النقر المستمر على فأرة الكمبيوتر يزيد من احتمال الإصابة بالتهابات مؤلمة في الساعد و الذراع، لذلك ينصح الأطباء باستخدام وسائد لليد وفأرات مريحة. أما في الحالات المتقدمة من الإصابة فيُنصح بتغيير عادات استخدام الكمبيوتر.
يعتبر الإجهاد المتكرر من الأخطار الزاحفة، التي تهدد أي مستخدم للكمبيوتر في القرن الحادي و العشرين، فالنقر المستمر على الفأرة (الماوس) قد يبدو أمراً هينا لكن كثير من مستخدمي الكمبيوتر يجدون أن الألم يبدأ في اليد وينتقل في نهاية الأمر إلى الرسغ و الكتف. في الأيام الذهبية للآلة الكاتبة كان الناس يعانون مما يسمى تشنج الأصابع لكثرة الكتابة. و على الرغم من انحسار وتلاشي استخدام هذا المصطلح فإن المشكلة مازالت تنطبق على أي شخص يقضي ساعات جالسا أمام جهاز الكومبيوتر.
عن هذا يقول رئيس الرابطة الألمانية لجراحة تقويم العظام، نيلز غراف شتينبوك فيرمور: “أي شخص يستخدم الكمبيوتر و يقوم بسلسلة من الحركات القصيرة و السريعة يكون عرضة لاحتمال الإصابة بالتهابات مؤلمة في الساعد و مجموعه العضلي” (arpal tunnel syndrome). و يعرف هذا في أيامنا بإصابة الإجهاد المتكرر “آر إس إل”. كما يرى طبيب تقويم العظام أوليفر ديرك أن المشكلة تنتشر في العادة إلى الذراع بأسرها لتصل إلى الكتف فالعنق. وعلى الرغم من اتساع نطاق الآلام فإنها قد تختفي وقتا طويلا من دون أن تلاحظ.
المرأة أكثر عرضة للآلام
أما أورسولا مارشال، وهي طبيبة ورئيس عيادة خاصة تعمل لحساب شركة تأمين ألمانية، فتعلق بالقول: “ربما كانت المرأة أكثر عرضة لذلك من الرجل لكن الأمر يتوقف عموما على مهنة الشخص”. تضيف الطبيبة الألمانية: “تتراوح الأعراض الأولى عادة بين الإحساس بالتنميل وفقدان الإحساس وتخدر الأجزاء المصابة من الجسم”. و من ناحية أخرى تشمل هذه الأعراض آلاما مختلفة تحدث فيما بين الرسغ والكتف، بحسب مارشال. وتظهر الأعراض الأولى عادة بعد فترات طويلة من العمل على الكمبيوتر لكنها قد تختفي أثناء الليل.
أنواع مزمنة
وفي الأنواع المزمنة من المرض يظهر المرض خلال الأنشطة اليومية مثل الكي وتغيير سرعات السيارة. و ينصح شتينبوك فيرمور بعدم السعي إلى علاج المشكلة بأدوية. و يقول في هذا السياق: “يمكن للمرء أن يستخدم أدوية لتخفيف الأعراض إلى الحد الأدنى. لكن هذا لا يعني على المدى الطويل إلا تغطية على الأسباب الحقيقية”. و من ثم فإن من المهم اتخاذ خطوات فعالة للحيلولة دون حدوث الألم. و تقول مارشال من جانبها: “يلزم المرء أن ينتبه إلى الأوجاع الحادة في الذراع”.
طرق العلاج
و عن طرق العلاج تقول الطبية الألمانية إنه من الضروري استخدام التمارين الفردية خلال العلاج، كما يمكن استخدام التدفئة لإرخاء العضلات بينما يمكن استخدام الثلج لتخفيف الألم. الخطوة الأساسية هي أتباع نهج شامل و ليس علاج أعراض فردية. و يوصى ديرك قائلاً: “إن أفضل شيء هو تغيير مجال الإجهاد”. و قد يعني هذا استخدام لوحات مفاتيح إرجونومية تحقق الاستخدام الآمن و الفعال و وسائد لليد وفارات كمبيوتر مصممة لتكون بشكل عصي توجيه تفرض على مستخدم الكمبيوتر اتخاذ وضع مختلف ليده. كما يجب على المرء أن يستخدم مقعدا لا يجبره على الجلوس بوضع عمودي شديد أو مائل جدا وأن يستعين بشاشة عرض يمكن تعديل وضعها حسب زاوية الرؤية وطريقة الشخص في الجلوس. و من المفيد أيضا أتباع أساليب تحقيق الاسترخاء للعضلات مثل تمرين تغيير الوضع البدني و الذهني.