان من بين عناوينها "اصابع التي لم تعد أصابع، اصابع القتل والدفء، أصابع الشهداء في كل مكان، أصابع حارس المتحف، أصابع بهنام أبو الصوف".

وفي قصة " اصابع سبايكر" تناول الكاتب حكاية الاهل الذين عانوا فقدان ابنائهم واستمروا في البحث عن جثثهم واماكن دفنهم: " كنا أقرب منا الى الأمل... غير أن كل واحد منا كان يختفي داخل روحه المحبطة، والحاحه المضني للوصول إلى وضع حد لحالة الانتظار المر التي يعيشها كل منا منذ فقدان فلذة كبده، لكنه يعاني ذاته ويفتش.. يفتش عله يعثر على علامة ما أو على مؤشر أو لمحة أو رمز دال حتى تهدأ الحيرة ". ويذكر القاص في قصة "أصابعي في سور نينوى" صباح مدينة الموصل المخيف، يوم توافدت على المدينة العصابات الإجرامية، فكتب: " كان عدد من الوجوه الغريبة قد تقاطر على الحي، كانوا يباهون أنفسهم بالاسلحة، ويحملون رايات سوداء ويتحدثون بلغات مختلفة، يطردون الناس ويشتمونهم ويهددونهم بالموت والثبور والحرق". وتناول في قصة "اصابع القط" الفتى الذي احب ملاعبة القطط في طفولته ،والتي تحولت بدورها إلى اداة تعذيب ساعة اختطافه: " كانت حركتي محددة.. فأنا موثق اليدين، وليس بمقدوري أن أصد ذلك القط الغليظ الطباع عن وجهي.. كنت أحاول صد الهجوم فيما القط يلهث وهو يهاجمني بلا رحمة ولا استذكار لسلالة القطط التي كنت شديد الحرص عليها والتآلف معها ".
اما في "اصابع اللذة " التي تدور احداثها عن الاستاذ العراقي الذي يقدم محاضرة عن (المسرح والحياة) في مسرح قرطاج، نجتزئ منها :"كانت اصابعنا تعمل في الخفاء ما لم تعمل في العلن طوال حياتها ..اصابع لامرئية تملأ الزمان والمكان والكون كله تملأ علينا ذلك الماضي المشحون بالخطر والتوتر والرهبة مثلما تملأ علينا الحاضر بما يحمله من هموم وضغوطات
نفسية". يقع الكتاب في 240 صفحة من القطع المتوسط